المشّاط: نصر الله عاش مدافعًا عن قيم ومبادئ الإسلام ولن يجد المستضعفون نصيرًا مثله
المسيرة: صنعاء:
قال فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى-: إن “شهيدَ الإسلام السيد حسن نصر الله، كان منذ بداياته المبكرة وحتى آخر العهد به، نسْجًا في عصره فريدًا، ودليلًا واقعًا على صوابيّة النهج الحسينيّ في الحياة العزيزة على الحقّ، وفي الشهادة مسك الختام، وذروة سنام الشّرف”.
وَأَضَـافَ الرئيس المشاط في مقال بعنوان: “في مقام سيد المقاومة وشهيد الإسلام” لجريدة الأخبار اللبنانية، الاثنين: “لقد كان في كُـلّ الأوقات لكل الأحرار أبًا، ولكلّ الأخيار من زمننا قائدًا وأخًا، ولكلّ الناس مُحبًّا عطوفًا كريمًا متواضعًا، وفي سبيل الله عاش، وانطلق مجاهدًا حتى نالها شهادةً على منوال جدّه الحسين، عليه السلام، وعلى طريق القدس ويا لها من مسيرة”.
وأشَارَ إلى أن حياة السيد حسن نصر الله جسّدت سبل الاستقامة والجهاد وإغاظة الكفار والانتصار والفخر وخدمة الإسلام وقيم العزة والكرامة والفداء، لافتًا إلى أنه حقّق في حياته الحافلة وفي وقت قياسي إنجازات لم يحقّقها أحد غيره في هذه الحقبة التي استحكم فيها الباطل وتنكّر فيها للحق واشتدّ البلاء وعظم الاستهداف.
وَأَضَـافَ رئيس المجلس السياسي، أن “الشهيد السيد حسن نصر الله حقّق في حياته كُـلّ ما يريد، حرّر بلاده وهزم كيان العدوّ الإسرائيلي، ودمّـر أُسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ونصر المستضعفين وأقام العدل وبعث الأمل، إنه التجسيد المثالي لما ينبغي أن تكون عليه حياة الإنسان المسلم، ثم أنه ختم حياته بشهادة في مواجهة عدو الأُمَّــة، ونصرة لأشرف قضية”.
وأفَاد المشاط بأن “شهادة السيد حسن نصر الله مثلت أعلى تجسيد للوحدة الإسلامية، فانتصر حتى بدمه على المشروع التفريقي الصهيوني، الأمريكي بين المسلمين سنّة وشيعة، وشارك في معركة إسناد فلسطين وأبناء غزة منذ اليوم الأول، وقدّم المئات من الشهداء، ولم يبخل بقيادات حزب الله من الصف الأول، وختمها بروحه ودمه، ليثبت في نفوس المسلمين، بدمه، أجلى معاني الوحدة الإسلامية، وأبلغ برهنة على أن عدو هذه الأُمَّــة -على اختلاف مذاهبها وطوائفها وبلدانها- واحد”.
وتابع: “رغم الألم الكبير والفقد العظيم ونحن في مناسبة تشييع واحد من أشرف البشر في هذه الحقبة، إلا أننا ممتلئون رضا ويقينًا وأملًا وتفاؤلًا تعلّمناه من كتاب الله، وسيرة أهل البيت عليهم السلام، وكرّسه في عصرنا واقعًا الشهيد سماحة السيد، فطالما كانت كلماته العزاء ومبادئه السراج والنور الذي يسير عليه كُـلّ مجاهد على دربه، كيف لا وهو من ظلّ يتمنى الشهادة ويطلبها ويقتحم كُـلّ غمار الأخطار والصعاب، ولا يخشى في الله لومة لائم”.
وأردف قائلًا: “إنه بحق شهيد الأُمَّــة، والإنسانية، وشهيد القدس وفلسطين، وشهيد لبنان، واليمن، وشهيد الحق والعدالة، وكلّ القيم النبيلة في الدنيًّا، عاش مدافعًا عن قيم ومبادئ الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولم يجد المستضعفون نصيرًا مثله طوال عقود من لبنان إلى فلسطين، ومن البوسنة إلى أفغانستان، ومن سوريًّا إلى العراق إلى كُـلّ أرجاء الدنيا”.
وذكر رئيس المجلس السياسي، أن السيد نصر الله كان شهيد الإنسانية مجسّدًا روح تعاليم الدين الحنيف، منذ البدء الحسن، وحتى الخاتمة ذروة السنام، مضيفًا: “ومن مثله شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، والذي لم يقدّم كما قدّمه أحد، ولم يبذل كما بذله أحد، ولم يَصدق فلسطين بقلبه قبل اللسان، وبدمه قبل البيان أحد، لتكون شهادته في نصرة غزة أبلغ بيان عن كيف ينصر المرء أهله”.
ولفت إلى أن “شهيد لبنان أفنى عمره دفاعًا عن لبنان وطلبًا لاستقلاله وحريته ومنعته وقوته، وشهيد اليمن في وقت خذله الأقربون والأبعدون، كان هو أكثر من وقف وتضامن وناصر اليمن”، معتبرًا “شهادة المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله مصاب الأُمَّــة جمعاء؛ لما له من دور عظيم ورمزية إسلامية وتأثير عالمي وإقليمي”.