اليمن.. يــدفـــــع ثـــمــــنَ الإسنــــــــاد
أكرم عبداللّه القرشي
إرث اليمن بشعبه ورجاله، بقائدهِ الشجاع السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه اللّه، يُــمثِّل امتدادًا لتاريخٍ عريقٍ من الصمود في وجه الغزاة العرب منهم والعجم.
لم تكن الغارات على صنعاء سوى فصلٍ من فصول محاولات إخضاع إرادَة شعبٍ يرفض الانكسار، تمامًا كما وهزم الاستعمار العثماني والبريطاني من قبل وهم من حكموا العالم ودُفنوا في اليمن.
العدوان الأمريكي لا يُضعف العزيمة، بل يُزكِّيها، فـ”اليمن لم يُخلَق ليكون عبدًا لأحد فـاليمن مقبرة الغزاة”.
قضيتنا واضحة ولا تحتاج إلى المساومة دعم غزة ليس خيارًا سياسيًّا ظرفيًّا، بل هو واجبٌ إنسانيٌّ ودينيٌّ جُبلت عليه ضمائر اليمنيين، التهديدات الأمريكية، سواء من ترامب أَو غيره، لن تُغيِّر من حقيقة أن الدم اليمني والفلسطيني يسيلان من جرحٍ واحد؛ جرح الأُمَّــة الممتد من القدس إلى صنعاء العروبة.
ونقول لــترامب لغة القوة والتهديد والعقوبات لم تُنتج سوى مزيدٍ من الصمود والثبات والتماسك الداخلي ويدفعنا نحو الاتّجاه الصحيح، والتجربة أثبتت أن الحصار والضغوط يعيدان تشكيل الهوية اليمنية كـ “قلعة مقاومة لـطغيانكم”، فكلّما زادت الحملات الإعلامية والسياسية ضد اليمن واليمنيين، ازداد إصرارنا على تحويل معاناتنا إلى قوّة داعمة للمظلومين في غزة.
رسالتنا بــأن الوحدة.. سلاحُ الضعفاء، سرّ ثبات وَمناعة اليمن في موقفه ليس في ترسانته العسكرية، بل في اتّحاد شعبه وجبهته الداخلية حول قيادته، والإيمان باللّه والتَّوكل عليه يتُحوِّل من حالة الألم والمعانة إلى فعلٍ ثوري يحركُ مشاعر العالم ويسمعه صوته الذي يقول فيه لا لـلطغيان؛ فـالسيد القائد يَصنع هذه الوحدة حول المظلومية الكبرى وهي القضية الفلسطينية، بــل عبّأها، وأرشدها، فــالشعب اليمنــي، بكل مكوناته، قرّر أن يكون صوت غزة حين خرس الآخرون.
التاريخ سيسجّل أن يمنًا جائعًا وقف أمام أعتى القوى وأعتى الحروب، حروب القوى التي تمتلك كُـلّ أشكال الحروب الضخمة ليُذكّر العالم: “الحقُّ لا يُقاس بموازين القوة بــل بالإرادَة والقول والفعل، عدونا لا يعرف سوى لغة القوة”.
شعبُنا يُدرك أن حالة الخذلان للمظلومين خيانة والسكوت عنها جريمة ويخشى عذاب اللّه في الآخرة، يقول اللّه في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ”.
ويقول أَيْـضًا: “إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” صدق اللّه العلي العظيم؛ فــعذاب اللّه أقوى وأشد من سلاح المستكبرين، أما شعبنا المُجاهد والثابت فإيمانه بالعدالة أكبر من كُـلّ ترسانة الأعداء الحربية.