مستنقع العمالة والارتزاق
ريهام البهشلي
إنها يا سادتي العمالة والارتزاق، إنها بوابة الانحطاط بكل أشكاله، فبين الرضا بالهوان والذُل تأتي الأحداث رغم وضوحها تزيد من الواقع المفضوح فضيحة وتعريةً أكبر وأوضح من السابق، في جرائم ووقائع أسقطت زيف الإعلام وأبواقه ومحته حتى من العقول التي لا تفقه ولا تعي ما يجري.
هنا الفضيحة المدوية لمرتزِقة مأرب من حزب الإصلاح في جريمتهم بحق الشهيد الحطام الذي لقي حتفه على أيديهم بجريمة بشعة للغاية ولسبب أشنع لا يتصوره أي عقل بشريّ طبيعي.
فالشهيد الحطام لم يرتكب جريمة ولم يتعد على أي أحد من حثالة المرتزِقة، وإنما بكل عفوية عبّر عن فرحته وبهجته بانتصار غزة، وأبدى سخطه وغضبه ضد الطواغيت المجرمين أمريكا و”إسرائيل”، وبكل وقاحة وعمالة تحَرّكت جحافل المرتزِقة الجبناء لاعتقاله بكل جرأة وليت تلك الجرأة والبسالة رأيناها في تحَرّكهم لنصرة غزة أَو دحر العدوان في مرحلته حينها لندرك أنهم هم كانوا فتيل المشكلة والفتنة.
اعتقلوه؛ لأَنَّه صرخ بكل عزة لنصر غزة وعبر عن ذلك علانية ولم يدس أنفه في التراب كما هو حال من اعتقلوه غضبًا على سادتهم من الصهاينة والأمريكان، هنا الوقوف على مجريات الجريمة ضرورة لا بُـدَّ منها في تقييم الوضعية التي وصلت بالعملاء والمرتزِقة في مناصرة من ارتكب أبشع الجرائم في غزة، وأن من يقف ضد الشعب الفلسطيني ومظلوميته العادلة إنما هو إنسان شاذ لم يعد بفطرته السليمة، وَأَيْـضًا حالة استهتارهم بدم المواطنين وقتلهم والاعتداء عليهم لأتفه الأسباب وكان آخرها ما حدث في محافظة تعز، فالواقع يشير أن تلك الجموع من المرتزِقة ليس لهم قضية ولا هدف سوى الطاعة والتقرب للأمريكي بدم إخوانهم اليمنيين عساهم يحضون بكامل الرضا من أسيادهم الصهاينة.
لم تكن هذه أول جريمة ولن تكون الأخيرة في حال استمر المرتزِقة يلهون ويعبثون ويبطشون ويقتلون بدون حساب أَو عقاب يردعهم وفي حالة فوضى أمنية لا تُحمد عقباها، مما يتضح جليًّا أن منهجيتهم قائمة على تنفيذ أجندة أمريكا في إسكات أي صوت حر ولو كان شيئاً بسيطاً فهم يرونه كابوسًا في نظرتهم واستباقهم للأحداث، فدلالة الجريمة تؤكّـد مدى عمالتهم للصهاينة أكثر من أي وقت مضى وتكشف زيف ما يدعونه، وأنهم ليسوا حول القضية الفلسطينية أَو عناوين وشعارات دينية مخادعة وإنما هم مرتزِقة وحثالة سيدفعون ثمن عمالتهم وخدمتهم للصهاينة في القريب العاجل.
ففي الجانب الآخر تأتي فضيحة سجونهم القذرة، وكر الوحوش البشرية التي انسلخت عن إنسانيتها بما تقوم به من تعذيب حتى الموت يكشف الجانب المظلم لهؤلاء المرتزِقة ودورهم الواضح في تمكين الأعداء من احتلال البلد كأدوات رخيصة تابعة للأمريكي وينهجون نهجه في سفك الدم بدمٍ بارد، فالأوضاع في مأرب وتعز وغيرها باتت تكشف ضرورة تحرير تلك المناطق من هؤلاء المجرمين فهم الخطر الأكبر على الوطن والإسلام بكله، وأن الظالم مهما طالت مدته فهو هالك لا محالة.