أبعاد استشهاد القائدَين نصر الله وصفي الدين على الأُمَّــة من منظور اليمنيين

المسيرة: أصيل نايف حيدان:

يعتبر اليمنيون استشهادَ السيد حسن نصر الله، خسارةً كبيرة وفادحة على الأُمَّــة الإسلامية جمعاءَ، وقد استطاع السيد نصر الله بشجاعته وموقفه الصادق والوفي مع اليمن ومظلوميته، أن يبنيَ علاقة روحية ووجدانية مع الشعب اليمني.

ومنذ استشهاده، ملأت صوره أركان العاصمة اليمنية صنعاء وساحات المحافظات، رفعت في المنازل وعلقت على السيارات، والشوارع، أصبح أكثر حضورًا، بدمه الطاهر، وتضحيته الكبيرة، وخطاباته القوية التي زعزعت أركان الكيان، لا سِـيَّـما توصيفه بأنه أوهن من بيت العنكبوت.

ويستذكر اليمنيون في وداع الشهيد السيد حسن نصر الله، موقفه القوي في بداية العدوان السعوديّ الأمريكي على الأراضي اليمنية، الذي جعل محبته في قلوب اليمنيين كبيرة، كأول زعيم عربي يعلن تضامنه مع الشعب اليمني وقيادته الثورية غير مُبالٍ بأي شيء، وهي علاقة متبادلة منذ عام 2006 عند انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان ومباركة الشعب اليمني لهم.

وفي السياق يؤكّـد مثقفون وسياسيون يمنيون أن أبعاد استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كبيرة، وخسارة فادحة على الأُمَّــة الإسلامية، ولا يمكن التعبير عنها إلا بمقولةِ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، بأن “من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقِدَ عظماءَها”.

 

الأمة بين الخسارة والمكسب:

ويرى أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، أن الأُمَّــةَ خسرت قائدَين من أبرز قادة الجهاد والتغيير الإسلامي في هذا العصر، خُصُوصًا في ظل المواجهة المحتدمة مع محور الشر المتمثل في الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ومن ورائهما الغرب والأنظمة التابعة لهم.

ويوضح الحوري في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن السيد حسن نصر الله قاد حزب الله لأكثر من 3 عقود بنجاح ورباطة جأش وهو الأكثر في الظهور الإعلامي والأكثر متابعة من أحرار الأُمَّــة الذين جسد لهم نموذج التضحية والفداء والشجاعة والإقدام والبطولة والانتصار، مُشيرًا إلى دور الشهيد السيد هاشم صفي الدين بأن “مدرسته ومسيرته الحركية العلمية والسياسية والجهادية لم تقل شأناً عن السيد نصر الله، علمًا، وتقوى، وقيادة؛ فهو ظِلُّ القائد على الدوام ولم يكن له في وجود السيد القائد حسن نصر الله أن يكون عَلَمًا ظاهرًا مثله”.

ويؤكّـد أن “العدوّ كان يفهم دورهما وقيمتهما أكثر من بعض أبناء أمتنا الذين وقعوا تحت طائل تغرير العدوّ وتشويهه للسيد حسن ولحزب الله عُمُـومًا، ولذلك كانت جريمته الشنيعة بحقهما وبإصرار على التخلص منهما”، موضحًا “أنهما في المقابل قدما نموذجاً ودرساً لكل أبناء الأُمَّــة بأن أصحاب القضايا الكبرى الذين يسيرون على درب الجهاد والكفاح والنضال وفق المنهج القرآني لا يظلون الطريق أبداً وتكون مصائرهم ونهايتهم كمثل الشهداء العظماء من قبلهم وعلى رأسهم سيد الشهداء الإمام الحسين عليه سلام الله”.

