صنعاء تحتضن مؤتمرًا دوليًّا بشأن فلسطين بمشاركة 50 باحثًا من مختلف دول العالم
الشامي: الموقف اليمني يكاد هو الوحيد الذي قرّر المضي في مواجهة العدوان على غزة
أبو شمالة: الجميع شاهد البطولات الأُسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي أذهل العالم
المسيرة: صنعاء:
احتضنت العاصمة صنعاء، الأحد، المؤتمر الدولي “فلسطين من النكبة للطوفان –أهميّة دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” بمشاركة واسعة من أكثر من 50 ناشطًا وباحثًا وأكاديميًّا من مختلف دول العالم؛ تأكيدًا على رفض مؤامرة التهجير، وانتصارًا للمقاومة.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكّـد عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، ضيف الله الشامي، أهميّة المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.
واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن “المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية”.
وأوضح الشامي، أن “قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجّـهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خُطَى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في هذا الطريق بالقول والفعل، وكان حقًا سيد القول والفعل“.
وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، حَيثُ لا تكاد تخلو محاضرة أَو خطاب دون أن يركز على هذه القضية، والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.
وعرّج عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.
وَأَضَـافَ الشامي أن الموقف اليمني يكاد هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرّر المضي قُدُماً وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
من جانبه، قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بصنعاء معاذ أبو شمالة، إنه “بعد توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدوّ الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتّفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية“.
وأوضح أبو شمالة أن “العدوّ الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتّفاق وابتزاز رخيص، مؤكّـدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًّا خالصًا ورفض أية مشاريع أُخرى أَو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة“.
واعتبر أبو شمالة، تلك المشاريع جرائمَ ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب، مؤكّـدًا أن أفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول موادِّ الإغاثة للشعب الفلسطيني المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
ونوّه إلى أن معركة طوفان الأقصى ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني؛ كونها تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفَاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن “طوفان الأقصى أحيا في الأُمَّــة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأُسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي أذهل العالم”.
وألقيت في المؤتمر كلماتٌ من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشَارَت في مجملها إلى أهميّة الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطّط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.
وأكّـدت أن معركةَ طوفان الأقصى هي امتدادٌ لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عامًا لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأشَارَت الكلمات إلى المعاناة التي يعيشُها أبناءُ الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، وما يفرضه العدوّ الصهيوني من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.
وشدّدت على ضرورةِ رفض مخطّطات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، والتأكيد على حقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأَسَاسية للقانون الدولي، معبرة عن التطلع لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.
ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته في حماية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى بلاده بأمان والتأكيد على الحل والسلام الدائم، لافتين إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفض الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم.
واعتبرت الكلماتُ مؤامراتِ التهجير للفلسطينيين، جريمةً مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشدّدة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.
وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حقّقتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار “لستم وحدكم” وفي إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبيّة وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية، وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وُصُـولًا إلى مواجهة في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.
وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق أكثر من 1150 صاروخًا وطائرة مسيَّرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام، أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به، وكذا السفن الأمريكية والبريطانية، وُصُـولًا إلى استهداف أكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء “أم الرشراش” بنسبة 100 بالمِئة، فضلًا عن تمكّن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية “إم كيو9″، أربعة أضعاف ما تم إسقاطهُ خلال العدوان الأمريكي، السعوديّ والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.
تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، عرض عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد مقاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية “طوفان الأقصى”.