الصوتُ المقاومة للهيمنة الأمريكية
خطابُ السيد القائد عبد الملك الحوثي..
المسيرة | أيمن قائد
تتحَرّك الولايات المتحدة الأمريكية ضمن ما يسمى باستراتيجية “الهيمنة” لفرض هيمنتها بالقوة على دول العالم، ولا سيما منطقتَنا العربية.
وضمن سياق بسط الهيمنة، تبرز تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة إلى دولتَي مصر والأردن وفق مزاجه وتخيلاته؛ وهو الأمر الذي قوبل بالاستنكار اليمني أولًا والذي جاء على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأسبوع الفائت، ووصفه بـ “الجنون الترامبي” الذي تجب مواجهته من قبل أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ويرى سياسيون وأكاديميون أن دعوة السيد القائد للدول العربية والإسلامية لمواجهة الجنون الترامبي تهدف إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة والتحذير من التدخلات الأمريكية والغربية في شؤون الدول العربية والإسلامية، وكذا نشر الوعي بين الشعوب بضرورة التحَرّك لحماية مصالحهم وقضاياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
في هذا السياق يشير المحلل السياسي لطف الجرموزي إلى أن “دعوة السيد القائد للأُمَّـة العربية والإسلامية لمواجهة ما أطلق عليه “الجنون الترامبي” تُعد ذات أهميّة بالغة في إطار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والموقف العربي والإسلامي من السياسات الأمريكية في المنطقة”، معتبرًا هذه الدعوة “تعبّر عن رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التضامن والثبات في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتي تُشَكِّلُ تهديدًا مباشرًا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني”.
ويوضح الجرموزي في تصريح لـ “المسيرة” أن “دعوة السيد تؤكّـد على ضرورة التمسك بالرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواءً في غزة أَو الضفة الغربية أَو القدس”، مؤكّـدًا أن هذا الموقف “ليس مُجَـرّد موقف أخلاقي وإنساني فحسب، بل هو أَيْـضًا موقف شرعي وديني، حَيثُ يُعتبر الدفاع عن الأرض وحقوق الشعب الفلسطيني جُزءًا لا يتجزأ من الإيمان والواجب الديني”، لافتًا إلى ما أشار إليه السيد القائد أن “السياسات الأمريكية والإسرائيلية تعتمد على أساليب الخداع والمقايضات التي تهدف إلى إضعاف الموقف العربي والإسلامي، وبالتالي فَــإنَّ الثبات على الرفض القاطع للتهجير يُعد خَطَّ دفاعٍ أَسَاسيًّا ضد هذه السياسات”.
ويضيف أن “الدعوةَ تبرز أهميّةَ رفض السياسات الأمريكية التي تُفرَضُ على الأنظمة العربية، حَيثُ يرى السيدُ القائدُ أن هذه السياساتِ تهدفُ إلى إبقاء الأنظمة العربية في حالة تبعية وخضوع للولايات المتحدة”، مُشيرًا إلى أنه من خلال رفض هذه السياسات يمكنُ للأنظمة العربية أن تستعيدَ كرامتَها واستقلاليتَها، وأن تتحرّر من الهيمنة الأمريكية”، معتبرًا هذا الرفضَ ليس مُجَـرّدَ موقف سياسي، بل هو تعبيرٌ عن إرادَة الشعوب العربية والإسلامية في التحرّر من السيطرة الخارجية.
ويرى أن “الدعوة تهدف إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الدول العربية والإسلامية في مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية؛ فالوحدةُ هي السبيلُ الوحيدُ لتحقيقِ النصر في هذه المعركة، حَيثُ إن التفرقَةَ والخلافاتِ الداخليةَ تُعيقُ أَيَّ تقدُّمٍ في القضية الفلسطينية، مُضيفًا أنه من خلال التوحد يمكن للأُمَّـة العربية والإسلامية أن تُشَكِّلَ قوة ضاغطة على المستوى الدولي، وأن تفرض موقفها في المحافل الدولية”.
