يوم الفُرقان والعدوان على يمَن الإيمان
عبدالله علي هاشم الذارحي
لا شك أن تزامن يوم الفرقان مع العدوان الأمريكي مجدّدًا على يمن الإيمان يحمل في طياته الكثير من الدلالات، لعل أهمها أنه أتى بعد تصريح وتهديد المعتوه ترامب، أشرف بنفسه على العدوان الأمريكي الذي بدأ مساء السبت، على اليمن بـ 47 غارة، نتج عن قصف الطيران الأمريكي 31 شهيدًا و101 جريح من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، في حصيلة أولية للعدوان الأمريكي على المناطق المدنية السكنية..
عن هذا العدوان قال سيد القول والفعل في كلمته مساء الأحد، حول آخر التطورات والمستجدات، “العدوّ الأمريكي أعلن بالأمس جولة جديدة من العدوان على بلدنا” وقال: “العدوان الأمريكي هو عدوان غاشم ظالم في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أمتنا” وبيّن الهدفَ قائلًا: “الهدف من العدوان الأمريكي واضح، وهو الإسناد للعدو الإسرائيلي”، وقال: “نحن شعب يمن الإيمان والحكمة لا يمكننا أبداً أن نتفرج تجاه ما يجري في غزة”..
ومعلوم أن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن والتقوى والجهاد والاستشهاد، وفيه كانت الانتصارات الحاسمة كالنصر الذي حدث في غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان، وهي الفارقة بين الحق والباطل، وبينت المؤمنين الصادقين الثابتين من المنافقين الذين كانوا ينتظرون لمن تكون الغلبة لكي يكونوا معهم، هذا الموقف يتكرّر اليوم في دولنا العربية ومجتمعاتنا الذين ينتظرون من ينتصر في المعركة ليكونوا معه..
وبما أن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سمَّى يوم غزوة بدر بيوم الفرقان، فقال: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آية 123 آل عمران، صدق الله العظيم، ونحن من الشاهدين أن هذه التسمية بحد ذاتها تقدِّم لنا فكرةً متكاملةً عن أهميّة ما حدث، وعن تأثيرهـا الكبير جِـدًّا، حَيثُ مثَّل بالفعل نقلةً كبيرةً جِـدًّا، فكان يومًا فارقًا في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية، وبالتاريخ البشري بشكلٍ عام..
بالتالي فَــإنَّ اليمن منتصرة على أمريكا؛ فقد استمعنا بيان النصر بعملية يمنية نوعية استهداف حاملة الطائرات ترومان والقطع التابعة لها شمال البحر الأحمر..
فكلام المعتوه ترامب يوم سبته وعدوانه على اليمن هو محاولة يائسة لرفع السقف النفسي لمواجهة اليمن، وكأنه تناسى أن اليمن للعام العاشر صامد بوجه عدوانه الظالم وحصاره الجائر.
ولن تخيفنا تهديداته السافرة، ولن تثنينا أية قوة عن موقف نصرتنا ومساندتنا لغزة العزة مهما كانت التضحيات، والله معنا..
وعن هذا قال سيد القول والفعل: “العدوّ الأمريكي لن يحقّق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، والحل الوحيد هو دخول المساعدات إلى غزة”.
وقال: “الوقفة المشرفة لشعبنا هي؛ مِن أجلِ الله تعالى وفي سياق الالتزامات الإيمانية والإنسانية والأخلاقية والدينية”.
وأضاف “سنواجه التصعيد بالتصعيد” نحن سنقف ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والعدوان الأمريكي فاشل وسيفشل بإذن الله تعالى ولن يحقّق أهدافه” وأكّـد على حظر الملاحة البحرية الأمريكية، وقال: “إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية”.