خطة ترامب إلى سراب
صفوة الله الأهدل
وما أماني أمريكا إلّا في ضلال، وما وعودها لـ “إسرائيل” إلّا غرورًا، عاد حيي بن أخطب هذا الزمن “ترامب” يُمنّي “إسرائيل” “اليهود” بالأحلام؛ وضع خطة تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم ظنًا منه أنه سيستطيع حينها حماية ربيبته “إسرائيل”، وهزيمة المقاومة وكسر إرادتها؛ بل والقضاء عليها، لكن سرعان ما تبخرت هذه الخطة وتحوّلت إلى غبار يتطاير في الهواء؛ بعد كلمة واحدة ألقاها السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه.
ترامب يظن أن بيده مقاليد السماوات والأرض يعز من يشاء ويذل من يشاء، وأن لديه قوة خارقة يستطع بها أن يقول للشيء كن فيكون، وأن مصير البشر وقدرهم محتوم عليه، بل وأن على الوجيه أن تعنت له، وأن على الرقاب تخضع له، تمامًا كما يفعل الفراعنة الطواغيت في كُـلّ زمن، ترامب ليس الأول ولن يكون الأخير.
انتقل ترامب من صفقة القرن في رئاسته الأولى إلى جريمة القرن في رئاسته الثانية؛ خدمةً لـ “إسرائيل”، ظلت سياسة أمريكا مختبئة تحت الستار بعناوين زائفة كاذبة وقوانين وهمية باطلة إلى أن جاء هذا الكافر الأرعن وجاهر بها، وكشف حقيقة الأطماع الأمريكية، وجذور الاحتلال المتأصل فيها الذي سارت عليه على مدى قرون من الزمن، لا يقف أحد في وجهها، أَو يجعلها تتراجع عن طغيانها وجبروتها في العالم.
لم يقف في وجه ترامب أمام خططه المجنونة والعدوانية سوى اليمن بعد كلمة السيد القائد-يحفظه الله- التي جعل بها ترامب يتراجع عمَّ كان سيُقدم عليه من تهجير وترحيل لسكان قطاع غزة من أرضهم بعد صمودهم الأُسطوري الذي دام خمسة عشر شهرًا أمام آلة القتل الإسرائيلي والدمار والحصار والتجويع، بل وجعله يغير من لهجة تهديده ويكتفي بمساندة ودعم القرار الإسرائيلي فقط، هل كان أحد يتوقّع أَو يتخيّل أن اليمن هذا البلد الفقير والمستضعف سيقف حجر صلب أمام إرادَة أمريكا، يجبرها على أن تتراجع عن قراراتها الرعناء العدوانية ذات يوم، ويجعلها ترتجف ممَّ قد يفعله اليمن حيال سياستها الطاغوتية تجاه المستضعفين من أبطال المقاومة في بلاد المسلمين! لم يكن أحد ليصدق ذلك أبدًا.