سرابُ ترامب في غزة
غيداء شمسان
تهديداتٌ تتبخر، وحقوقٌ لن يُتنازَلُ عنها.
من جديد، يرتفعُ صوت الغطرسة والظلم من وراء المحيطات، حاملًا معه نبرات التهديد والوعيد، متجسدًا في خطاب ترمب الأخير حول قطاع غزة المحاصر.
خطابٌ يُعيدُ إلى الأذهان صدى تصريحات سابقة، تشبه فقاعات صابون زاهية الألوان، سرعانَ ما تتلاشى وتتبخَّر في فضاء الواقع المعاند، فما أشبهَ الليلة بالبارحة، وما أشبهَ هذا التهديد بسابقِه حول كوريا الشمالية، تلك التصريحات الصاخبة التي لم تضف إلى شيء سوى كونها ضجيجًا أجوف، وريحًا صفراء.
نرفض وندين بأقوى العبارات تلك التصريحات العدوانية، التي تتجاوز حدود اللياقة والقوانين الدولية، وتستهتر بحقوق الشعب الفلسطيني الأبي، أيُهجَّر شعبٌ بأكمله من أرضه ووطنه، ليصبح لقمة سائغة في فم الاحتلال؟ أيهدّد قطاعٌ محاصَرٌ بالاجتياح والاحتلال الأمريكي، في صلف وتجبر ينافي كُـلّ قيم الإنسانية والأخلاق؟ إنها لجريمة نكراء، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتعد سافر على سيادة الأمم.
إن تصريحات ترمب تمثل عدوانًا صريحًا لا يقل خطورةً عن العدوان العسكري، إنه عدوان على كرامة الشعب الفلسطيني، وحقه الثابت في أرضه ووطنه، وهو استهتار غير مسبوق بالأمة العربية والإسلامية قاطبة، وتجاهل متعمد لمشاعرها ومقدساتها، يا للعجب! أيظن ترمب أن الأُمَّــة العربية والإسلامية قد خلت من رجالها وأبطالها، وأنها سترضخ لهذه التهديدات الجوفاء، وتستسلم لهذه المخطّطات الصهيونية؟!! هيهات هيهات!
إن الشعب الفلسطيني المقاوم، هذا العملاق الذي لن ينحنيَ ولن يكل، لن يرضخ ولن يسمح بتمرير هذه المشاريع الخبيثة، لقد علمنا التاريخ أن الظلم لا يدوم، وأن القوة الغاشمة لن تكسر إرادَة الشعوب الحرة، وإن صمود فلسطين ومقاومتها هما شعلة تضيء دروب الحرية والكرامة للعالم أجمع.
وإن اليمن، يجدد العهد والثبات إلى جانب فلسطين، لن يتخلى عنها ولن يتراجع، نحن هنا، نعلنها صراحة، اليمن إلى جانب فلسطين كتفًا بكتف، في التصدي لكل أشكال العدوان على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سنظل ندعم حقهم في أرضهم ووطنهم، وحقهم في مقاومة الاحتلال، وحقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فليعلم ترمب وأعوانه، وليسمع العالم أجمع، أن تهديداتهم لن تخيفَنا ولن تثنيَنا عن موقفنا الثابت، فلسطين ستنتصر، وحقها سيعود، وسيزول الظلم والعدوان، وستبقى فلسطين عربية حرة، تنعم بالسلام والازدهار، بقوة إرادَة شعبها، وبقوة الحق والعدل.