صنعاء تحتضن طوفانًا بشريًّا استثنائيًّا تحت شعار “ثابتون مع غزة.. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”

بعد ساعات قليلة من دعوة السيد القائد للخروج المليوني وغير المسبوق:

 

المسيرة: خاص

لبَّى الشعبُ اليمني الثائر داعيَ الدين والأخلاق والإنسانية، ودعوة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، لقول الكلمة في وجه الطغيان الأمريكي، وإعلانِ الاستعداد لمرحلة جديدة من مراحل الإسناد لغزة، والتأديب للكيان الإجرامي ورعاته الأمريكيين والغرب، حَيثُ احتضنت العاصمة صنعاء، عصر الاثنين، طوفانًا بشريًّا مليونيًّا غيرَ مسبوق؛ تأكيدًا على رسوخ الموقف اليمني حتى النصر المؤزر لفلسطين ولكل أحرار الأُمَّــة.

وفي مسيرة اكتظ بها ميدانُ السبعين والطرق الفرعية المؤدية إليه، خرج اليمانيون تحت شعار “ثابتون مع غزة.. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”؛ لإحياء ملاحِمِ الأجداد المتجددة مع ذكرى غزوة بدر الكبرى، واستلهام البطولة والتضحية منها في مواجهة الإجرام الأمريكي الصهيوني بحق اليمن وفلسطين.

ورغم أن دعوة القائد للخروج كانت في وقت متأخر من مساء الأحد، إلا أن الشعبَ اليمني أثبت جاهزيته العالية على كُـلّ المستويات؛ فمثلما كانت القوات المسلحة جاهزة وردَّت فورًا على العدوان الأمريكي يومَي السبت والأحد، كان الشعب اليمني على ذات الجاهزية من الاستعداد؛ فبعد ساعات قليلة من دعوة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي للخروج المليوني الاستثنائي، هبَّت الجماهير اليمانية من كُـلّ حدب وصوب، وتقاطر أحرارُ صنعاءَ عاصمةً ومحافظةً من كافة المديريات والعزل والقرى والحارات، ليرسموا لوحة بشرية عبّرت عن هُوية الشعب اليمني المتجذرة في كُـلّ عصر، على مسار مواجهة الاستكبار.

وفي المسيرة المليونية، حمل المشاركون الأعلامَ اليمنية والفلسطينية، ورايات الشعار والبراءة من الأعداء، واللافتات المؤكّـدة على تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني ونصرة غزة، والمندّدة بالعدوان الأمريكي على بلادنا والمؤكّـدة على الاستعداد لمواجهة العدوان والتصعيد بالتصعيد حتى يرعوي العدوّ الأمريكي والصهيوني عن غيه.

ووسط اكتظاظ الحشود، زأر الأحرار بهتافات “بالله تعالى سبحانه.. نتحدى الشر وأعوانه”، “في ذكرى يوم الفرقان.. نتحدى دول الطغيان”، “موقفنا في يمن العزة.. أبدًا لا لن نترك غزة”، “يمن الحكمة والإيمان.. لن يتراجع مهما كان”، “الجهاد الجهاد.. كُـلّ الشعب على استعداد”، “يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. لن تكونوا وحدكم”، “يا غزة يا فلسطين.. معكم حتى يوم الدين”، “فوَّضناك فوضناك.. يا قائدَنا فوضناك”، “أيدناك أيّدناك.. واحنا سلاحك في يمناك”، “لبيناك لبيناك.. واحنا سلاحك في يمناك”.

وعبَّــرَ الملايينُ في المسيرات عن الفخر والاعتزاز بقرار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فرض الحصار على سفن كيان العدوّ الصهيوني وإدخَال المجرم الأمريكي في قائمة الحظر من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي على خلفية إجرامه بحق اليمن ودعمه ومساندته للكيان الصهيوني، مؤكّـدين استعدادهم لمواجهة كُـلّ طغاة الأرض دون تردُّد أَو خوف، وتقديم التضحيات في سبيل ذلك.

وأكّـدوا أنه مهما بلغت التحدياتُ والمخاطر، فَــإنَّها لا تساوي شيئًا أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة، مؤكّـدين ثقتَهم الكاملةَ والمطلقة بتحقّق وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين المجاهدين الصابرين.

 

رسالةٌ سياسية.. لن نتراجع:

وفي المسيرة ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، كلمة أشار من خلالها إلى أن الشعب اليمني يشعر بمعاناة أهالي غزة؛ فقد عانى الشعب اليمني من الحصار والمجاعة والعدوان السعوديّ الأمريكي على مدى تسع سنوات.

وأكّـد أن الخروج المليوني يمثل رسالةً حقيقية لتفويض السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مخاطبًا الأمريكيين بقوله: “افعلوا ما شئتم؛ فنحن لا نخاف إلا الله”.

وقال الحوثي: “إن موقفَنا هو الموقف الصحيح أما موقف ترامب فهو موقفٌ منفلت ولا يؤمن بشرعية”.

وَأَضَـافَ مكرّرًا خطابَه للأمريكان: “إن مساندتكم للعدوان على غزة أَو قصفكم على اليمن ليس جديدًا وأنتم تمارسون العدوان على بلدنا لـ 10 سنوات”.

وأكّـد الحوثي أن الشعبَ اليمني ينظُــرُ إلى الغارات الأمريكية على اليمن بأنها عدوان و”إرهاب” ونحن سنواجهُ التصعيد بالتصعيد، موجهًا حديثَه لترامب “خسئت وأنت لا تخيفنا”.

 

الشعب يقولُ كلمته:

إلى ذلك ألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بيانَ المسيرة، وأكّـد من خلاله ثبات موقف الشعب اليمني “الذي لا يقبل التراجعَ ولا الخضوع، المنطلق من إيماننا وإنسانيتنا وأخلاقنا وقيمنا بالوقوف مع إخواننا في غزة في مواجهة كُـلّ المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطّط الذي يهدف إلى قتلهم جوعًا وعطشًا”.

وقال البيانُ: “نعلنُ نحن الشعب اليمني المسلم المجاهد، يمن الإيمان والحكمة -كما وصفنا بذلك حبيبنا ورسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- موقفنا الثابت والقاطع وقرارنا الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد أجدادنا الأنصار لرسول الله وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل”.

وَأَضَـافَ بيان الشعب “نقول لرافع اللواء السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى، والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون، بل نقولُ اذهَبْ أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون؛ فو الله إن استعرضت بنا هذا البحر لخُضناه معك، ما تخلَّف منا رجل واحد، وما نكرهُ أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لَــصُبُــرٌ عندَ الحرب، صُــدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله”.

وأعلن البيان “التحَرُّكَ الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة العامة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله وبحماية الجبهة الداخلية لبلدنا، وبالتحَرّك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتُبَ الله لنا النصر الموعود، ويُخزِيَ على أيدينا الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويُفشِلُ كُـلّ أهدافهم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com