سياسيون عرب لـ “المسيرة”: تجدد الحظر اليمني للملاحة الصهيونية يعزّز الموقفَ التفاوضي لفلسطين

ماضي: الموقف اليمني يجسّد الدور العروبي والإسلامي الذي ينبغي على الأُمَّــة اتِّخاذه

حلوم: كُـلّ الفلسطينيين يدينون لليمن قيادةً وشعبًا على ما قدموه مِن أجلِ غزة

الزين: ثبات اليمنيين على موقف الإسناد حجّـةٌ بالغة على الأُمَّــة العربية والإسلامية

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش

تعتبر جبهة الإسناد اليمنية الجبهة الأكثر فعالية وتأثيرًا على الكيان الصهيوني وحلفائه، حَيثُ تشكل العمليات العسكرية اليمنية الهاجس الأكبر المؤرق للكيان الصهيوني لأثرها البالغ على اقتصاد الكيان وزعزعة أمن واستقرار المغتصبات في فلسطين المحتلّة.

وعلى مدى عام كامل ونيف لم تتوقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة لحظة واحدة حتى تم الاتّفاق على وقف إطلاق النار بين العدوّ الصهيوني والمقاومة الإسلامية حماس.

ومع إبرام اتّفاق وقف إطلاق النار في منتصف يناير المنصرم، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تعليق عملياتها العسكرية المناصرة لغزة والوقوف للرقابة على مدى التزام الكيان الصهيوني باتّفاق وقف إطلاق النار، معلنة جهوزيتها العالية واستعدادها الكامل للعودة إلى العمليات العسكرية في حالة اخترق العدوّ الصهيوني بنود اتّفاق وقف إطلاق النار.

 

حشر الكيان الصهيوني في الزاوية:

مؤخّرًا أقدم العدوّ الصهيوني على إغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، في خطوة إجرامية تهدف إلى تجويع سكان القطاع، في اختراق واضح لبنود اتّفاق وقف إطلاق النار؛ الأمر الذي دفع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- إلى إعطاء مهلة أربعة أَيَّـام للكيان الصهيوني للرجوع عن قراراه التعسفي وإدخَال المساعدات الغذائية، مؤكّـدًا عودة العمليات العسكرية في منع الملاحة الصهيونية في حالة لم يرجع العدوّ الصهيوني عن قراراه خلال المهلة المحدّدة.

ويؤكّـد الناشط السياسي اللبناني الدكتور أحمد الزين، أن السيد القائد بإعلانه عودة العمليّات العسكرية على العدوّ الصهيوني ومنع الملاحة الصهيونية للكيان وضع النقاط على الحروف وحصر العدوّ الصهيوني بين خيارَينِ لا ثالث لهما، الأول أن فك الحصار والدخول في المرحلة الثانية من مراحل وقف إطلاق النار، أَو عودة الحصار اليمني على الكيان الصهيوني مجدّدًا.

وفي حديث خاص لصحيفة “المسيرة” ينوّه الزين إلى أن القرار الأخلاقي والإيماني والإنساني اليمني المساند لغزة أتى كرسالة قومية عربية وإسلامية مفادها أنه مهما تخلى العرب والمسلمون عن قضيتهم المركزية فلسطين فَــإنَّ أحرار اليمن ومعهم أحرار المقاومة لن يتخلوا عن القضية المركزية فلسطين مهما حدث وإن كبرت التضحيات وتعاظمت.

ويبين أن “الصمت على المجازر الوحشية والسكوت عنها جريمة وتواطؤ مع العدوّ الصهيوني وذنب لا يغتفر، وهو ما دفع اليمن قيادة وشعباً لاتِّخاذ الموقف المناصر لغزة بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون إزاء العدوان والحصار المتواصل عليهم منذ عشرة أعوام؛ ليرسل اليمن رسائله للعالم المتخاذل والمتنصل عن نصرة غزة وتذكيرهم بمسؤوليتهم الدينية والأخلاقية تجاه غزة”.

وأمام المجازر الوحشية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني، مستغلًا الدعم الكبير واللامحدود من الأمريكان ودول الغرب الكافر، يخيم على غالبية الأنظمة العربية والإسلامية الصمت المريب إزاء ما حدث ويحدث في غزة لتشهد فلسطين المحتلّة خذلانًا لم يسبق له مثيل عبر التاريخ.

 

الصمت لا يكفي الخونة والعملاء.. اليمن يتحدث بلسان أُمَّـة:

لم تكتف بعض الأنظمة بالصمت المريب وحسب وإنما تسعى بمختلف الوسائل والطرق في التودد للعدو الصهيوني والأمريكي وتقديم الخدمات لهما، ناهيك عن قيامهم بكسر الحصار اليمني المفروض على الكيان الصهيوني، من خلال مد جسور برية لإدخَال التموينات التي يحتاجها العدوّ.

وفي هذه الجزئية يوضح الزين أن غالبية الأنظمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم حكام الخليج “يقومون بدور تنفيذي بحت وفق الإدارة والإرادَة الأمريكية والصهيونية وكأنهم أدوات تنفيذية أنشئت لتخدم الكيان وحلفائه وحسب”.