ويشير إلى أن “الدعوة تنبه إلى خطورة تحَرّك السلطة الفلسطينية التي تتعاون مع العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ يرى السيد القائد أن هذا التحَرّك يُضعف الموقفَ الفلسطيني ويمنح شرعية للعدوان الإسرائيلي.
لذلك، فَــإنَّ تغيير سياسات السلطة الفلسطينية ودعم المقاومة الفلسطينية يُعد أمرًا ضروريًّا لتحقيق أي تقدم في القضية الفلسطينية”.
ويعتقد الجرموزي أن دعوة السيد القائد للأُمَّـة العربية والإسلامية لمواجهة “الجنون الترامبي” تأتي بهَدفِ التمسك بالمبادئ، وللتحرّر من الهيمنة الأمريكية، ولتعزيز الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، مؤكّـدًا أن هذه الدعوة تعكس “رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وتحقيق الاستقلال والكرامة للأُمَّـة العربية والإسلامية”.
فرصة للوحدة:
من جهته يرى الناشط السياسي عبدالوهَّـاب الحدي أن “دعوة السيد القائد للأُمَّـة العربية والإسلامية لمواجهة الجنون الترامبي لها أهميّة للأُمَّـة العربية بشكل أَسَاسي ورئيسي، ثم الأُمَّــة الإسلامية كآخر فرصة لإعادة النظر لمدى خطورة المخطّط الصهيوني تجاه العرب والمسلمين دون استثناء”، مُشيرًا إلى أن المخطّطَ يهدفُ إلى إنهاءِ القضية الفلسطينية وتصفيتها وتهجير شعبها وسلب حقِّ شعبها في أرضه، بل وانتزاع أولى القبلتين لكل المسلمين؛ ما يستوجب عليهم توحيد الجهود لإيقاف هذا المد الصهيوني والذي يهدف لتغيير الخارطة في المنطقة خدمة لأمريكا و”إسرائيل” التوسعي”.
ويعتبر الحدي هذا الموقفَ “فرصةً للعرب والمسلمين للتوحد تحت ظل قضية عادلة تجمع شمل كُـلّ العرب والمسلمين تحت مِظلتها، بأن يكونوا قوةً لا يُستهانُ بها وأن يشكِّلوا رقمًا صعبًا في المنطقة، عوضًا عن كونهم تابعين ينفذون الأوامر التي تصدر إليهم ومتناحرين فيما بينهم خدمة لأعدائهم”، مؤكّـدًا أن “الموقف الموحد لمواجهة هذا المخطّط الشيطاني هي مقدمة لوحدة عربية وإسلامية للتخلص من الهيمنة الأمريكية والصهيونية على الأمتين العربية والإسلامية.
بدوره يؤكّـد الدكتور منصور اليمني أن هذه الدعوة تتجلى أهميتها في تعزيز الوعي الجماهيري حول المخاطر التي تمثلها السياسات غير المتوازنة والتهميش الذي يتعرض له العالم الإسلامي في ظل سياسة ترامب”.
ويضيف اليمني أن “الدعوةَ تعمل على تحفيز الدول والشعوب على اتِّخاذ مواقفَ حاسمة ومستقلة، تسهم في الحفاظ على السيادة الوطنية وتعزيز الوحدة العربية والإسلامية والتوجّـه نحو الدفاع عن المقدسات الإسلامية وقضايا الأُمَّــة المركَزية”.
ويقول: إن “الاستجابة لهذه الدعوة، من خلال التنسيق بين القوى الوطنية والإقليمية، يمكنُ أن تسهمَ في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للأُمَّـة؛ لذا يتوجَّبُ على أحرار العالم العربي والإسلامي العمل بروحِ التعاون لمواجهة التحديات العابرة للحدود، واستعادة حقوق الأُمَّــة المشروعة”.
ويمكن القول: إن دعوةَ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي للأُمَّـة العربية والإسلامية لمواجهة الجنون الترامبي تعكس حاجةً ملحةً لتوحيد الجهود والتصدي للتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، وقد أثارت هذه الدعوة ردودَ فعل متعددة، حَيثُ اعتبرها الكثيرون دعوةً للتضامن والنضال ضد الهيمنة والتدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية والإسلامية.