المرأةُ اليمنية قصةُ كفاح
رويدا البعداني
المرأةُ هيَ النواة الأولى والأَسَاسيةُ للمجتمع، ومن خلالها يصلُح المجتمعُ أَو يفسدُ، فهيَ الركيزةُ الأَسَاسيةُ لبناءِ جيلٍ يبني وطنًا ويحمي عِرضًا ويذودُ من عدُوٍّ.
وبهذا الدورِ المحوري، تتألَّق المرأةُ اليمنيةُ في حياةِ المجتمعِ اليمنيِّ المليئةِ بالتحدياتِ والصعاب، وتبرز مواقفُها الخالدةُ التي تُسجَّلُ في أنصعِ صفحاتِ الوجود، إضافة إلى دورِها في مساندةِ الرجلِ في كُـلّ تفاصيلِ الحياة، فهيَ إلى جانب دورِها الأَسَاسيِّ بتربيةِ الأجيال الصاعدةِ وبناءِ الأسرة، تقومُ بالعديدِ من المهامِّ الأُخرى، أبرزها تخفيفُ همومِ الحياةِ من على كاهلِ الرجل، وفي سبيلِ ذلك، دخلت سوقَ العملِ لتوفيرِ متطلباتِ الحياةِ التي صارَت منالًا صعبًا في ظلِّ الظروفِ الحرجةِ التي صنعها العدوان، وقد أثمرت جهودُ المرأة، وظهرت نتائجُها بشكلٍ ملحوظ، وهذا ما لمسناه في واقعِ حياةِ الشعبِ في سنَواتِ العدوانِ العشر.
ومن البديهيّ القولُ إنّ بصلاحِ المرأةِ تنهضُ الأسرُ النهضةَ الصحيحةَ ويكونُ دورُها إيجابيًّا في تنميةِ المجتمعِ وتطويره، وبصلاحِ المرأةِ تتربى الأجيال على القيمِ والمبادئِ الإيمانية، خَاصَّة ونحن نعيشُ في ظلِّ هجمةٍ شرسةٍ من التقليدِ الغربيِّ الذي كثُرَ ضحاياهُ في جميعِ أنحاءِ العالم، وما نشاهدهُ في الأسواق والشوارعِ وغيرها من انفلات أخلاقيّ إلا من الإفرازاتِ السامةِ لهذا التشوهِ الحضاريِّ الغربيِّ، الذي يزيدُ في تأثيرهِ غيابُ دور الأسرةِ بشكلٍ عام ودورِ الأمِّ بشكلٍ خاص.
إنّ للمرأةِ دورًا كَبيرًا في متابعةِ أداء كافةِ أفرادِ الأسرةِ وتصحيحِ اعوجاجهم، فهي أَسَاس الأسرةِ المتين، ولا نبالغُ حين نقولُ إن خصوصية المجتمعِ اليمنيِّ المحافظِ والمتمسكِ بالدينِ والقيمِ والأخلاق أكثر من غيرهِ من المجتمعاتِ ترجعُ إلى المرأةِ اليمنيةِ الواعيةِ والمحافظة، وسنواتُ العدوانِ أزاحت الستارَ عن وعيِها ودورها الكبيرين، ففي أثناءِ مواجهةِ العدوانِ السعوديّ الإماراتيِّ على مدارِ عشرةِ أعوام، إضافة إلى دورِها البارزِ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدس، رفدت المرأةُ جبهاتِ الدفاعِ عن الوطنِ بأبنائها وزوجها وأشقائها، راضيةً مشجعةً داعمةً تنهضُ بالمشقاتِ والصعابِ الحياتيةِ في غيابِ الرجلِ للحفاظِ على أسرتها وأبنائها وتوفيرِ ما يحتاجون، كُـلّ ذلكَ في سبيلِ عزةِ الوطنِ ونصرهِ ومنعته، وهذه أعلى درجاتِ الوعيِ وأرقاها، كما أنها كانت اليدَ الكريمةَ في البذلِ والإنفاق، وتقديمِ قوافلِ العطاءِ للمجاهدينَ في الثغور، ولا ينسى أحد دورها في النهضةِ بالثقافةِ القرآنيةِ وتجسيدِها قولًا وعملًا ونشرِها في أوساط المجتمعِ الذي كانَ بأمسِّ الحاجةِ لها لينتصرَ ويُحبطَ مخطّطاتِ العدوّ في احتلال أرضهِ واستهدافهِ بالحربِ الناعمة.
فقد كانت المرأةُ اليمنيةُ حقًّا هي الجبلُ المهيبُ الذي تكسَّرت عليه كُـلّ آمالِ العدوّ.