السيد القائد يحدّد 4 أَيَّـام فقط.. المهلة التي ستربكُ حساباتِ العدوّ

 

المسيرة| إبراهيم العنسي

مع المهلة التي أعطاها السيدُ القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لفَكِّ الحصار عن غزة واستئناف دخول احتياجات غزة، فَــإنَّ صنعاء تؤكّـد على انتقالها في سُلَّمِ مواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة وكنموذج دولي معارض للسيطرة والإخضاع الغربي في العالم.

مع تلويح صنعاء بعودة حصار السفن الإسرائيلية -وربما ستكون معها السفن الأمريكية إذَا ما تجاوزت واشنطن حدودَ اللياقة مع اليمن في ظل موقفها المهدّد والمتوعد لغزة وحركة حماس- هناك حساباتٌ كبيرة تدرك واشنطن وتل أبيب صعوبة الخوض فيها، حَيثُ هناك إنهاك أمريكي إسرائيلي، وتداعيات متراكمة بعد عام ونيف من حصار اليمن للسوق الإسرائيلي، إذ لا يستطيع العدوّ الأمريكي-الإسرائيلي أن يضمن ما بعد إشعال المواجهة من جديد مع صنعاء ومحور المقاومة، فإمْكَانيات اتساع المواجهة مع محور المقاومة ومع المنطقة والقوى العالمية الأُخرى ما تزال واردة.

بإعادة ترامب لسياسة حافة الهاوية وهي سياسة أمريكية قديمة، واعتماد الضغوط القصوى لإخضاع الخصوم، حَيثُ التهديد المبالغ فيه والذي أصبح سمةً بارزة في سياسة ولغة ترامب وفريقه، هناك محاذير تستدعي من أُولئك التمهُّل فالحسابات ليست في صالح العدوّ.

إشعال المنطقة ليس في صالح إدارة ترامب التي تقود أكثر من حرب هادئة الآن، هناك حرب داخلية وهي الأهم بالنسبة لترامب (تفكيك الدولة الأمريكية العميقة) مع ما يواجهه من ممانعة وقد لا تمر بهدوء كما يشتهيها ترامب، وهناك سلسلة الضغوط التي تتجه إلى أن تتحول إلى حرب اقتصادية لفرض الهيمنة على الجوار والإقليم الأمريكي، بدءًا بكندا والمكسيك وبنما…، مُرورًا بأُورُوبا والصين والروس والهند وإيران،… ومع هذه المِلفات المتشابكة والقضايا المعقدة، يجد ترامب نفسه وقد فتحت عليه جبهات كثيرة، بعضها يحاول فيها إخضاع تلك الدول والتوسع على غرار سياسة القرن التاسع عشر، والبعض يسعى لتجميد حركته ضمن مراحل المواجهة كإيران.

وأمام هذا فَــإنَّ مسألة عودة المواجهات البحرية الأمريكية مع اليمن والتي بالتأكيد ترتبط بالفعل الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة، ستكون قصصاً مزعجة ومحرجة للأمريكان، حَيثُ إن سلسلة الهزائم البحرية في مياه اليمن، مادة دسمة يمكن للغرب والإقليم الأمريكي اعتبارها عناصر محفزة للتمرد على قرارات وطموحات الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالمصالح اليوم في حالة شد وجذب، وقد بدا الموقف الأُورُوبي مع إعلان تحالف الازدهار في مواجهة القوة العسكرية لليمن كمؤشر على حسابات مغايرة لأُورُوبا في المنطقة فقد تكون لها أطماع فيها لكن ليس بالضرورة أن تسير في ركاب أمريكا كما كانت عليه في السابق؛ ولأن أمريكا تعتمدُ على الأحلاف في حروبها، ستجد نفسها في موقف محرج جديد، هو في الأصل أحد كواشف الضعف الأمريكي.

مع إعلان اليمن عن مهلة الأربعة الأيّام لفتح المعابر لمساعدات غزة، تكون الحسابات الأمريكية في حالة ارتباك حقيقي، بعد فصل مواجهات ما تبقى من العام 2023، وطيلة عام2024 مع القوة اليمنية، كذلك حال الاحتلال الإسرائيلي، فالأمن الذي نعمت به المدن المحتلّة والهدوء الذي عاشه سكان “إسرائيل” على وشك أن ينتهي، لتعود حرب لا يرجوها المجتمع الإسرائيلي، على عكس أمنيات النتن ياهو الذي تحدث عمَّا وصفها بسبع جبهات ستفتح فيها الحرب ضمن ما أسماه مشروع نهضة “إسرائيل”، والذي يظل بالأَسَاس ضمن أحلام العدوّ، فيما معطيات القوة لا تشير إلى أن ذلك سيتم، فالاستعداد للمعركة الكبرى على مستوى جبهات المقاومة، يعد بكثير من المفاجآت للعدو.

ولأن الغرب أصبح يدرك حجم الخطر من صعود الترامبية في الولايات المتحدة فَــإنَّ حسابات السياسة ستميل نحو اتّجاهات أُخرى، حَيثُ هناك إمْكَانيات القفز على الضغوط الأمريكية من أُورُوبا المنهكة، ربما على غرار ما فعلته القارة العجوز مع أمريكا-ريجان حين كسرت الضغوطَ الأمريكية وعقوباتها التجارية آنذاك على شركات تصنيع وتوريد معدات خط غاز سيبيريا، متجاوزة للإرادَة الأمريكية.

هذا ما يجعل من مغامرات التصعيد في غزة والمرتبطة اليوم بمهلة السيد القائد للعدو، محل نقاش مستفيض، فضلًا عن مساعي واشنطن والجوار الذي يلمح لعودة الحرب في اليمن، حَيثُ الحسابات تقول إن اليمن ضمن تعقيدات الجغرافيا وامتلاك بعض عناصر الردع القوية، وتشابك مصالح العالم في مواجهة الهيجان الأمريكي، ستجعل من لجوء العدوّ لأية حماقة بما فيها منعُ دخول المساعدات للفلسطينيين بمثابة التعجيل في تتابع أسباب انهيار وهزيمة العدوّ الأمريكي والإسرائيلي على السواء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com