إلى شعوب أمتنا.. ترامب يقول: هل من مبارز؟!

 

منصور البكالي

تصريحاتُ الرئيس الأمريكي، بخصوصِ مستقبلِ الشعب الفلسطيني، وغزة، والمنطقة بشكل عام، ليست مُجَـرّد انعكاس لشخصيته الانتهازية، ولا للمخطّطات الصهيونية فحسب، بل إن هناك عوامل أُخرى شجّعته للإفصاح عن ذلك، استُخلصت من الموقف العربي والإسلامي تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي استمرت لـ ١٥ شهرًا بحق إخوتنا وأهلنا في قطاع غزة.

هذه المواقف الجبانة للشعوب والأنظمة على حَــدٍّ سواء في غالبيتها، حملت ترامب ومن خلفه إلى هذه المواقف التي يعتبرها الكثيرون صادمة وغير معقولة، وهي متوقعةٌ؛ نظرًا لاستنتاجات دروس غزة.

لم يعد المقام مناسبًا لجلد الذات، والبحث عن المفاعيل والأسباب، بل المهم اليوم هو البحث عن مكامن الضعف وسدها، وتهيئة الأُمَّــة كشعوب لاستنهاض مسؤوليتها الدينية والمبدئية والقيمية، في التحَرّك الجاد والفاعل، وحشد مقوماتها وإمْكَاناتها المتاحة وتسخيرها للدفاع عن ذاتها وأرضها وسيادتها وكرامتها ومقدساتها وقدراتها من استبدادية الأنظمة الوظيفية التي عرتها غزة، وكشفت حقيقتها، بأنها جزء من المخطّط الإمبريالي الاستعماري، والجهوزية القصوى والفورية للرد على ترامب، ومبارزته، قبل أن يتسرب المزيد من الوهن والضعف والسموم في جسد الأُمَّــة.

إضافة إلى تفعيل جرعات ثورية شعبوية قوية تبدأ بالخروج من عباءة التبعية لأمريكا وسياستها، واقتلاع الأدوات والأحزاب والأنظمة المدرجة في خانتها، وإحراق سفاراتها، ومقراتها، واقتحام أماكن تواجدها، المدنية والعسكرية، وفق رؤى وخطط سبق انتهاجها، ضد صورة إيران الشاه العميلة، ويمن عفاش وأدواته ما قبل ٢٠١٤م، وثورة الشعب الجزائري الذي طرد المستعمر الفرنسي وأدواته العميلة.

هذه المرحلة تحتم على شعوب أمتنا البحث خارج الصندوق، والعودة إلى الإيمان بقدراتها، في صناعة التحولات والمتغيرات، ومعرفة أن من لم يقف ليساند غزة قبل أَيَّـام، لا يمكن التعويل عليه في مواجهة ترامب ومخطّطات الصهيونية العالمية المستهدفة للأُمَّـة برمتها.

ولمعرفة ضمانات هذه الخطوات البسيطة والممكنة، يجب على شعوب أمتنا العودة إلى كتاب الله، فتنطلق بوعي مبني على معرفة الله والثقة به، واستشعار المسؤولية الإيمانية أمام مصاديقه وحتميات وعوده، وأخذ الدروس والعبر من عنجهية عمرو بن ود العامري يوم غزوة الخندق، وكيف كان يزبد ويرعد ويستخف بأمة قائدها محمد رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، الحي بين أظهر أصحابه ومقاتليه، وهو ذاتُ القائد اليوم لنا، ونستمدُّ طاقتنا منه ومن الرسالة التي بعث بها رحمة للعالمين، ونكالًا على الكفرة واليهود الظالمين، إلا أننا نبحثُ عَمَّنْ سيكون عليًّا (عليه السلام)، من بيننا، ليحطِّمَ كبرياء أمريكا وغطرسة “إسرائيل”، وكلنا علي هذا الزمان بإذن الله.

أخيرًا: نؤكّـد أن شعوب أمتنا قادرة على إنهاء هذا التباهي الأمريكي، إن تحَرّكت بأبسط ما تملك وبما تستطيع إعداده، ولو كان بالخروج إلى الشوارع العامة، في مسيرات ومظاهرات ضاغطة على أنظمتها وجيوشها، وستكون المتغيرات أسهل وأسرع من الاستماع لكلمات وعبارات ترامب المحتقرة، لشعوب أُمَّـة الإسلام، وجيوشها وأنظمتها المعلَّبة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com