ويشير الزين إلى أن “قرار السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- وتأكيده على خيار المقاومة المسلحة ضد الكيان هو الخيار الأنسب والأمثل لإنهاء الكيان وإزالته من المنطقة”.

ويصف الزين “خيار السيد القائد في المواجهة والعداء الشديد للعدو الصهيوني بالخيار الصحيح والمناسب”، مؤكّـدًا أن هذا الخيار هو “الأنسب للتحرّر من الهيمنة والاستعباد الغربي والأمريكي”.

يأتي الدور اليمني المناصر لغزة كتأكيد على الدور العروبي والإسلامي الذي ينبغي على الأُمَّــة الإسلامية والعربية اتِّخاذه في مواجهة العدوّ الصهيوني وإرغامه على وقف مجازره الوحشية بحق أهالي غزة.

وفي هذا السياق يقول الناشط السياسي المصري أشرف ماضي: إن “المواقف التي يتبناها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي منذ طوفان الأقصى ما هي إلا تأكيد على العروبة والإسلام ونخوة الدم”.

ويؤكّـد أن “عمليات الإسناد اليمنية كان لها أثر كبير في انتصار حماس وانتصار المقاومة في غزة”.

ويشير إلى أن الموقف اليمني الثابت في إسناد غزة منح المفاوض الفلسطيني ورقة ضغط فاعلة على الكيان الصهيوني.

ويلفت إلى أن قرار السيد القائد في عودة العمليّات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني لاقت ترحيباً واسعاً من قبل أحرار العالم العربي والإسلامي.

ويؤكّـد ماضي أنه “ليس بغريب على السيد القائد اتِّخاذ مثل هذه القرارات، حَيثُ إنه عُرف بسيد القول والفعل”، موضحًا أن “العدوّ الصهيوني يتعامل دائمًا بجدية مطلقة مع تهديدات ووعيد السيد القائد؛ كون تلك التهديدات تُرجمت عمليًّا في الميدان كما حدث خلال معركة طوفان الأقصى”.

وينوّه إلى أن الموقف اليمني “أثبت فعاليته في خنق الكيان الصهيوني والتأثير عليه اقتصاديًّا”.

ويرى أن الموقف اليمني في مناصرة غزة تتبناه العديد من العواصم والأنظمة المتضامنة مع فلسطين.

ويختتم ماضي حديثه بالقول: “تحياتي إلى هذا القائد الهمام القائد الذي أعادنا إلى صدر الإسلام الأول بمواقفه الرجولية والبطولية والشجاعة وأتمنى أن تعمّم المسيرة القرآنية على سائر دولنا العربية والإسلامية كونها مسيرة حق خرجت من ذرية صالحة ومن نفس البيت الذي خرج منه النور والرحمة المهداة إلى العالمين”.

 

موقف شجاع يحفظ الشرف العربي:

ومع أن الموقف اليمني التاريخي المساند لغزة يأتي في سياق المواقف الإيمانية والأخلاقية المناصرة للقضية الفلسطينية غير أن القرار الأخير المتمثل في عودة حضر الملاحة الإسرائيلية على الكيان الصهيوني يميزه عن غيره من المواقف؛ أي إنه أتى بعد فترة وجيزة جِـدًّا من انعقاد القمة العربية التي خرجت بمواقف نظرية معطلة تمامًا من المواقف العملية، لا تخدم القضية الفلسطينية بقدر ما تخدم الكيان الصهيوني.

وبالنظر إلى انعقاد القمم العربية المتتالية إزاء كُـلّ محطة من محطَّات الصراع بين العدوّ الصهيوني والمقاومة الفلسطينية.

ووفق الناشط الفلسطيني الدكتور ربحي حلّوم، فَــإنَّ موقف السيد القائد -يحفظه الله- أتى في لحظة استثنائية ليكسر الصمت العربي المعيب الذي خيم على أكثر من 22 دولة عربية.

ويؤكّـد في حديث خاص لـ “المسيرة” أن الموقف اليمني المساند لغزة “يعبر عن نبض كُـلّ عربي وإسلامي حر في مختلف بلدان العالم”.

ويشير إلى أن الموقف اليمني ليس دفاعًا عن غزة وحسب بل دفاعٌ عن دول المنطقة بالكامل.

ويلفت حلوم إلى أن “كُـلّ الفلسطينيين يدينون بالشكر والعرفان إلى اليمنيين قيادة وشعباً على موقفهم الشجاع وتضامنهم المطلق مع الفلسطينيين في مرحلة استثنائية”.

وبعيدًا عن التعنت الإسرائيلي وإصراراه في محاصرة أهالي غزة وتجويعهم فَــإنَّ القرار اليمني بعودة حظر الملاحة الصهيونية واستعداد القوات المسلحة اليمنية للمضي في خطوات تصعيدية كبرى تواجه الخطوات التصعيدية للعدو الصهيوني يسهم بشكل فاعل وقوي في التأثير على الكيان الصهيوني وتعزيز الموقف التفاوضي الفلسطيني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com