ويلفت الحوري إلى أن “شهادتهما كانت وستظل دليلاً ناصعاً على أن مسار الجهاد واحد ومسيرة الانتصار واحدة لكل أبناء الإسلام، وأن الطائفية وتقسيم الأُمَّــة إلى شيعة وسنة ونحو ذلك ما هو إلا سراب داست عليه وتجاوزته معركة طوفان الأقصى التي اختلطت فيها دماء المؤمنين وأحرار المسلمين دفاعاً عن عرض الأُمَّــة وكرامتها”، مؤكّـدًا أن يوم 7 أُكتوبر هو يوم النكسة الإسرائيلية والذلة الصهيونية التي بدت لكل الأُمَّــة بأنها أوهن من بيت العنكبوت أمام رجال محمد الضيف والسنوار وإسماعيل هنية وأمام بأس لبنان ممثلًا في حزب الله وأمام المعجزة التي صنعتها مساندة اليمن الميمون بقيادة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي”.

ويتابع الحوري في حديثه لـ “المسيرة” بالقول: “وإلى جانب هؤلاء ومعهم أبطال المقاومة في العراق والقيادة الإيرانية هؤلاء القادة عرفوا العدوّ الحقيقي وسلكوا الطريق الصحيح والواضح لكسر إرادته وقهره وكتابة السطور الأولى لزوال الكيان الصهيوني الغاصب والمدنس لأرض فلسطين ومنعوا إلحاق الهزيمة بحماس والمقاومة بكل ما أوتوا من قوة وعلى مدى 15 شهراً لم يخذلوا غزة ولم يهنوا في ابتغاء العدوّ ونصرة فلسطين”.

ويواصل الحوري حديثه بأن “السيد نصر الله ورفيقه صفي الدين وكلّ قادة حزب الله الشهداء خسرتهم اليمن والقيادة اليمنية أيما خسارة؛ فالسيد حسن شهيد الإسلام والمسلمين هو الذي وقف كالجبل الشامخ قبل كُـلّ الناس وقبل كُـلّ المقاومين والمجاهدين”، متذكرًا إعلانه دون تردّد وبلا مواربة وقوفه إلى جانب اليمن في مواجهة تحالف العدوان من أيامه الأولى في 2015م واستمرار دعمه للصمود والثبات اليمني ومفتخراً بالبطولات اليمنية طوال ثماني سنوات وأكثر”.

ويشير إلى موقفه المتقدم والجسور الداعم لمعركة طوفان الأقصى، مستطردًا “استشهد هو ورفيقه صفي الدين وكثير من قادة الحزب وهم طوال عام يثخنون في العدوّ الصهيوني وفي ثنايا ذات المعركة المقدسة دعماً لفلسطين ولغزة ولحماس والجهاد ولكل فصائل المقاومة الفلسطينية البطلة في مواجهة العصر للأُمَّـة الإسلامية ضد أئمة الضلال والكفر والطغيان بقيادة الإسرائيلي والأمريكي ومعهما كثير من الأنظمة الغربية وحتى العربية للأسف الشديد”.

ويختتم أمين عام سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري حديثه لـ “المسيرة” بقوله: “عزاؤنا أن حزب الله ثبت حتى نهاية المعركة وانتصر بمعايير العدوّ نفسه الذي لم يحقّق أيًّا من أهدافه وعزاؤنا أَيْـضًا انتصار محور المقاومة وتماسكه خلال معركة لم تكن عادية مع أعداء الله، وعزاؤنا أن هؤلاء القادة صنعوا جيوشاً من بعدهم يسيرون على دربهم، كما أن شهادتهم في طريق القدس والدفاع عن فلسطين هو الآخر سيؤثر في كُـلّ الأسوياء الأحرار وسيصنع الجيوش والجحافل التي لن تتوقف حتى زوال الكيان الصهيوني، وعزاؤنا في اليمن أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يخوض باليمن أشرف المعارك ويواصل كسر الغطرسة الأمريكية والصهيونية وينتصر لأرواح كُـلّ الشهداء وفي مقدمتهم الشهداء القادة في هذه الجولة من الصراع مع العدوّ الصهيوني والأمريكي ومرتزِقتهم من الغرب ومن العرب”.

