غزوة بدر الكبرى ومعركتُنا اليوم
أم المختار مهدي
{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} عنوان الحق هو العنوان الذي أمر الله رسوله بالتحَرّك فيه، وهو العنوان الذي نتحَرّك فيه في مواجهتنا المباشرة مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، وكما أكّـد السيد القائد: موقفنا ليس موقفًا فوضويًّا بل هو موقف حقٍّ إيمانيٍّ إنسانيٍّ لا تراجع فيه.
غزوة بدر الكبرى مليئة بالدروس والعبر التي نستفيد منها في صراعنا اليوم والذي هو امتداد للصراع المحمدي مع للعدو القريشي والذي لا يختلف في إجرامه وتعنته وباطله عن العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، الهدف واحد هو إماتة المشروع القرآني، والحد من القوة الإسلامية، عدم السماح للنهج المحمدي بالتوسع، واليوم في لائحة عدو اليوم “عدم إسناد غزة”.
في غزوة بدر أراد بعض المؤمنين الغلبة والنصر والظفر بدون قتال وتضحية ومواجهة ولكن كانت إرادَة الله خلاف ما يريدون كما حكى في كتابه الكريم:{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إحدى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِـمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}، أراد الله تعالى أن يكسر شوكة الكافرين، وينهي جبروتهم واستكبارهم وذلك لا يكون إلا بمواجهتهم وقتالهم، وهذا ما يتكرّر اليوم؛ حَيثُ إن غطرسة أمريكا وظلمها لا يمكن زواله إلا بمواجهتها، لا يمكن كسر شوكتها إلا بجهاد وتضحيات، وهذا التكليف الشرعي والشرف العالي قد حمله اليمن العظيم بكل ما سيلاقي نتيجته من تضحيات، كثرة العدوّ لن تخيفنا، وثقل عتاده لن يدفعنا للتراجع وهذا ما تعلمناه من تجربة المسلمين في غزوة بدر، وما سنثبته غدًا بإذن الله في مختلف الساحات.
التاريخ يكرّر نفسه ونحن لا نحيي ذكرى غزوة بدر الكبرى للتغني بها أَو إعادة أمجاد الماضي دون أخذ الدروس والعبر منها، نؤكّـد على موقفنا الثابت والمبدئي الذي هو امتداد لموقف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ووقوفنا بكل ما آتانا الله من قوة وبأنفسنا وأموالنا في مواجهة العدوّ الغاشم، لن نترك غزة ولن نتخلى عن شرف الدفاع عنها، وهذا ما يمليه علينا ديننا وإنسانيتنا وعروبتنا، واثقين بالله تعالى ومصدقين ومؤمنين بوعده بالنصر ولو تحالف ضدنا العالم كله، يكفينا قول الله تعالى:{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} صدق الله العظيم.