نصر الله: شخصية خالدة ومقاومةٌ لا تنكسر
عبدالمنعم موانس
ظنت أمريكا و”إسرائيل” بقتله إطفاءَ نور الله في أرضه؛ كلَّا إنما هي كلمة قالها في مواصلة جهاده المقدس (نحن لا نهزم عندما ننتصر ننتصر وعنما نستشهد ننتصر) إنه شهيد الإسلام والإنسانية، كابوس أمريكا و”إسرائيل”، حامل راية الجهاد ضد أعداء الله، من شهد بأفعاله أعدائه قبل أقواله الصادقة النابعة من قوة إيمانه السيد المجاهد حسن نصر الله، فحزب الله غيّر معادلة الحرب بعد استشهاده، وليس للأدنى وإنما قوة وعزيمة في مواجهة الصهاينة المعتدين حتى نُكست رايتهم وولوا مدبرين، فمن بداية رمي سهمه ضدهم لم يخطئ في تصويب هدفه، وما كان يشهد به الصهاينة من هزيمة نكراء وخوف مرعب منذ حروب تموز في عام 2006م، الذي جعل لحظاتها شهيد الإسلام والإنسانية سيد شهداء العصر عليهم لحظات جهنمية، يعتبر أكبر دليل على تضحياته لإنقاذ أُمَّـة غرقت في أبحر تضليل وفساد اليهود المغتصبين.
فحقًا وصدقًا استشهاده هو ومن استشهدوا في سبيل قضيتنا الإسلامية الأَسَاسية الفلسطينية جعل من القوة عظمة ونصراً، فكيف لأمة قادتها شهداء في سبيل الله أن تُهزم، بل يعرف الأمريكي والإسرائيلي أن ما فعلت من جرم وإجرام سيكون في زوالهم، ولم يستطيعوا أن يحقّقوا أهدافهم ومكائدهم في أُمَّـة غرست عظمة شهدائها في توجّـهها، فما تدميركم وجرمكم ووحشيتكم وجميع وسائلكم الظالمة بقادرة على إسقاط حزب الله في لبنان، الذي يمثل عمود الأُمَّــة في مواجهتكم، والتصدي لكم، فما زاد حزب الله استشهاد قائده إلا إيمَـاناً وتثبيتاً، ومواصلة للطريق التي تحَرّك؛ مِن أجلِها شهيد الإسلام والإنسانية، وعلى مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن في هذه المدة الزمنية من تشييع سيد شهداء العصر السيد حسن نصرالله، وبصفتنا من يمن الإيمان والحكمة نوجه تعازينا مجدّدًا للأُمَّـة الإسلامية وعلى رأسها حزب الله، وَلكل مجاهد عظيم يبذل نفسه فداء قضيته الأَسَاسية والطريق التي سار عليها السيد حسن نصر الله، ولكل أم وأب ضحى بولده على طريق القدس في سبيل الله، فيا سيد شهدائنا أخبر كُـلَّ شهيد سار على هذه الطريق معك أن دماءكم الطاهرة قد صنعت نصراً، وأظهرت كُـلّ وجه على حقيقته، وكشفت الصادق من الكاذب، وصفعت مخطّطات الصهاينة المعتدين الذين يلهثون بكل أساليبهم السياسية والإجرامية للهيمنة الكاملة على هذه الأُمَّــة، وعلى مقدساتها الإسلامية، وعلى هُويتها الدينية، وعلى تجميد دمائهم في عروقهم تجاه ما يفعلون؛ فلك العهد منا معمدًا من يمن الإيمان والحكمة، من نهج المسيرة القرآنية أنّا على طريقكم سائرون وبنهجكم منتهجون، حتى يأتيَ الله بالفتح أَو أمر من عنده، ونصلي في المسجد الأقصى كما وعدتنا بالصلاة فيه، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} ولا نامت أعين الظالمين.