أمريكا.. راعيةُ الإرهاب العالمي

 

رهيب التبعي

أصل الإرهاب في هذا العالم معروف، وراعيته ليست سوى الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التي تعيش وتقتات على الدماء، وتزدهر بالحروب، وتعمل بلا كلل على تدمير الشعوب من الداخل عبر أدواتها ومرتزِقتها، الذين خانوا الله والدين والأوطان. إنها تنفذ مشاريعها الشيطانية خدمة للصهيونية، مستغلة أدواتها الإعلامية لترويج الأكاذيب، بينما هي في الواقع أكبر معرقل للسلام، وأكبر ناشر للفتن والدمار في كُـلّ بقعة تصل إليها يدها.

تدّعي أمريكا في الإعلام أنها حريصة على الاستقرار، بينما تسعى بكل قوتها لإشعال الفوضى، وتغذي الصراعات حتى تستمر في نهب الثروات وإخضاع الدول لهيمنتها. وما من مكان في العالم الإسلامي إلا وكان لواشنطن دور في تخريبه، سواء بشكل مباشر أَو عبر أدواتها من الأنظمة العميلة والجماعات المأجورة التي تعمل بإملاءاتها.

العدوان على غزة وفلسطين، كما هو العدوان على اليمن ولبنان وسوريا، هو عدوان أمريكي بالدرجة الأولى، فبقرارها ودعمها وسلاحها الفتاك تُسحق المدن، وتُباد العائلات، وتحاصر الشعوب، وتُفرض العقوبات والتجويع. أمريكا ليست فقط شريكة في الجرائم، بل هي العقل المدبر لها، وقائد الحملة التي تستهدف كُـلّ من يرفع رأسه بكرامة ويرفض الخضوع لهيمنتها. إن قادتها وأدواتها من صهاينة العرب والغرب يجتمعون على طاولة واحدة لتصميم المجازر، وحشد الدعم السياسي والعسكري لكل عدوان يخدم أجندتهم الاستعمارية.

الصهيونية العالمية وأمريكا وبريطانيا، ومعهم السعوديّة والإمارات وتركيا، يعملون معًا على تحقيق مشروع واحد: تصفية قضايا الأُمَّــة، واستهداف المقاومة، ومحاولة كسر إرادَة الأحرار. هذه الأنظمة، رغم اختلاف أدوارها، ليست إلا أدوات تُنفذ ما يُملى عليها، تحاول أن تقنع شعوبها بالكذب، بينما الحقيقة باتت واضحة وضوح الشمس، ولا يمكن إخفاؤها مهما تلاعبوا بالكلمات والشعارات.

ما يجري اليوم هو معركة بين محورين: محور الهيمنة والاستكبار الذي تقوده أمريكا والصهاينة وأدواتهم، ومحور الحق والمقاومة الذي تقوده الشعوب الحرة، والتي رغم الحصار والخذلان لا تزال ثابتة وصامدة، مؤمنة بأن النصر آتٍ لا محالة. لم يعد هناك فرق بين الصهيونية وبين من ارتموا في أحضانها من حكام العرب الخونة، فالمشروع واحد، والعدوّ واحد، والخيانة واحدة.

هذا اللوبي الصهيو-أمريكي، ومن يدور في فلكه من الطغاة والمستبدين، إلى زوال قريب بإذن الله، وعلى أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال لم ولن يبيعوا قضيتهم، ولم ولن يقبلوا الانحناء لأعدائهم. أما الجبناء والمنبطحون، فسيكون مصيرهم كمصير كُـلّ خائن، إلى مزبلة التاريخ، حَيثُ لا ذكر ولا كرامة.

ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com