الشهيد نصرالله.. القائدُ الذي نصر اليمنَ عندما صمت العالَم

 

تقرير: هاني أحمد علي:

“الحمد لله أننا عشنا في زمنِ السيد القائد الشهيد حسن نصر الله.. زمن العزة والكرامة والدفاع عن المظلومين والمستضعفين”، بهذه الكلمات يرثي أبناءُ الشعب اليمني بقلوبٍ مكلومة يملؤها الحزنُ والأسى، شهيدَ الإسلام والإنسانية، سماحة السيد القائد حسن نصرالله، الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية اللبنانية “حزب الله”، ويؤكّـدون أنه سيبقى خالدًا في وجدانهم ما دام النفَسُ بداخلهم ينبض، كما أنه سيبقى في ذاكرتهم إلى الأبد.

لن ينسى أبناء اليمن الموقف الإنساني والمشرف لسماحة السيد القائد الشهيد حسن نصرالله، ووقوفه إلى جانب اليمن منذ اليوم الأول للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في العام 2015 بعد أن التزم القريب والبعيد الصمت وظل في موقف المتفرج أمام الجرائم والمجازر التي تُرتكَب بحق أبناء اليمن دون وجه ذنب أَو وجه حق.

عندما اشتد العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي، الظالم على اليمن، ظهر السيد حسن نصر الله بقوة منتقدًا عدوان وإجرامية ما تم تسميته بـ “عاصفة الحزم” التي نفذتها السعوديّة وأدارتها أمريكا، واصفًا إياها بالعدوان، كما شبه “عاصفة الإجرام” بالعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.

ارتبط شهيدُ الإسلام والإنسانية، السيد حسن نصرالله، بعلاقة أخوية نابعة من صميم القلب، مع أبناء الشعب اليمني، ستظل محفورةً داخلَ وجدانهم حتى قيام الساعة، وقد كان أكثرَ صدقًا عندما قال جملته المشهورة رَدًّا على تحالف العدوان السعوديّ: “إن لم يكن الشعبُ اليمني من العرب فمَن العربُ؟، متسائلًا: “هل فوضت الشعوب العربية النظام السعوديّ شن الحرب على الشعب اليمني باسمها؟”، مبينًا في خطاب متلفز ضمن “مهرجان الوفاء والتضامن مع الشعب اليمني أن هذه الحرب هي حرب سعوديّة والهدف منها سياسي فقط، لافتًا إلى أن الرياض تريد فقط إعادة هيمنتها على اليمن بعد ما استعاد الشعب سيادته، معتبرًا الحرب هي عدوان سعوديّ أمريكي على اليمنيين.

منذ اليوم الأول لإعلان موعد تشييع سيد الأُمَّــة والأحرار في العالم، السيد حسن نصر الله، ورفيق دربه الهاشمي صفي الدين، خيّم الحزنُ على قلوب اليمنيين، بعد أن تعودوا لعقود من الزمن أن يستمدوا قوتهم وشجاعتهم وبسالتهم من هذا الرجل الذي كان بحق صمام أمان للأُمَّـة العربية والإسلامية وكان شوكة في حلق الكيان الصهيوني، وجبلًا شامخًا يستند عليه كُـلّ المظلومين والمستضعفين في الأرض، كيف لا وقد كان له الدور الكبير والمتميز والرائد في إفشال مؤامرة ومخطّطات دول الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”، الهادفة إلى إثارة الفتنة الطائفية في أوساط الأُمَّــة؟!

إن الشعب اليمني بمختلف أطيافه وشرائحه لم يكن ينظر يومًا إلى سماحة السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، قائدًا عاديًا، بل يمثل رمزًا للانتصار والقوة والدفاع عن كرامة وعزة الأُمَّــة، في زمن التطبيع والخضوع والإذلال وإعلان الزعماء العرب الهزيمة حتى قبل حتى أن يخوضوا المعركة، وهو ما يجعلُ شهيدَ الإسلام والإنسانية، قُدوة وفخرًا لكل مواطن يمني.

تتجه أنظار العالم اليوم وعلى رأسهم الشعب اليمني إلى أهم حدث مؤلم في تاريخ الأُمَّــة والإنسانية، يكاد أن يكون كربلاء العصر، وهو مراسيم تشييع أمينَي حزب الله، السيد القائد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، في العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، حاملين معهم كُـلّ الذكريات المواقف التي جسَّدها “نصرالله” طيلةَ مسيرة الجهادية الممتدة لأكثر من 3 عقود في قيادة حركة المقاومة الإسلامية، وتاريخه الحافل بالانتصارات وهزائم الكيان الصهيوني، وردّ الاعتبار للبنان وفلسطين وسوريا ولجميع أحرار الأُمَّــة.

يودّع أبناءُ الشعب اليمني الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، جسدًا فقط، بينما تبقى روحُه الطاهرة حيةً في قلوبهم لن تموت، مستذكرين كُـلَّ مواقفه وخطاباته الداعمة لليمن، والتي كان أبرزها مقولته الشهيرة لمجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة في شهر 6 من العام 2018: “يا ليتني كنت معكم، يا ليتني أستطيعُ أن أكونَ مقاتلًا من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”.

وختامًا.. وداعًا حسين هذا الزمن، وسيظلُّ نصرُ الله عاليًا، وبلسان الشعب اليمني نعاهدُ الله ونعاهدُكم أبا هادي، إنَّا في اليمن على العهد سائرون، وإنا على طريقك ماضون، وإن دماءَك الزكية ودماء الشهداء “هاشم صفي الدين، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف” وغيرهم من شهداء القدس، لن تذهب هدرًا، وإنها بفضل الله ستتحوَّلُ إلى بركانٍ وحمم نار تدك معاقلَ الأعداء وتقض مضاجعَهم، وإن غدًا لناظرة قريب وإنا من المجرمين منتقمون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com