أعظمُ مكاسب التقوى روحيةُ الجهاد في سبيل الله!
يحيى صالح الحَمامي
من الاستماع إلى محاضرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بمناسبة قدوم شهر رمضان والذي لفت انتباهي في آخر المحاضرة ما قاله: “إن من أعظم المكاسب في التقوى إحياء روحية الجهاد في سبيل الله”، إذَا تعظّم الجهاد وأهميته في نفسية الإنسان المؤمن فهذا امتثال المؤمن بالعبودية لله، وعدم إحياء روحية الجهاد في نفوس الأُمَّــة ينتج ضعف المسلمين والخِذلان والعجز وعدم القدرة في مواجهة أعداء الله.
ونكتفي بصدق ما قاله السيد القائد -يحفظه الله- ما صارت إليه الأُمَّــة الإسلامية من الذُّل أمام “أمريكا” لقد عجزَ قادة العرب عن مناصرة غزة وصار حال العرب والمسلمين بالحال المخزي والمهين، مواقف المسلمين والعرب تجاه “فلسطين” مواقف سلبية، كم كانت غزة بأمسِّ الحاجة إلى صمت العرب والمسلمين!
لقد تضررت المقاومة الفلسطينية من تصريحات العرب، جميع الإدانات والرفض من قبل ممثليهم ليست في صالح غزة، جميع التصاريح لصالح “إسرائيل”، ملوك العرب أصبحوا يراضون اليهود، سخروا من أنفسهم ومنافذهم البرية والبحرية لخدمة “إسرائيل” قدموا السلاح والغذاء والدواء للكيان الصهيوني لكسر حصار اليمن الذي فرضته عبر القوات البحرية على جميع سفن شركات النقل البحري التي تتعامل مع موانئ الكيان الصهيوني، وكانت عمليات جيش اليمن العسكرية مؤثرة، لقد استخدموا القوة الصاروخية والطيران المسيّر لاستهداف السفن التجارية التي تجاوزت قرار الحظر، بل القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية التي أتت لحماية التجارة الصهيونية وكانت عملية اليمن قوية قصمت ظهر “إسرائيل” قال تعالى: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ” {14}[سورة: التوبة].
أعظم مكاسب التقوى في نفسية المؤمنين روحية الجهاد في سبيل الله، لذلك السيد القائد -يحفظه الله- أوضح أن الجهاد لا يتوقف مع شهر رمضان، والذي ارتبطت به أحداث ومتغيرات في الميدان الجهادي في مواجهة أعداء الله، لقد وقعت انتصارات في عهد رسول الله محمد -صلوات ربي عليه وآله- في شهر رمضان انتصارات للمسلمين عظيمة في تأريخ نشر الرسالة الإلهية ومن أهمها فتح “مكة” لذلك ما فهمناه من محاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أنه يريد أن يوصل رسالة للشعب اليمني أن صيام شهر رمضان لم يكن محبطاً للعمل والجهاد في الميدان.
شهر رمضان لا يقيد من عمل وتحَرّك المسلمين، ولم يأتِ رمضان ليوقف العمل ولم يرشدنا بعدم التحَرّك، فالصوم والعبادة والعمل والجهاد يضاعف الله فيه الأجر، والفضل والجزاء من الله كبير وعظيم، لقد جعل الله جميع العبادات هي للإنسان ولكن الصوم جعله الله له “كُـلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” هذا لمن كان من المقبولين عند الله، تقرب المؤمن من الله بالعبادة والعمل الصالح من الصوم والصدقات والصلاة والقيام وإخراج الزكاة وتلاوة القرآن الكريم عبادات متلازمة ترتبط في شهر رمضان الكريم وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى.
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يريد أن يثبت لنا بأهميّة إحياء روحية الجهاد وحكاها بدلائل ووقائع انتصارات من الله للمؤمنين وقعت في شهر رمضان؛ لذلك فإن شهر رمضان شهر جهاد وعبادة.
انتصارات من الله للأُمَّـة المحمدية وقعت في شهر رمضان، كما وأنها تغير ونقلة نوعية للإسلام وانتصار الحق على الباطل في توسع ونشر الرسالة الإلهية في الوطن العربي، ونتساءل مع الآية الكريمة التي ألزمت المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى التي تأتي بثمرة الفلاح للأُمَّـة المحمدية، قال تعالى: “يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ” صدق الله العظيم.