شهيد الإسلام نصر الله.. حضورٌ مُتجدد وفكرٌ لا يموت
أحمد عبدالله الرازحي
بعيدًا عن مقدمات الرثاء والأحزان فهي للأموات ولأنها لا تليق بالسيد الشجاع الشهيد/ حسن نصر الله؛ لأَنَّهُ استشهد وفكرهُ لم يمت؛ ففي حضرة العظماء الكبار تضمحل الكلمات وتتلاشى الأحرف وينسى الإنسان ماذا يستحضر من صفات شهيد الإسلام والإنسانية فيبقى دور القلم محدودًا؛ ولأن حُب شهيدنا وحبيبنا السيد / حسن نصر الله، لا نستطيع أن نُعبر عنهُ بالأقلام أَو المفردات..
ففي زمن المُبشرين بالهزائم والعُشاق لها من ملوك ورؤساء وحتى النُخب والمثقفين في المنطقة العربية ممن ألتهم قلوبهم الخوف ولم يفارقهم في كُـلّ نفسٍ وعند كُـلّ نسمه، على النقيض تمامًا لهذا الحال جاء السيد / حسن نصر الله، الرجلُ الشجاع الذي أعاد للجهاد معناه وجسد الشجاعة بمواقف زلزل بها الكيان الإسرائيلي وألحق الخسائر الفادحة في أصنام الأنظمة وملوك العرب في “إسرائيل” في زمن تعبد الملوك والرؤساء للكيان الإسرائيلي أتى سيد شهداء الأُمَّــة القائد / حسن نصر الله، ليكسر هيبة “إسرائيل” ويدوسها في الوحل في جنوب لبنان وفي فلسطين المحتلّة؛ فكان هذا التناقض الجميل الذي تبحث عنهُ الشعوب العربية والإسلامية التي تتوق للحرية، وأصبح المبشرون بالهزائم لا قبول لهم في حضرة وجود السيد / حسن نصر الله فكان هذا الزمن زمنه بحق..
وفي واقع عربي وإسلامي مليء باليأس، تسودهُ التحديات وتقف الشعوب عاجزة مُكبلة بقيود الوهم والهزائم النفسية التي ظهرت على أوجه الملوك والحكام العرب والمسلمين، أتى الوجهُ النوراني والشجاع والصوت المقاوم بكل قوة وعنفوان ليقول إن بالإرادَة تصنع الانتصارات وتُحطم جدران الذل والانهزام ليتحقّق الانتصار في وجه الكيان المتعجرف المارق على قوانين الله وحتى قانون الإنسان..
إنهُ السيد / حسن نصر الله، الذي ارتبط اسمهُ بالنضال والحرية والمقاومة وارتبطت الصفات الفضيلة باسمهِ حسن نصر الله، السيد حسن الذي جاء بصوتهِ الصادح بالحق والذي أعاد للإنسان قيمتهُ الإنسانية وحافظ على ما تبقى من العروبة والإسلام؛ فهو بحقٍ صوت السكينة والاطمئنان في زمن القلق والذلة والنكران لعزة وكرامة الإنسان…
ظل نصر الله فكراً مقاوماً يحملهُ الأحرار في هذا العالم أجمع، وسيبقى خالدًا وحيًّا لا يموت وفكراً يتجدد مع كُـلّ جيل عبر تتابع التأريخ.
هذا الحضور الكبير جِـدًّا في الوجدان والمشاعر لا يُغيب حتى وإن استشهد السيد حسن، هذا الكم الهائل من عظمة هذا الإنسان لا يمكن للبشرية أن تنساه مهما طول في الغياب إلَّا أن الحضور له هو في الميادين وفي الساحات وفي الثغور وفي القلوب يتقد يومًا بعد يوم..
سيبقى الشهيد السيد حسن نصر الله، أيقونة الاعتزاز والفخر لكل عربي ومسلم؛ لأَنَّهُ حطم جدار الصمت وثأر على الاستكبار العالمي بقيادة “إسرائيل” المحتلّة والمارقة على الأنظمة والقوانين الدولية وحقوق الإنسان؛ فكان هو من حافظ على كرامة الإنسان العربي والإسلامي، وجسد الإسلام والإنسانية في أرقى صورها ومعانيها، ومثل الحرية والشجاعة بمعناهما الحقيقي على أرض الواقع العربي، كان في محف الهاوية، لولا وجود هذا الرجل الشجاع والعظيم الذي استشهد وهو يدافع عن القضية الفلسطينية، وهو يدافع عن الإسلام والإنسانية؛ فكان وسيبقى عنوانًا للقوة والعنفوان والإصرار والتحدي في وجه المشروع الصهيوني، وسيبقى الوقود الصلب في قلب كُـلّ حُر في هذا العالم بما فيهم دول وشعوب محور المقاومة الذي يتوسع يومًا بعد يوم، والقادم آت بالمفاجآت من اليمن إلى لبنان والعراق وإيران؛ فدماء السيد الشهيد حسن نصر الله، لن تذهب هدرًا كما قال بها السيد القائد اليمني العظيم / عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهو الرجل الصادق فعلًا وقولاً، ولن ننسى ثأرنا ولن تهدأ الروح الثورية القوية التي زرعها شهيد الإسلام والإنسانية السيد / حسن نصر الله -عليه وعلى رفاقه الرضوان والسلام- في كُـلّ وقت وحين، إلى اللقاء في الميادين وفي الجبهات، إلى اللقاء ببنادقنا التي لن تهدأ فوهاتها، وصواريخنا وحمم البراكين والمُسيّرات التي ستحرق الكيان وتُحيلهُ إلى الزوال بإذن العزيز القدير.