باستخدام تكتيك “حافة الهاوية”.. المقاومة الفلسطينية تلجمُ الكيانَ وتعلنُ استعدادَها للدفعة السادسة من الأسرى

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

بينما كان يسود الهدوء الحذر في قطاع غزة وداخل كيان الاحتلال الصهيوني بانتظار الدفعة السادسة من تبادل الأسرى، وسط تصاعد التحذيرات والتوتر المتزايد من التصريحات الأمريكية “الترامبية”، ظلت الاتّهامات بشأن تنفيذ الاتّفاق تتبادل، لكنها لم تصل إلى طريق مسدود.

مواقف حكومة المجرم “نتنياهو” المتضاربة ونزولها عن الشجرة بشأن “البروتوكول الإنساني” تندرج في سياق استراتيجية تفاوضية باستخدام “الشيء ونقيضه”، غير أن تكتيك “حافة الهاوية” الذي استخدمته المقاومة الفلسطينية بنجاح، ضربت استراتيجية “إسرائيل” وأمريكا اللتان تلوحان باستئناف الحرب وتتوعدان غزة بـ “الجحيم”.

وفي تطورٍ لافت، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تتولى تسهيل عمليات تبادل الأسرى، عن قلقها العميق بشأن وضع المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وقالت اللجنة في بيانٍ لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، الجمعة: إن “عمليات الإفراج الأخيرة تعزز الحاجة الملحة لوصول فرقها إلى المحتجزين”، مشدّدة على قلقها المتزايد “بشأن ظروف الأسرى في القطاع الفلسطيني المدمّـر”، حَــدّ تعبيرها.

مراقبون أكّـدوا أن “ترامب” وضع “نتنياهو” بين جحيمَينِ، إذَا ما ضحى الأخير بكافة الأسرى الصهاينة في حال مضيه خلف سيد البيت الأبيض، إضافة إلى جحيم اليمين المتطرف والمزايدة عليه في حال التنازل لحماس.

وبحسب المراقبين فإن خروجَ “نتنياهو” من هذا الجحيم المزدوج، دفعه قلقُ عائلات الأسرى المتزايد والضاغط؛ كونها تخشى من إفشال الاتّفاق؛ لذلك طالبت باتّفاق “خروج الكل مقابل الكل”، وهو ما جعل حكومة الكيان تخضعُ للمطالب الخَاصَّة بتنفيذ البروتوكول الإنساني.

ووسط هذه الأجواء المشحونة، يواصل الوسطاء العرب تكثيف جهود الوساطة، ما نجح في تذليل بعض العقبات الأخيرة التي كادت أن تعصف بالهدنة، بعد تلويح الجانبين بإنهائها.

في السياق، وفي آخر تطورات صفقة تبادل الأسرى، وبعد تعليق حماس تسليم دُفعة الأسرى الذي أعلنت عنه حماس لعدم التزام الاحتلال ببنود الإغاثة، أعلنت المقاومة أنها قرّرت الإفراج عن 3 أسرى صهاينة، السبت، ضمن إطار صفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى.

الناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” قال في بيانٍ له: إن “كتائب القسام ستفرج عن ثلاثة أسرى صهاينة وهم: (ساشا ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن) “.

من جانبه، أكّـد “أبو حمزة” الناطق العسكري لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن السرايا “ستفرج عن الروسي الإسرائيلي “ألكسندر توربنوف” في إطار الدفعة السادسة من صفقة التبادل”، بالتنسيق مع القسام.

بدوره؛ قال مكتب إعلام الأسرى: إنه “سيتم السبت، في إطار الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لصفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى الإفراج عن ستة وثلاثين أسيرًا محكومًا بالمؤبد وثلاثمِئة وثلاثة وثلاثين أسيرًا من غزة اعتقلوا بعد السابع من أُكتوبر عام2023م”.

وبعد إعلان “أبو عبيدة”، سارع مكتب رئيس وزراء الكيان بالإعلان أن “قائمة حماس المرسلة مقبولة” لدى حكومة الاحتلال، وكان المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس “طاهر النونو” أكّـد بالقول: “ماضون في تنفيذ إجراءات صفقة التبادل بالشكل الاعتيادي، وهناك وعود من الوسطاء بتكثيف دخول الخيام والبيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة”، لافتاً لأنهُ “من المتوقع أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية مطلع الأسبوع القادم”.

وحتى الآن، تم إطلاقُ سراح 16 أسيرًا صهيونيًا مقابل مئات الفلسطينيين على خمس دفعات، بينما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد المحتجزين الأحياء في غزة يصل إلى 50 شخصاً من أصل نحو 100 أسير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com