الشيخ قاسم: المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ “الإسرائيلي” بالاستمرار في العدوان
المسيرة | متابعات
أكّـد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “مشاركةَ الناس في تشييع سيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مُستمرّون وإنّا على العهد يا نصر الله”.
وفي مقابلةٍ على قناة “المنار”، قال الشيخ قاسم: “أدعو الناس كما كنتم دائمًا رافعين رؤوسكم ابقوا هكذا فأنتم أبناء السيد نصر الله”، وتابع “أنتم أبناء السيد حسن والمقاومة والشهداء وهذه المسيرة”، وأوضح متحدثًا عن جمهور المقاومة “هؤلاء جميعهم استشهاديون”.
المقاومة فكرة في العقول ومتجذّرة ومتأصّلة:
وأكّـد الشيخ قاسم، أن “المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات”، ومشدّدًا على أن “الأعداء يحلمون بأن يهزموا هذا الشعب؛ لأَنَّه موجود بالميدان وسابق للجميع”.
وأشَارَ إلى أنه “بعد شهادة السيد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكن الظروف كانت معقّدة وقرّرنا تأجيل الدفن؛ بسَببِ الخطر على الناس”، مُضيفًا، “تبيّن أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشاركة”.
وكشف الشيخ قاسم، بالقول: “تحدّثتُ في 30 أيلول/ سبتمبر أول كلمة مُتلفزة بصفتَي نائب أمين عام، بينما كان يتابع السيد هاشم صفي الدين مهام الأمين العام لحزب الله”.
وأوضح أنه “مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، ولكن واقعًا لم أشعر لا بقلق أَو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهي”، مُضيفًا، “بعد شهادة السيد هاشم صفي الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب”.
المقاومة بخير ومُستمرّة:
وأكّـد الأمين العام لحزب الله أنه “ابتداء من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة”، مُضيفًا، “استعدنا السيطرة بعد 10 أَيَّـام من العدوان”، مشدّدًا على أن “الصمود الأُسطوري للشباب والإمْكَانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب “تل أبيب” والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت “الإسرائيلي” يذهب إلى الاتّفاق”.
ولفت إلى أنه “عندما توقّفنا يوم اتّفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة”، مُشيرًا إلى أنه “لم نحاور عن ضعف”، وَأَضَـافَ “نحن قلنا إن هذه المعركة لا نريدها وَإذَا أتى الوقت يريد “الإسرائيلي” التوقف تحت سقف قرار 1701 فنحن لم يكن لدينا المانع”.
وأكّـد أن “المقاومة كانت “تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية؛ لأَنَّه إذَا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي”، موضحًا أن “المقاومة بخير ومُستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات”.
المقاومة في الميدان:
وقال الشيخ قاسم: إن “الإسرائيلي صاحب نظرة توسعية، وإدخَال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “إسرائيلي” كبير من المحيط إلى الخليج”، مُضيفًا “إذا استمر الاحتلال لا بد من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة”، مؤكّـدًا أن “المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ “الإسرائيلي” بالاستمرار في العدوان”.
وتوجّـه للعدو بالقول: “حتى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟”، هذه المقاومة لن تدعكم تستمرون”، وقال: “لن نوقف المقاومة مهما فعلتم. عندما نقول المقاومة مُستمرّة يعني أن المقاومة مُستمرّة في الميدان”.
لا مصلحة للبنان في التوجيهات الأمريكية:
وأكّـد قاسم أن “الهجمة السياسية علينا من قبل أمريكا وتستعين بـ “إسرائيل” وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان هي هجمة سياسية كبيرة جِـدًّا ولن يدعونا نرتاح”، مُضيفًا، “لكن نحن لدينا إيمان وعقل ويقين أنهم لم يستطيعوا المرور كيفما يريدون، قد يستطيعوا إيلامنا بمحل لكن نحن نواجههم”.
وتوجّـه لشعب المقاومة بالقول: “علينا أن نصبر وقيادتكم ومقاومتكم والشباب الذين وقفوا في المواجهة موجودون. اصبروا علينا قليلًا واطمئنوا أن مقاومتكم موجودة”.
وأكّـد الشيخ قاسم أن “إسرائيل خطر بكل المعايير ومن حق المقاومة أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن”، مُضيفًا، “نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان”.
وشدّد على أن “تمثيلنا الشعبي قويّ ومُستمرّ وموجود”، وقال: “لا نعيش أزمة من بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التفاهم أَو التحالف الداخلي”، وأوضح أنه “لم تنقطع العلاقة مع التيار الوطني الحر، وهناك قابلية للتعاون مع تيار المستقبل وعوامل الاتّفاق معه متوفّرة وعقل الرئيس سعد الحريري منفتح”.
بلا إعمار لا إصلاح وإنقاذ:
وفيما يتعلق بمِلف إعادة الإعمار، قال الشيخ قاسم: إن “الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار؛ لأَنَّ “إسرائيل” اعتدت على مواطنين لبنانيين، وسنساهم في التخفيف من أية ثغرات موجودة، ونحن لم نشنّ الحرب؛ بل صدّيناها؛ والإسناد ليس هو سبب الحرب”.
وَأَضَـافَ أن “عملية الإعمار هي جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد”، مشدّدًا على أنه من دون “إعمار لا إصلاح وإنقاذ”، ورأى أن “على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد”.
وأكّـد أن “تحالفنا وحركة أمل تخطّى كُـلّ التحالفات وهو متجذّر وله علاقة بالأرض والعائلات وبرغبة بإعمار لبنان”، مُضيفًا، “إعمار لبنان والانتخابات البلدية يعني حزب الله وحركة أمل، والمقاومة يعني حزب الله وحركة أمل”.
مؤشرات التقسيم في سوريا موجودة بقوة لكن هل تصل إلى نهايتها؟
وعن الوضع في سوريا، قال الشيخ قاسم: “من المبكر معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في سورية، هناك حالة غليان وأجواء غير مستقرة ومشاكل لها علاقة بالانتماءات الطائفية والمذهبية، ومشاكل داخلية عند القوى الحاكمة ووجود الأجانب معهم”.
وَأَضَـافَ أن “علينا أن ننتظر ونتمنى لسورية الاستقرار وأن يجدوا طريقة للتفاهم حول نظام يساعدهم على سورية القوية، وأن يقدروا على وضع حَــدّ للتمدد الإسرائيلي”، وتابع أن “مؤشرات التقسيم موجودة بقوة لكن هل تصل إلى نهايتها، لكن هل يجدون حلًا لها؟”
وقال: “نحن ليس لنا أي تدخل في سورية، ولا أستبعد أن تنشأ في سورية مقاومة ضد العدوّ الصهيوني”، ولفت إلى أنه “ما يحصل في سورية كنا شاهدناه في لبنان لولا المقاومة”، مُشيرًا إلى أن “ترامب طاغوت ويعمل بطريقة وحشية ويرى العالم غابة، وهو وحش يريد مصادرة العالم”.
ولفت إلى أن “الاعتداء على إيران له أثمان كبيرة جِـدًّا وينعكس على المنطقة كلّها”، مشدّدًا على أن “موقف السيد الحوثي والشعب اليمني مشرّف جِـدًّا تجاه القضية الفلسطينية”.
وختم الشيخ قاسم حديثه برسالة إلى المجاهدين، قائلاً: “أنتم تاج الرؤوس ونتاج سيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله، وقد انتصرتم على محاولة إنهاء المقاومة بعزم وقوة، كما أعطيتم صورة مشرِّفة عن المقاومة يوم التشييع”.