لن نسمح لليهود أن يغيّروا المصطلحات حسب ما يريدون

 

عدنان علي الكبسي

نحن كأمة إسلامية في هذه المرحلة نخوض الحرب مع الأعداء في كُـلّ الميادين، نُحارب كأشخاص وأفراد، تُحارب أرضنا كأرض، تُحارب أفكارنا كأفكار، حوربت مفردات لغتنا، حوربت مصطلحاتنا القرآنية ومصطلحاتنا العربية.

لم نخوض كأمة فقط الحرب العسكرية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والأمنية، بل وصل الاستهداف إلى تحريف المفاهيم، تشويه المصطلحات، فإذا سمحنا للأعداء أن ينتصروا في حرب المصطلحات فسنكون أول من يُضرب ونُقتل ونُباد تحت كُـلّ العناوين الزائفة، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (نحن الآن في معركة مصطلحات، إذَا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فَــإنَّنا سنكون من نُضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذَا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس).

فمن المصطلحات التي تم استهدافها من قبل الأعداء كلمة [إرهاب] القرآنية والتي تحولت إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها، مع أن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، أليس الله يقول {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}؟، {تُرْهِبُونَ} أليست أن كلمة ترهبون أصبحت لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؟؛ لماذا؟؛ لأَنَّ معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسَّرها الأمريكيون تفسيرًا آخر.

مع أن منابع وجذور الشر والفساد في الأرض، منابع الإرهاب والظلم لعباد الله، الذين يقهرون البشرية كلها، هم الذين لعنهم الله في القرآن الكريم، هم اليهود، هم أمريكا و”إسرائيل” ومن دار في فلكهم.

صنعت أمريكا في الساحة الإسلامية داعش والنصرة والقاعدة وبعض الأنظمة، وهيأت لهم الظروف لأن يتمددوا بشكل أكبر بممارسات وسياسيات وخطوات تشوه الإسلام، ولا تمت لتعاليمه بصلة، وتخدم أعداء الأُمَّــة؛ ثم تسميهم بالجهاديين وتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لتشويه عنوان الجهاد في سبيل الله، وتشويه صورة الإسلام الصافي والنقي.

التشويه للإسلام بالطابع الإجرامي، الوحشي، المتزمِّت، والخالي من أية رسالة إيجابية ومن أي دور حضاري إيجابي في الحياة، تقديم الإسلام وكأنه ليس له مشروع بنَّاء في هذه الحياة، ولا مشروع حضاري، ولا أي شيء.

قدموا من خلال أدواتهم أن الجهاد عمليات انتحارية ضد الإنسانية، والإسلام تفجيرات بين الأبرياء، والشريعة إعدامات للطفولة، والمسلم إنسان مجرم خبيث متوحش قاسي القلب غليظ القول مستهتر.

نحن نرى الجماعات التكفيرية اليوم في سوريا كيف تقوم بارتكاب جرائم إبادة جماعية للمئات من المواطنين السوريين المسالمين العزل، وتوثق جرائمها بالفيديوهات وتقوم بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بنفسها، وتتباهى بذلك بكل وحشية وإجرام.

وحشية وإجرام الجماعات التكفيرية هي هندسة أمريكية إسرائيلية صهيونية يهودية وهم فرخوهم وأنشأوهم وأعدوهم لذلك الدور، ليخدموا بجرائمهم الأهداف الصهيونية في تشويه الإسلام.

فالجماعات التكفيرية تقدم نفسها جماعات متدينة وجهادية فيما تتجه بكل وحشية وإجرام لقتل أبرياء مسالمين وتفكك الشعوب من الداخل، فيما العدوّ الإسرائيلي يحتل ثلاث محافظات ولم توجّـه هذه الجماعات ضده حتى رصاصة واحدة.

فالإسلام بريء من إجرام الجماعات التكفيرية ووحشيتها والجهاد في سبيل الله عنوان مقدس وبريء من جرائمها، والسكوت عن مثل هذه الجرائم جريمة ويتنافى مع المسؤوليات الدينية والإنسانية.

لن نسمح للأعداء أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس.

لن نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] القرآنية ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية، ويحل محلها الجهاد بالمفهوم الأمريكي.

ولن نسمح لليهود أن يغيروا المصطلحات حسب ما يريدون، ولن نسمح لكل التشكيلات المرتبطة بأمريكا و”إسرائيل” أن تشوه صورة الإسلام الصافي الراقي السليم النقي الخالص من كُـلّ الشوائب.

لن نسمح لليهود والنصارى أن يعملوا ما يريدون، لقد استأنفنا حياة جديدة، زمن أمريكا و”إسرائيل” ولى وراح.

لقد آن اليوم أن دين الله يحكم، فسننطلق من أصالة المبادئ الإلهية، ونقتدي برسول الله، ونتحَرّك وفق طريقته، في إقامة دين الله “سبحانه وتعالى”.

فالدين الإسلامي الأصيل دين حضاري، يفتح الله بتوجّـهاته وتعليماته فيه الآفاق الواسعة، سنبني به بإذن الله حضارة متميزة، منضبطة بالضوابط والمبادئ الإلهية والقيمية والأخلاقية، نعمر الأرض، نتجه إلى تطوير شؤون حياتنا، ومواكبة العصر بهدى الله.

فالله “سبحانه وتعالى” مَنَّ علينا بقيادة ربانية من أعلام أهل البيت عليهم السلام ومنهجية قرآنية عظيمة، ولنقدمَنَّ شاهدًا كَبيرًا على عظمة الإسلام كمشروع عظيم وناجح وعلى أثره الكبير والفعال في تغيير الواقع السيء ليس فقط للأُمَّـة الإسلامية بل للبشرية جمعاء والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com