الموقفُ اليمني من غزة في نظر الآخرين
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
لم يستوعب الكثير من المراقبين والمحللين الموقف اليمني من الأحداث في غزة سابقًا وحَـاليًّا، فالمحايدون يشفقون على اليمن من تبعات ذلك الموقف ويشعرون بأنها تحملت فوق طاقتها نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها؛ بسَببِ الحصار الذي تتعرض له، وأن من المنطق أن تتراجع اليمن عن موقفها من غزة، وأما من هم مع الجانب المعادي لليمن فَــإنَّهم يروّجون لأشياءَ غير حقيقية مثل أن اليمن تتحَرّك بتوجيهات إيرانية وأن موقفها لا ينطلق من منطلق مستقل، والبعض الآخر يروج على أن اليمن تستغل أحداث غزة لاستعراض قوتها وقدراتها العسكرية والفنية التي أصبحت تمتلكها، ورأي آخر يقول إن الموقف اليمني من غزة في إطار تهديد دول العدوان السعوديّة والإمارات.
إن كُـلّ وجهات النظر التي ذكرناها من مختلف الاتّجاهات تعتبر مجافية للحقيقة، فمن يشفق على اليمن لا يعرف اليمنيين جيِّدًا ولا يستوعب المرحلة التي نعيشها، فاليمنيون مستوعبون ما يمكن أن تتعرض له البلاد نتيجة لهذا الموقف، ولكنهم على ثقة بنصر الله.
وأما من يتحدث عن إيران فالجميع يعلم وفي المقدمة أمريكا بأن ليس لها أي تأثير على القرار اليمني، والدليل على استقلالية القرار اليمني هو قيام اليمن باستهداف الإمارات في الفترة الماضية في الوقت الذي كانت فيه إيران تجري محادثات مع الإمارات لتحسين العلاقات بين البلدين.
وأما استعراض القوة فاليمن أصبحت معروفة بأنها تمتلك صواريخ متنوعة ومسيّرات وأسلحة أُخرى تمكّنها من الدفاع عن نفسها، ولكن الأهم هو أن اليمن تمتلك القدرة على اتِّخاذ القرار لمواجهة أمريكا والكيان الصهيوني، وهذا ما تفتقر إليه معظم دول العالم.
إن الموقف اليمني من عودة الحصار على قطاع غزة والذي أعلنه السيد القائد عبدالملك الحوثي، بإعادة منع سفن الكيان الصهيوني من عبور البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، يأتي في إطار الموقف الديني والإيمَـاني والإنساني للشعب اليمني نحو إخوتنا في قطاع غزة ولن يتم التراجع عنه إلَّا بعد رفع الحصار والسماح بمرور المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها سكان القطاع، والموقف اليمني قابل للتصعيد إذَا لم يرفع الحصار كما وعد السيد القائد، والشعب اليمني يؤيد ويبارك قرارات القيادة الثورية والسياسية وتحَرّكات الجيش حتى يتم تحقيق الهدف المنشود.