تسأل عن السِّـر؟ هذا هـو السِّـر..!

 

الشيخ عبدالمنان السنبلي

هناك فرقٌ بين قواعد الاشتباك وقواعد الصراع..

قواعد الاشتباك تقول إن الوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية تهـورٌ وحماقة..

وإنَّ مُجَـرّدَ إعلان موقف مشرِّفٌ واضحٌ من السياسات الأمريكية والإسرائيلية مجازفة وغباء..

وإنَّ خيرَ وسيلة للدفاع هو الانبطاح والاستسلام..

وإنَّ لغزة رَبًّا يحميها..

وأمَّا قواعدُ الصراع فتقول عكس هذا الكلام تمامًا..

تقول: إن الوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية واجبٌ ديني والتزامٌ إيماني..

وإنَّ إعلانَ موقف مشرِّفٍ واضح من السياسات الأمريكية والإسرائيلية عمل أخلاقي..

وإنَّ خيرَ وسيلة للدفاع هو الإعداد والمبادرة..

وإنَّ لغزةَ أُمَّـةً تحميها..

قواعدُ الاشتباك يحدّدها قانون: البقاءُ للأقوى..

وأما قواعد الصراع، فتحدّدها أحكامُ وسُنَنُ القرآن الكريم..

قواعد الاشتباك يفرضُها الطغاة والمستكبرون..

وأما قواعد الصراع، فيفرضها المجاهدون والمقاومون..

وبناءً عليه:

هنـاك فرقٌ دائمًا بين من يعمل وفقًا لحسابات قواعـد الاشتباك، وبين من يعمل وفقًا لحسـابات قواعد الصـراع..

مَن يبني سياساته ومواقفه على أَسَاس معادلات وحسابات قواعد الاشتباك، وهو الطرفُ الأضعفُ، لا يمكن، في المحصلة، أن يشكل رقمًا يُذكَر..

في حساباتِ قواعِــدِ الاشتباك، الطرفُ الأضعفُ تأتي أرقامُه كُلُّها في الجانب السالب من المعادلة..

وكذلك هو حالُ الدول والأنظمة العربية التي تعملُ على أَسَاس نظرية قواعد الاشتباك..

حساباتها كلها تأتي سالبة دائمًا..

أما من يبني سياساته ومواقفه على أَسَاس معادلات وحسابات قواعد الصراع، فلا يمكن أن تشكل نقاط الضعف لديه أي عاملٍ يؤثر سلبًا على نتيجة المعادلة..

في حسابات ومعادلات قواعد الصراع، نقاطُ الضعف تتحول إلى مصادر وعوامل قـوة..

وكذلك هي دولُ وقوى وحركات المقاومة دائمًا..

حساباتها كلها تأتى موجبة دائمًا..

فهل عرفتم الآن سِرَّ انبطاح واستسلام الدول والأنظمة العربية المطبعة والمنبطحة..؟

وهل عرفتـم أَيْـضًا سِرَّ صمـود وثبات المقاومة في غزة وجنوب لبنان..؟!

هل عرفتم سِرَّ ثبات اليـمن على موقفه، وإصراره على التحدي والمواجهة..؟!

أعتقد أن الرسـالة وصلت..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com