موسِمُ الانتكاسة السعوديّة
موسِمُ الانتكاسة السعوديّة
حميد رزق
في الرابع من شهر سبتمبر من العام الماضي انطلَقَ صاروخُ التوشكا، مستهدفاً معسكر صافر في مأرب وبداخله المئات من جنود الغزو الإمَارَاتي السعودي البحريني القطري، فكانت ملحمةً سجّلها التأريخُ في قائمة انْتصَارات الجيش واللجان الشعبية.
ولم يمضِ كثيرُ وقت حتى بدأت اعترَافاتُ عددٍ من دول الخليج بقتلاها، على خجل وبدفعات متتالية؛ خوفاً من الاعترَاف بالحقيقة كاملة، فاعترفت الإمَارَاتُ في نهاية المطاف بمصرع 55 من جنودها وضُبّاطها والسعوديّة اعترفت بمصرع عشرة والبحرين خمسة، بالإضَافَـة إلى زُهاء مائة جريح وتدمير عشرات الآليات.
الأرقامُ السابقةُ اعترفت بها دولُ ما يسمى بالتحالف، ومن المؤكد أنّها لا تمثّلُ حقيقةَ الأرقام التي حصدها صاروخ توشكا، يوم الجمعة الرابع من شهر سبتمبر العالم الماضي 2015، فصار ذلك اليوم والصاروخ هو الحامل للرقم القياسي العالمي، مقارنةً بما حقّقه زملاؤه من إصابات بشرية ومادية في مختلف الحروب التي استُخدم فيها.
الأرقامُ التي حصلت عليها المصادرُ اليمنية أوضَحت أن الصاروخَ دمّر معسكرَ صافر، الذي تكدست فيه القواتُ الخليجية الغازية، بشكل شبه كامل، فبلغ القتلى زُهاء المائتَيْ جُندي وضابط، بينهم 67 إمَارَاتياً و42 سعودياً و16 بحرينياً و12 أردنياً، بالإضَافَـة إلى زهاء 60 من مرتزقة حزب الإصْـلَاح وعناصر تكفيرية، فضلاً عن الآليات العسكرية التي شملت طائرات أباتشي وحاملات جُند ومدرعات ومخازن أسلحة.
وفي اليوم الثاني من شهر سبتمبر الحالي الموافق يوم الجمعة أَيْضاً كشفت وحدةُ التصنيع في القوات الصاروخية اليمنية عن منظومة جديدة من الصواريخ البالستية ليصحوَ الشعبُ اليمني والعالم على إطْلَاق صاروخ بركان 1 صوْبَ أَهْدَاف عسكرية في عُمق الأَرَاضي السعوديّة، وتحول الصاروخ اليمني الجديد إلى مفاجأة لم تكُن بحُسبان الأعداء والأصدقاء على حد سواء، حيث بلغ مدى الصاروخ 800 كم ويقدّر وزن رأسه الحربي بحوالي نصف طن، وطوله 12 متراً، وقطره 88 سم، وما شكّل صدمة لآل سُعُـوْد ومَن خلفهم ممن تحدثوا عن تدمير القدرة الصاروخية اليمنية أن تطوير صاروخ البركان 1 تم بخبرات يمنية محلية بحتة.
الكشفُ عن صاروخ البركان 1 بعد عام ونصف عام من بداية العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على بلادنا يكشفُ أن معركةَ النفَس الطويل حقيقةٌ وليست شعاراتٍ تم إطْلَاقُها في سياق الحرب الإعلامية والدعائية، كما أنّها تعيدُ إلى الاذهان حديثَ قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حولَ الخيارات الاسْترَاتيجية لردع العُـدْوَان السعودي الأَمريكي ووقف جرائمه بحق الشعب اليمني ومقدراته وبُنيته التحتية.
الجديرُ بالذكر أن الكشفَ عن منظومة صاروخ البركان تزامَنَ مع تصاعُد الضرباتِ النوعية والقوية التي يتلقّاها الجيشُ السعودي على أيدي أَبْطَال الجيش واللجان الشعبية في نجران وعسير وجيزان، كما توضح ذلك مشاهدُ الإعْلَام الحربي التي تعرضها قناة المسيرة والقنواتُ الوطنية المناهضة للعُـدْوَان، وهي المشاهد التي أماطَت اللثامَ عن وقائعَ مؤلمةٍ للنظام السعودي طالما تكتم عليها وعمل على إخفائها، ولكنها في نهاية المطاف خرجت إلى العَلَنِ، فشكلت صدمةً قويةً لآل سُعُـوْد وصل صداها إلى الإعْلَام العالمي الذي بات أَكْثَرَ جُرأةً في السخرية من الفشل السعودي في حربها على أفقر الدول العربية المجاورة..
إنه موسمُ الانتكاسة السعوديّة.