الإحاطةُ السعوديّةُ لولد الشيخ!!
محمد صالح المحفدي
حين استمعتُ لإحاطة ولد الشيخ الأخيرة لمجلس الأمن عن الأَوْضَاع في اليمن، ظننتُ أنه مشروعٌ تقدَّم به وزيرُ خارجية الرياض الجبير أَوْ ممثّل المملكة بمجلس الأمن؛ لأن الاحاطة كانت سعوديّةً بامتياز، وكأن ولد الشيخ يتقدمُ بها لملك السعوديّة أَوْ أمراء التحالف ليتأَكّد من ملاءمتها لرغباتهم ومطالبهم من الحرب على اليمن.
أَكّد ولد الشيخ في إحاطته على ضرورة إيْقَاف الحرب على الحدود السعوديّة اليمنية وأَهَميّة تسليم الحوثيين وصالح لسلاحهم، لكنه تجاهل الإشارة إلى ضرورة إيْقَاف الطائرات والبارجات السعوديّة وقتلهم الشعبَ اليمني وقتلهم النساء والأَطْفَال والمدنيين، بالإضَافَـة إلى تجاهله ضرورة إيْقَاف إمداد الجماعات الإرْهَابية والمرتزِقة بالمال والسلاح السعودي وضرورة تسليمهم للسلاح..
كما تجاهل ولد الشيخ الجهةَ التي يجب تسليم السلاح لها، ولو كان باستطاعته لطلب تسليم سلاح الجيش اليمني ولجانه الشعبية بل والشعب اليمني للمملكة السعوديّة؛ لأن وجودهم يضر بمصالح المملكة.
طالب ولد الشيخ بإيْقَاف القتال جواً وبحراً وبراً لكنه نسي توجيهَ هذا الطلب للمملكة السعوديّة التي تقصف الشعب اليمني يوميّاً بطائراتها وبوارجها وتدعم المرتزِقة عبر زحوفات يومية بالمال والسلاح.
كان ولد الشيخ حريصاً على الإشارة إلى معاناة المرضى اليمنيين في الداخل والخارج؛ بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، رافضاً حتى التعريضَ بأن السبب في ذلك هي المملكة السعوديّة وتحالفها الذي يمنع الذهابَ والقدومَ من وإلى هذا المطار، متجاهلاً أن المملكة السعوديّة قد وجّهت له ولمنظمته الدولية إهانة كبرى برفضها عودةَ الوفد الوطني عبر مطار صنعاء وهم الذين قدموا تعهداً بضمان سلامة وذهاب وحضور الوفد الوطني ورعايته وتضليل الصعاب أَمَـام عودته.
أخيراً حرص ولد الشيخ على التأكيد بأن الشعبَ اليمني يواجه صعوباتٍ كبرى في ظل عجز الدولة عن سداد الرواتب في موعدها وعدم قُدرتها عن توفير الغذاء والدواء؛ بسبب انعدام السيولة، متعمداً تجاهل السعوديّة وتحالفها الرافض لبيع النفط اليمني عبر ميناء رأس عيسى بالحديدة أَوْ ميناء الضبة بحضرموت بل وتعمدها تدمير الاقتصاد اليمني عبر اسْتهدَاف المطارات والموانئ وخزانات النفط والغاز والبنى التحتية للشعب اليمني.
إحاطةُ ولد الشيخ السعوديّة كانت لها طلباتٌ وأوامرُ محددة، تتمثّلُ في إلغاء المجلس السياسي وإيْقَاف المعارك على الحدود وتسليم السلاح، وَانطوت على تهديد واضح بحرب اقتصادية وتجويع للشعب اليمني يشمل نقل البنك المركزي من صنعاء وقطع إيراداته.
بالمختصر أراد ولد الشيخ استسلاماً كاملاً من الشعب اليمني وجيشِه للمملكة السعوديّة..
لقد كان ولد الشيخ سعودياً وبلاطياً بامتياز.