قراراتُ ترامب الأخيرة والعوامل المشجِّعة لها

 

فضل فارس

ما لم يتم تحقيقه في أكثر من 70 عامًا العمر الطويل للتمدد الاستيطاني الاحتلالي للصهيونية في أرض فلسطين يريد ترامب السفاح الأهوج تحقيقه بشخطة قلم وعنجهية أمام وسائل الإعلام.

ترامب الذي يتصرف وكأنه ملك الأرض، حَيثُ يطلق وبكل غطرسة واستكبار سهام قراراته التعسفية الحمقاء ضد الجميع في هذا الكوكب بدءاً من دول قارة أمريكا الشمالية وُصُـولًا لفلسطين ولبنان والأردن ومصر أَيْـضًا وغيرها من دول الشرق والغرب.

فيما يبقى العالم تجاه ذلك ما بين مندّد ومستنكر ومترقب، الجميع في هذا العالم حيارى غير مدركين ماهية اللعبة الخطرة التي يلعبها ترامب من خلال إطلاق مجمل قراراته الأخيرة التي يعتبرها افتتاحية لفترة رئاسته الجديدة على أمريكا دولة العهر والاستكبار العالمي.

ما يتم اليوم الحديث عنه من مخطّط تهجير أبناء قطاع غزة أَو ما يحدث كذلك باتّجاه لبنان والأردن وغيرها من البلدان العربية من مخطّطات.

أيضًا ما يحضَّر له ويخطط باتّجاه اليمن من عدوان وغيرها من المؤامرات إنما هي مرحلة جديدة وفصل جديد من فصول العدوان على غزة.

كذلك في إطار البدء في محاولة تدفيع الثمن من كُـلّ من وقف مع المقاومة في غزة وذلك بعد فشل المسار العسكري للكيان الإسرائيلي في غزة.

قرارات المجرم ترامب بخصوص تهجير الشعب الفلسطيني ومستقبله، كذلك بشأن شعوب المنطقة بشكل عام إنما تعكس مدى نازية إدارته المنحرفة وكم هي في إجرامها مكتسية قبعة اليهودية وفعلها.

ومن ذلك أَيْـضًا تستخلص العديد من العوامل المشجعة له للتخاطب بتلك العنجهية والوقاحة وعلى رأسها تلك المواقف المخزية والمهينة للتخاذل العربي والإسلامي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني على طول أمد العدوان على غزة.

تلك المواقف وذلك الاستسلام المهين للأنظمة العربية هي ما جعلته أحدُّ لسانًا وأجرأ في قراراته تلك التي يروج لتحقيقها واقعًا، وذلك باعتقادي ما سيكون -ولنا في سوريا عبرة– إذا لم تتحد الشعوب وأنظمتها في هذه الأُمَّــة لرفضها ومواجهتها!

على دول المنطقة أن تأخذ الدروس والعبر من ماضيها وسكوتها وما هي مآلاته، وكيف أصبحت دون كرامة أَو صوت مسموع حتى على أراضيها وممتلكاتها.

يجب عليها النظر بجد لهذا المآل المهين والمخزي، وعلى عكس ذلك كم هي الحرية والعزة التي يتمتع بها كُـلّ من قاوم وناهض ورفض تلك القوانين والسياسات الأمريكية من شعوب وأنظمة هذه الأُمَّــة، ولهم في اليمن خير شاهد ودليل على ذلك.

فما من قرار أَو قانون تعسفي أمريكي قد يقبله اليمن شعباً وحكومة وهذا ما جعل الأمريكي ينظر لليمن من منظار آخر ويحسب لها ألف حساب.

على كُـلِّ تلك الشعوب أن تسلك المسار الذي تسلكه اليمن، حَيثُ قد أثبتت الوقائع أنه ما من منجد أَو مخرج للجميع إلَّا مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني وسياساتهما الاستعمارية في المنطقة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com