 

مركزية القضية والثبات على العهد:

من جهته يوضح عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي الديلمي، أنه “بلا شك أن الخسارة على الأُمَّــة هي خسارة كبيرة؛ لأَنَّ السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كان لهم الدور الكبير في استنهاض القضية الفلسطينية بشكل كبير جِـدًّا، وهذا باعتراف الحركات الفلسطينية جميعها”.

ويقول الديلمي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: إن “هناك إصراراً كاملاً على أن يكون خدمة الأُمَّــة وأن يكون النهوض بالأمة بشكل كبير جِـدًّا وبالذات في القضية الفلسطينية، حَيثُ كانا يعتبرانها أولى المهمات وأهم المهمات التي تحَرّكا بها بشكل كبير جدًّا”.

ويضيف أن “من مهماتهما أَيْـضًا “القضاء على سلاح استقطبه الغرب بشكل كبير جِـدًّا وهو سلاح الطائفية فاستطاعا بشكل كامل أن يقضيا ويفضحا الطائفية بأنها لا تخدم إلَّا الاستعمار وهي أخطر بكثير من أي سلاح وسلاحها فتاك”.

ويبين أن “الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين ضحيا وكانت المعركة هي معركة في فلسطين وقامت بها كتائب القسام وبقية الفصائل الإسلامية الجهادية في فلسطين لكنهم شاركوا وضحوا حتى بحياتهم وهذه التضحية يجب أن تقرأ قراءة مختلفة وأن تدرس دراسة مختلفة في العالم العربي ويجب أَيْـضًا التركيز عليها”، مؤكّـدًا أننا أمام شخصية انطلقت في أدائها وعملها ومسؤولياتها من الإسلام وليس من عناوين أُخرى وانطلقت تحت أهم عنوان وهو عنوان فلسطين وهو العنوان المركزي الذي يجب أن نتحَرّك فيه بالإضافة إلى وحدة الأُمَّــة وهذا أَيْـضًا هدف مهم بشكل كبير جدًّا”.

ويؤكّـد الديلمي أن “من المهم القراءة في سيرة السيد حسن نصر الله وأن نتأملها جيِّدًا ونتأمل أَيْـضًا في الخاتمة والنتائج الأخيرة”، مُشيرًا إلى حملات التشويه التي كانت وما تزال بحق السيد حسن نصر الله وبحق حزب الله؛ وهي لخدمة الغرب الذي يتآمر على المسلمين وعلى القضية الفلسطينية وعلى العرب”.

وفي ختام حديثه للمسيرة، يتساءل الديلمي “لو رفضوا التعاطي مع القضية الفلسطينية هل ستكون في هذا المكان الذي نحن فيه وهل ستكون هناك انتصارات؟!، أعتقد أنه ربما يكون قد أنجزوا ما أسموه بصفقة القرن وربما قد شردوا الشعب الفلسطيني في كُـلّ مكان عبر التهجير القسري وقاموا بعدة جرائم”، مشدّدًا على أنه يجب التأمل بالقضايا بشكل كبير جِـدًّا ونلحظ من المستفيد وما هي النتائج وما المفترض أن نقوم به ونعمله، وهذا ما يجب أن نفكر به.

 

المعركة مُستمرّة والعدوّ إلى زوال:

بدوره يؤكّـد الخبير العسكري العميد مجيب شمسان، أن “خسارة الهامتين الكبيرتين الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين كان له وقعه الكبير وتأثيره على كافة الأُمَّــة العربية والإسلامية وليس فقط على المقاومة الإسلامية في لبنان؛ نظرًا للحضور الكبير الذي كان يتمتع به السيد حسن نصر الله في الوعي للأُمَّـة وفي قلبها وفي عقلها”.

