التصنيف الأمريكي: وَهْمُ القوة الزائفة

 

أصيل علي البجلي

أظن أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها التصنيف الأمريكي يمثل أي رادع حقيقي. تلك القوائم التي يُزعم أنها تحدّد “الأشرار” و”الخطرين” فقدت بريقها، وأصبحت أقرب إلى نكتة سمجة منها إلى تهديد حقيقي. العالم اليوم أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التمييز بين الحق والباطل، بين الدعاية المغرضة والحقائق على الأرض.

الشعب اليمني، على سبيل المثال، ذاق مرارة التصنيفات والاتّهامات، لكنه تعلم درسًا قاسيًا: الاعتماد على الذات، والتمسك بالكرامة. هذه ليست مُجَـرّد كلمات، بل هي واقع نعيشه كُـلّ يوم. لقد فهمنا أن الخوف من تلك التصنيفات ما هو إلا وهم، وأن القوة الحقيقية تنبع من الداخل، من إرادَة الشعب وعزيمته.

أرى أن هذه التصنيفات، بدلًا عَن أن تخيفنا، تدفعنا إلى مزيد من التحدي. هي بمثابة وقود يغذي نار المقاومة فينا. لقد أثبتنا للعالم أننا لا نخشى أحدًا، وأننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة.

أعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي لكي يدرك زيف هذه التصنيفات، وأن يقف في وجه السياسات الأمريكية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على العالم. العالم يحتاج إلى العدل والسلام، لا إلى قوائم سوداء وتهديدات فارغة. يجب أن يحترم حق كُـلّ شعب في تقرير مصيره، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com