“فنتازيا الدودحية” وبطولات جنود الـ “ماء والرز” السعودي
بقلم/ عبده عطا
في بلاد المليون “عميل”، بلاد “حق الصميل”، يقول المثَلُ الشعبي العام، “من تغدى بكذبة، ما تعشى بها”، فكيف هي الحال، بمن يمتلك موهبةً ومواصفات “النائحة المستأجرة” التي تمتهن النياحة للتكسب، والتي تأتي إلى أهل الميت لتعدد مناقبه وتولول وسط النساء لتضفي جواً من الحزن والأسى وتهيج المفجوعات، بدون صدق تصيح وتليح، تصيح من أجل المجاملة، فتأخذ على ذلك أجراً غير محزون.
ربما، كانت هذه العادة السيئة، سائدة في الجاهلية، قبل أن يأتي الإسْلَام ويحرّمها وينهي عنها، لكن ما يبدو أن آل سعود”، أعادوا “النائحة المستأجرة”، إلى الخدمة، حيث قاموا بتوقيع عقود عمل لعدد من “عيال النائحات” و”خراطين العاجل”، الذين تعج بهم “دهاليز” إعْـلَام آل سعود”، كـ”العربية” و”أخواتها”، وكذلك، بعض مواقع “المرتزقة” في الـيَـمَـن، وكل وسائل الإعْـلَام “مدفوعة الأجر” التي تدور في فلك العُـدْوَان الهمجي على الـيَـمَـن.
هذه الآلة الإعْـلَامية الغوغائية، تبدو في عرضها وتقديمها للأخبار وتغطيتها للحرب، أشبه ما يكون بـ”الأفلام الأمريكية” عن حرب “فيتنام”، فـ”هوليود” حولت الانكسارات والهزيمة الأمريكية إلى انتصَارات وبطولات “هيوليودية”.. وهي الحالُ التي نشاهدُها اليوم من خلال إعْـلَام العُـدْوَان السعودي الـ”هيوليودي”.. وربما الفرق أن “رامبو” وشلته، احتاجوا عشرات السنين، قبل أن يزيفوا التَّأريخ، ويحولوا هزائم “المارينز” إلى ملاحمَ بطولية.. وهكذا كان انتصَار الأمريكان(آجلاً).. لكن إعْـلَام (عاجل) الذي يسبح بحمد المملكة التي تجري من تحتها “الآبار”، يتميز بـ”فنتازيا الدودحية”، والتي تجسدها “نجوى بنت أبي قاسم”، وأمثالها من الـ “مكالف”، أكانوا ذكوراً أم إناثاً، فيحولون هزائم الـ “ماء والرز” (جيش آل سعود) إلى انتصَارات وهمية عاجلة، فقط.
وسَطَ هذا الكم الهائل من ركام الـ”هوشلية”، تنبعث روائحُ “بروباجندا” أن مهمةَ هذا الإعْـلَام “المستعجل”، هي الإبقاء على معنويات ما تبقى من الجُنُود السعوديين، في جبهات القتال في الحدود، عَلَّه يساعدُهم في الصبر وعدم الفرار، كيما يجد آل سعود”، مخرجاً للورطة التي وقعت فيها مملكة “داعش الكبرى” في حربها على “فيتنام” الشرق الأوسط.