ويشير شمسان في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” إلى أن “رحيلهما واستشهادهما سيكون له تأثيره على العدوّ الصهيوني على اعتبار أن المقاومة كنهج وفكر قائمة على التضحية والبذل وهذا هو ديدن آل البيت وأعلام الهدى منذ كربلاء وحتى اليوم”، مؤكّـدًا أن “هذه الدماء الطاهرة التي قدمت في سبيل الدفاع عن قضايا الأُمَّــة وعن كرامتها لا شك أنها ستتحول إلى طوفانٍ يقرب من زوال العدوّ واستئصاله”.

ويكشف أن “العدوّ الصهيوني بات يستشعر زواله جيِّدًا وإن كان ينظر إلى وصوله إلى هاتين الهامتين بأنه إنجاز تكتيكي أَو انتصار تكتيكي لكن ذلك لم يفلح فيما يتعلق بالأهداف التي كان يسعى إلى تحقيقها من القضاء على المقاومة”، موضحًا أنه قد ظهر واضحًا وجليًّا مدى تماسك المقاومة الإسلامية في لبنان من خلال مواجهة العمل البري الذي قام به العدوّ الصهيوني وتكبيده خسائر فادحة في مقارنة بما حصل في 2006 وهذا يدل على مدى تماسك المقاومة الإسلامية في لبنان”.

ويلفت شمسان إلى حجم الحزن وحجم الأثر والخسارة الكبيرة “ولكن ذلك لن يؤثر على مستوى الأداء في الميدان بل زاد المقاومين وزاد المجاهدين اندفاعًا وثباتًا وصلابةً على اعتبار أن هؤلاء القادة لن يكونوا بعيدين عن الميدان بل كانوا يتقدمون الصفوف وها هم قد تقدموا قافلة الشهداء بأزكى أرواحهم التي بذلوها في سبيل الدفاع عن هذه الأُمَّــة”، مُشيرًا إلى أنه مهما كانت حجم الخسارة التي منيت بها الأُمَّــة برحيل هاتين الهامتين واستشهادهما إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون نهاية لهذه المقاومة بل ربما بداية جديدة تتولد من دمائهما الطاهرة والزكية”.

ويقول إن: “عملية اغتيال هاتين الهامتين وعدد أَيْـضًا من القيادات الأُخرى وإصابة عدد بتفجيرات البيجرات واللاسلكي وإلى جانبهم استشهاد أَيْـضًا القائد إسماعيل هنية هو في واقع الأمر يقدم دروسًا لطبيعة المرحلة القادمة للاستفادة منها لمواجهة العدوّ الصهيوني وإغلاق كُـلّ المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها العدوّ لتحقيقه اختراقات تنال من جهوزية المقاومة وارتباطها بقادتها”.

وينوّه العميد شمسان إلى أن “كلَّ حدثٍ اليوم يمكن أن يكون له وجه سلبي ولكن من ناحية أُخرى يمكن قراءته بطريقة إيجابية على اعتبار كما قلنا إن المقاومة هي قائمة على الفداء وعلى التضحية وهي فكرة لا تموت باستشهاد قادتها بل تزيد تأججًا وتزيد اندفاعًا، ومن هنا يمكن القراءة بطريقة أُخرى لعملية خسارة هاتين الهامتين العظيمتين بطبيعة الدروس التي يمكن أن تأخذ من أساليب العدوّ وما وصل إليه من إمْكَانيات في اختراق صفوف المقاومة أَو الوصول إلى قادتها للتنبه لتلك المنافذ وتلك الثغرات وسدها أمام العدوّ للمواجهة القادمة”، منبهًا بأن “المعركة لم تنتهِ وإن كانت هذه جولة فلا تزال الجولات ولا تزال الحرب قائمة مع هذا العدوّ الصهيوني حتى زواله واستئصاله بإذن الله”.

 

علاقة السيد حسن بالشعب اليمني:

أما الكاتب والمحلل السياسي سند الصيادي فيقول: إن “الأبعاد كبيرة ومحورية على كافة المستويات، والحديث عن فقدان هذه القامات العظيمة والمؤثرة في مسارات الصراع يطول”.

