الانحراف عن رسالات الله أوصل الأُمَّــة إلى ما وصلت إليه

 

مراد شايع

في زمن تتلاطم فيه أمواج الفتن والتحديات، تبرز الحاجة الماسة إلى العودة إلى الأصل، إلى الجوهر الذي قامت عليه حضارتنا، ألا وهو التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى. فالانحراف عن هذا الأصل الأصيل هو ما أوصل الأُمَّــة إلى حالة الضياع والتشتت التي نعيشها اليوم.

إن المتأمل في تاريخ البشرية يدرك أن الله سبحانه وتعالى لم يترك الناس سدى، بل أرسل إليهم الأنبياء والمرسلين لهدايتهم وإرشادهم إلى الطريق القويم. فمنذ آدم عليه السلام، والرسالات السماوية تتوالى، حاملةً في طياتها دعوة واحدة: عبادة الله وحده لا شريك له.

إن الأصل في مسيرة المجتمع البشري هو التوحيد الخالص لله، والإيمان به، والتمسك بنهجه القويم. إلا أن الانحراف عن هذا الأصل، والوقوع في الشرك والضلال، هو الذي قاد البشرية إلى الانحطاط الفكري والأخلاقي، وتقبل الباطل والسخافات. وكما ذكر السيد القائد فَــإنَّ لهذا الانحراف “آثاره على مستوى الواقع، على مستوى حياة الناس، وتكون النتيجة هي: الانحطاط الكبير بالمجتمع البشري حتى عن مستواه الإنساني”.

إن التوحيد ليس مُجَـرّد كلمة تقال باللسان، أَو شعائر تؤدى في المساجد، بل هو منهج حياة متكامل، يشمل جميع جوانب الحياة. وكما ذكر السيد القائد فليست المسألة “مُجَـرّد معتقدات هناك لوحدها، أَو طقوسًا منحصرة على واقع المعابد التي كانوا يبنونها، بل هي تمتد إلى حياة الناس، إلى واقعهم، يطالهم الظلم، الفساد، تفقد البشرية الأهداف الصحيحة”. فالإيمان بأنه “لا إله إلا الله” يعني الالتزام في مسيرة الحياة بنهج الله، بتعليماته، وبالطاعة المطلقة له.

العبادة ليست مُجَـرّد حركات وسكنات، بل هي الخضوع التام لأمر الله ونهيه في كُـلّ شؤون الحياة. وكما ذكر السيد القائد فَــإنَّ “إيماننا بأنه (لا إله إلا الله)، وأنه وحده الإله، وأن علينا أن نتوجّـه بالعبادة له وحده، هذا يعني العبادة بمفهومها الشامل، بمفهومها الكامل، في التزامنا في مسيرة الحياة بنهجه، بتعليماته، وبالطاعة المطلقة له”.

إن الله سبحانه وتعالى يدعونا في كتابه العزيز إلى التقوى، التي هي ثمرة التوحيد، والرهبة من الله، والالتزام بأوامره ونواهيه. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران:102. وكما ذكر السيد القائد فَــإنَّ الله يخاطبنا، “فيُبنى على ذلك التقوى لله، على الرهبة، على بقية ما يرتبط بهذا المبدأ المهم والعظيم”.

في خضم هذا الواقع المضطرب، يبرز دور العلماء والمصلحين في التذكير بأهميّة التوحيد، والتحذير من الانحراف والضلال. إنهم ورثة الأنبياء، الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق القويم.

إن العودة إلى الله هي الحل، والتوحيد هو النجاة. فلنجعل التوحيد نبراسًا يضيء لنا دروبنا، ومنهجًا نسير عليه في حياتنا، وقوة تدفعنا إلى مواجهة التحديات والصعاب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com