العدوان السعودي الأمريكي ينتهك الاتفاقيات الدولية ويرتكب جرائم إبادة جماعية
- إستشهاد 9 مدنيين وإصابة 6 آخرين في قصف سيارة مواطنين أثناء مرورهم في منطقة سمارة
- 25 شهيداً جراء سقوط صواريخ على مسافرين في منقطة برط بمحافظة الجوف
- غارة جوية على أسرة “الفاطمي” في حي رومة بمدينة ذمار والحصيلة استشهاد 25 من أفراد الأسرة
- إستهداف الطريق العام بمديرية كحلان عفار واستشهاد 12 مواطناً من أسرة واحدة كانوا على متن سيارة
المسيرة / إبراهيم السراجي:
تعرَّفُ جريمةُ الإبَادَة الجماعية بأنها: “الفظاعاتُ التي ارتُكبت أثناء محاولات الإبَادَة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي، صنفت كـجريمة دولية” وهو التعريفُ الذي جاء في الاتفاقية التي أقرتها الأممُ المتحدة لمنع ارتكاب هذا النوع من الجرائم، وجرى الموافقة عليها بالإجماع سنة 1948 وأصبحت ساريةً بعد ذلك بثلاثة أعوام.
وفي انتهاك صارخ للاتفاقية الأممية ارتكب العدوان السعودي عشرات الجرائم التي تندرجُ ضمن جرائم الإبَادَة الجماعية خلال عُـدْوَانها، كما احتاج النظامُ السعودي لأقل من أسبوع لترتكب سبعَ جرائم من هذا النوع راح ضحيتها أكثر من 75 مدنياً، بينهم نساء وأطفال في محافظات إب وحجة وذمار وصعدة والجوف.
في محافظة إب وبينما كان أفراد إحدى العائلات مسافرين على متن سيارتهم في طريق منطقة سُمارة وتحديداً لدى مرورهم بجسر سمارة نفسه، حلقت طائرات العُـدْوَان السعودي وشنت غارة أصابت تلك السيارة وعلى الفور قضت على حياة 9 مدنيين وجرح 6 بإصابات خطيرة، حيث ينتظرُهم الموت لبالغ إصاباتهم والحصار السعودي على اليمن الذي نكّل تماماً بالقطاع الصحي الذي يعيش كارثةً جراء الحصار يعجز معها عن تقديم الخدمات الطبية للأعداد الكبيرة من ضحايا العُـدْوَان.
وفي ذات اليوم كانت صعدة على موعد مع جريمة أخرى بمنطقة رحبان التي استهدفها العُـدْوَان السعودي بأكثر من خمسة وعشرين غارة أصابت الأحياء المدنية فدمرت عشرات المنازل فقتلت مواطناً وجرحت أربعة حالتهم خطرة، وقد منَعَ نزوح معظم الأسر من المنازل التي استهدفت، وقوعَ مجزرة كبيرة.
ولا يبدو أن العُـدْوَانَ السعودي مبالٍ بالقوانين الدولية نظراً لهيمنة قوى الاستكبار الدولي على المنظمة الأممية التي أقرت المادة الأولى من اتفاقية منع جرائم الإبَادَة الجماعية التي أُقرّت بالإجماع الدولي قبل خمسة وستين عَاماً من الآن، وتقول تلك المادة “تصادق الأطرافُ المتعاقدة على الإبَادَة الجماعية، سواءٌ ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها” ولذلك فإن وضوح المادة التي لم تعطِ فرصة للعُـدْوَان السعودي للهروب من إدانته بارتكاب جرائم إبَادَة جماعية صريحة في عُـدْوَانه على اليمن.
كان يومُ الخميس الماضي دموياً ارتكب فيه العُـدْوَان السعودي أربع جرائم تندرج ضمن جرائم الإبَادَة الجماعية، والتي يقتصر عليها هذا التقرير، وكان المدنيون في حجة والجوف وذمار وصعدة في مرمى القصف السعودي الذي يمعن في استهداف المدنيين بشكل جماعي.
في منطقة برط بمحافظة الجوف استهدف طيران العُـدْوَان السعودي المسافرين بغارة أودت بحياة 25 شهيداً بينهم أطفال وجرح عدد آخر.
في حي “رومة” بمدينة ذمار استهدف العُـدْوَان السعودي منزلَ المواطن حمود الفاطمي الذي قضى على الفور هو وعشرين من أفراد أسرته بينهم أربع نساء وطفلان، وأظهرت صور الجريمة احتراق وتناثر الجثث ليرتفع رصيدُ العُـدْوَان السعودي على اليمن من جرائمه التي تنطبق عليها جرائم الإبَادَة الجماعية بحسب القانون الدولي الذي يفرض معاقبة الجناة.
في أرشيف الأمم المتحدة الذي يحتفظ بتعريفات جرائم الإبَادَة وتفصيلاتها وعقوباتها يأتي في توضيح خلفيات ومبررات منع جرائم الإبَادَة الجماعية حيث تقول: “تعرفُ اتفاقية منع جريمة الإبَادَة الجماعية والمعاقبة عليها جريمة الإبَادَة الجماعية وتعتبر أن الأفعال التالية يُعاقبُ عليها: الإبَادَة الجماعية؛ والتآمر لارتكاب الإبَادَة الجماعية وتنص الاتفاقية على وجوب معاقبة الأشخاص الذين يرتكبون الإبَادَة الجماعية أو الأفعال الأخرى المذكورة أعلاه، سواءٌ أكانوا حكاماً مسؤولين دستورياً أو موظفين عامين أو أفراداً، كما تقضي بأن تجري محاكمة الأشخاص المتهمين بارتكاب الإبَادَة الجماعية أو أيٍّ من الأفعال الأخرى المنصوص عليها في الاتفاقية أمام محكمة مختصة من محاكم الدولة التي ارتُكب الفعل على أرضها، أو أمام محكمة جزائية دولية”.
يوم الخميس الماضي أيضاً يدوس العُـدْوَان السعودي على القوانين الدولية ويمارس هوايته في استهداف المسافرين، وهذه المرة بمحافظة حجة استهدف الطيران بغارة جوية مسافرين على الطريق العام بمديرية كحلان عفار كانوا على متن سيارة موقعاً 12 شهيداً من أسرة واحدة.
ولم تترك طائراتُ العُـدْوَان السعودي اللاجئين الأفارقة الذين هربوا من الحروب في بلدانهم، فبينما كان مجموعة منهم بالقرب من مكتب الهجرة للأمم المتحدة بمحافظة حجة استهدفتهم غارة سعودية موقعة 6 شهداء.
وفي صعدة أنهى العُـدْوَان السعودي يومه بارتكاب جريمةٍ في مفرق الطلح، مستهدفاً بغارة جوية أسرة استشهدت على إثرها امرأة وجُرِحَ ثلاثةٌ آخرون.
وتوالت الغاراتُ المكثَّفةُ على المحافظة، ويوم أمس قصف الطيرانُ السعودي الأمريكي منطقةَ ضحيان، مستهدفاً محطة الصعدي للوقود ومطعم الثورة، ومحلات العزي التجارية وسقط خلال القصف 3 شهداء.