ويضيف الصيادي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن “سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- تجاوز كونه قائدًا لحزبٍ لبناني عربي إسلامي مقاوم إلى كونه قائدًا بحجم الإنسانية جمعاء، وملهماً للأحرار في كُـلّ العالم، وكذلك خليفته هاشم صفي الدين وما عرف عنه من سيرة جهادية عظيمة وشخصية فذة”، مُشيرًا إلى “أننا اليمنيين على خلاف بقية شعوب المقاومة، ولم يكن السيد حسن وحزب الله في واقعنا مُجَـرّدَ حزب لبناني مقاوم نتفق معه بالمنهجية والمسار، بل لقد كان السيد حسن نصر الله حاضراً بيننا منذ وقت مبكر، منذ نصر العام ٢٠٠٦م، حَيثُ احتفت به اليمن شعباً كما لم تحتفل به كُـلّ الأُمَّــة”.

ويتطرق إلى العلاقة مع نصر الله وحزبه بأنها “وصلت إلى أوجها في زمن العدوان على اليمن وكيف كان موقف السيد الشهيد تجاه العدوان وعبر عن تضامنه وانحيازه إلى جانب الشعب اليمني وقيادته المباركة في وقت العزلة والحصار والتواطؤ والخذلان، عز خلاله أن تجد مناصراً أَو متضامناً مع مظلومية شعبنا”، مواصلًا: “كما اكتملت حلقات هذا المسار في معركة طوفان الأقصى حين امتزج الدم العربي والإسلامي المقاوم من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن إلى العراق إلى إيران، وفيه تجسد واقع الوحدة في المصير والعدو”.

ويعلق الصيادي حول استشهاد الهامتين الكبيرتين بأن “المصاب كبير وجلل على المستوى المعنوي تحديدًا، والذهنية الإسلامية المقاومة لم تستوعب الصدمة رغم محاولة المكابرة والصبر والاحتساب على قضاء الله وقدره، ورغم الإيمَـان العظيم بالله وحكمته”، مُشيرًا إلى أن هذا الفقدان بالمدلولات الإلهية يجب أن يكون أثره الإيجابي أكبر في ميدان المواجهة وفاء لهذه التضحيات وتمسكاً بمنهجيتها وخياراتها، ودافعاً لمواصلة المشروع المقدس الذي مضت عليه”.

ويختتم الصيادي حديثه لـ “المسيرة” بالقول: “سنتجاوز هذا الانكسار، وقد تجاوزناه فعلاً بثباتنا وصمودنا، وباتت النتائج عكسية على العدوّ الذي ظن أنه بقتل القادة العظماء سيطفئ وقيد ومشعل المقاومة”، مؤكّـدًا أن “المقاومة باقية وعلى العهد، وقد أثبت التاريخ الإسلامي أنها تبعث من بين رماد الغدر والإجرام، ولا يزال الحسين قُدوة وملهماً للأحرار، وعلى دربه مضى الأعلام في طريق الشهادة والتضحيات ينيرون الطريق، وهكذا لن تنكسر المقاومة الإسلامية في لبنان بهذا الرحيل لأعلامها كما لم تنطفئ مسيرتنا القرآنية باستشهاد مؤسّسها، وستبقى القدس أيقونة جامعة لكل رجال المحور، وولادة طريقها بالقادة العظماء حتى النصر والخلاص”.

 

الأمة لا تنكسر باستشهاد قادتها:

من جانبها تشير الناشطة السياسية أُمَّـة الملك الخاشب، إلى أن “خسارة الأُمَّــة كبيرة جِـدًّا ولا يمكن وصف هذه الخسارة إلا بأن نعبر مثلما عبر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي قال: إن من أعظم نكبات الأُمَّــة بأن تخسر عظماءها”.

