مكاسب الانتصار الكبير في معركة إسناد غزة تسد آفاقَ المساعي العدوانية ضد اليمن
– مسؤولٌ سابقٌ في المخابرات الأمريكية: قرارُ التصنيف غير واقعي وهدفُه ليس قابلًا للتحقّق
– هزيمةُ البحر الأحمر تطاردُ البحرية الأمريكية بعد تعرُّض الحاملة (ترومان) لحادثة تصادم
– موقع كندي: خروجُ اليمنيين متماسكين من المعركة يقلّل احتمالات حدوث تدخُّل دولي كبير ضدهم
المسيرة | تقرير:
تواصلت التأكيداتُ على انسداد أُفُقِ المساعي العدوانية الأمريكية ضد اليمن، كاشفة عن المزيد من دلائل تفوق الجبهة اليمنية المساندة لغزة على كُـلّ استراتيجيات وأدوات “الردع” والانتقام التي تعتمد عليها جبهة العدوّ.
قرارُ “التنصيف” غيرُ فَعَّالٍ:
في تصريحات جديدة تكشف خواء الآمال التي علَّقها العدوُّ وداعمه وأدواته الإقليمية على قرار التصنيف الجديد الذي اتخذته إدارةُ ترامب ضد اليمن للانتقام من موقفه المساند لغزة، قال المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، بروس ريدل، إن: “قرارَ التصنيف سيثبت في نهاية المطاف أنه غير فعال” وفقًا لما نقل موقع “دروب سايت” قبل أَيَّـام.
وَأَضَـافَ ريدل الذي يعمل الآن كمحلل لدى مؤسّسة بروكينغز للأبحاث أن “الهدفَ من القرار غير واقعي وغير قابل للتحقيق” في إشارة إلى هدفِ ردع القوات المسلحة اليمنية والإضرار بقدراتها أَو التأثير على قرار القيادة اليمنية.
وأوضح ريدل أن “سنواتٍ من القصف السعوديّ والإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لم تنجحْ في إنهاء قدرة الحوثيين على ضرب أهداف في المملكة وفي البحر الأحمر، والتصنيف لن يغيِّرَ سياستهم أَو قدراتهم” حسب تعبيره.
وبما أن إدارةَ ترامب قد لجأت إلى قرار التصنيف الأمريكي؛ باعتبَاره إطارًا رئيسيًّا للخروج من حالة العجز والفشل في مواجهة الجبهة اليمنية، فَــإنَّ تصريحات المسؤول السابق في وكالة المخابرات الأمريكية تعني أن الولايات المتحدة لا تملك في الحقيقة أية وسيلة لتجاوز هزيمتها التاريخية الفاضحة أمام اليمن، والتعافي منها.
البحريةُ الأمريكية غيرُ قادرة على تجاوز الهزيمة:
هذا ما تستمر مختلف التقارير والتحليلات في وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية والغربية بتأكيده بشكل متواصل، حَيثُ لم يكن توقف العمليات البحرية اليمنية بعد وقف إطلاق النار في غزة كافيًا لترميم سُمعة “الردع” الأمريكي أَو تجاوز الانكشاف الفاضح لضعفِ البحرية الأمريكية ومحدودية قدراتها.
وبمُجَـرّد أن تعرَّضت حاملةُ الطائرات الأمريكية الفارة من البحر الأحمر (هاري ترومان) لحادِثِ تصادم (لا يزال غامضًا) مع سفينة تجارية بالقرب من مصر وتعرضها لأضرار أجبرتها على الخضوع لإصلاحات طارئة، كانت معركة البحر الأحمر هي الزاوية الأقرب للتعامل مع هذا الحادث من قبل وسائل الإعلام، حَيثُ اعتبرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن الحادث يكشفُ عن نقاطِ ضعفٍ خطيرة؛ باعتبَار أنَّ بإمْكَانِ القوات المسلحة اليمنية أَو أية قوة أُخرى معادية لأمريكا أن تعيدَ محاكاةَ مثل هذا التصادم ضمن هجوم سري على حاملات الطائرات الأمريكية، الأمر الذي سيؤدي إلى أضرار “كارثية” مشيرة إلى أن هذ الحادث يُشَكِّلُ دليلًا على “ضرورة التوقف عن الاعتماد على حاملات الطائرات” لإبراز القوة، وهو الأمر الذي تمت مناقشتُهُ بشكل غير مسبوق أثناء معركة البحر الأحمر تحت عنوان “انتهاء زمن حاملات الطائرات”.
الانتصارُ اليمني يُحبِطُ مساعيَ التحشيد ضد اليمن:
في الوقت ذاته، أكّـد موقع “جيوبوليتيكال مونيتور” الكندي المهتم بالشؤون الاستخباراتية أن خروج اليمن متماسكًا من معركة البحر الأحمر، يقلِّصُ احتمالاتِ وقوع أي “تدخل دولي كبير” ضد اليمن؛ لأَنَّ تطور القدرات والتكتيكات اليمنية التي استطاعت أن تتغلَّبَ على حملات القصف الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وقبلها السعوديّة والإماراتية، تجعل أي تدخل كبير محفوفا بمخاطر زعزعة استقرار المنطقة، وتورط أية قوى معتدية في “حرب طويلة الأمد”.
وبالتالي فَــإنَّ مفاعيلَ الانتصار اليمني الكبير في معركة “الفتح الموعود” لا تتوقفُ فقط على إنهاء زمن وسائل وأدوات الردع الأمريكية المباشرة، بل تمتدُّ لسَدِّ أُفُقِ استراتيجية “التحالفات” التي تعوِّلُ عليها واشنطن دائمًا في تعويض فشلها وعجزها المباشر، وهو ما يعني انسدادَ أُفُقِ كُـلّ المساعي العدوانية ضد اليمن.