وتقول الخاشب في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: إن “فقد هاتين الهامتين العظيمتين هي نكبة كبيرة وخسارة لا تعوض”، مضيفةً: “كيف لا والسيد حسن نصر الله قضى عمره في مقارعة المحتلّين الصهاينة وشكل عليهم كابوساً مرعباً وهزمهم في العام ألفين وفي العام ٢٠٠٦ وظل وجوده حامي لبنان من خطر الإسرائيليين وداعماً أَسَاسياً لحركات المقاومة الفلسطينية!”.

وتلفت إلى أن “خسارتنا كبيرة ولا تعوض أبداً أقولها في هذين القائدين اللذين كانا بيننا وكأنهم ملائكة وليسوا بشرًا، نذروا كُـلّ حياتهم لله وفي سبيله”، معبرة عن الشعور بحسرة ووجع وأن هذه الأُمَّــة ظلمت السيد حسن نصر الله ظلمًا كَبيرًا ولم تكن تعرف قدره أبدًا.

وتواصل الخاشب: “هذا السيد الذي أحيا الملايين من غفلتهم بخطاباته الجماهيرية في مختلف المناسبات الدينية والوطنية وفي ذكرى الشهداء ويوم الجرحى… إلخ، وهذه الأيّام التي فيها يتجدد العهد والولاء للمقاومة ولسيد المقاومة بالمضي قدماً في درب الجهاد والاستشهاد الذي هو درب كُـلّ أئمة أهل البيت عليهم السلام”، مؤكّـدةً أنه ورغم الوجع والألم يبقى الأمل مُستمرًّا وموجوداً ومتجدداً ونستمد من كلمات السيد حسن قوتنا وهو يقول: يجب ألا ننكسر إذَا استشهد أحد قادتنا، بل يجب أن نكون أقوياء لنحمل رايته ونكمل طريقه التي بدأها”.

وتؤكّـد في ختام تصريحها لـ “المسيرة”، أن “أملنا يبقى في الله وفي السيد عبدالملك -يحفظه الله- وكلّ أحرار الجهاد والمقاومة، وجمهور المحور الباذلين المجاهدين السائرين على نفس الدرب، درب الجهاد والاستشهاد حتى تحقيق النصر الكامل بإذن الله وتحقيق وعد الله لعباده المؤمنين”.

 

الخسارة كبيرة والمصاب جلل:

ويتفق الناشط الثقافي علي التوعري، في حديثه مع التصريحات السابقة، مؤكّـدًا أن العظماء عندما يستشهدون يكون هناك أثرٌ كبير، وخسارة الأُمَّــة في الشهيدين الكبيرين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين كبيرة جِـدًّا.

ويؤكّـد التوعري في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن العدوّ فاشل وسيظل حزب الله وقادته حتى وهم شهداء يشكلون رعبًا وعائقًا كَبيرًا أمام الكيان الصهيوني لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه العدوّ لتحقيق “إسرائيل” من النيل إلى الفرات، مُشيرًا إلى “أننا ندرك حجم الخسارة ولكن الكيان الصهيوني لم يفلح ولم تتحقّق له أهدافه بل هزم أمام حزب الله بالرغم من الألم الذي حَـلّ بالحزب”.

ويتطرق إلى مواقف القيادات العربية المرتهنة للأمريكي والإسرائيلي كيف قدمت نموذج الخزي، مواصلًا: “عندما نعود إلى هذا الرجل العظيم الذي قدم الصورة المشرقة والأمل بأن الكيان الصهيوني سيزول قاموا باستهدافه”، مؤكّـدًا أن العدوّ الصهيوني لم يفلح ولم يحقّق هدفه طالما هناك قيادة قرآنية في اليمن متمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهو أمل الأُمَّــة بإذن الله.

ويشدّد التوعري على أنه “لا بدَّ أن نستفيد ونستلهم الدروس والعبر من أية أخطاء كي لا تتكرّر، والله سبحانه وتعالى سيتدخل، وبإذن الله الانفراجات لمحور الجهاد والمقاومة قريبة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com