لن تردعَ “إسرائيلَ” غيرُ… عملية بدر الكبرى!

إيمان شرف الدين

لم تكن مفاجأة عودة الكيان المؤقت لعمليات الإبادة الجماعية في غزة، ولم تكن مفاجأة أَيْـضًا أن هذه العمليات بضوء أخضر من أمريكا، الشقيق الوفي للكيان المؤقت! ولن تكون مفاجأة أبدا أن تسكت الأنظمة العربية عن اتِّخاذ مواقف عملية تجاه هذه العمليات الإبادية المتجددة!

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الموقف المفترض من محور المقاومة بكل أطرافه؟ وقد تبدو الإجَابَة معقدة، فيما يتعلق بمفردة كُـلّ أطرافه، الحاصل أن الكيان المؤقت قلم بعض أظافير محور المقاومة، من خلال استهداف أهم القيادات، وفصل بعض الجبهات، ولكن، هذا العدوّ يغفل تمامًا عن حقيقة أن الأظافر ستنمو من جديد، بل ستتحول إلى مخالب، تنهش ثأرا في جسد هذا العدو!

المعنى هو أن محور المقاومة وبرغم خساراته، التي لم تتعد البشر والحجر، في مرحلة تجدد مُستمرّة، ونمو مُستمرّ، يفرضه عليه الواقع الذي يتغير كُـلّ يوم، عليه، القيادات السابقة حتما حلت محلها قيادات جديدة بنفس الروح، وذات الأهداف، مع تعديل ربما في الاستراتيجيات المتعلقة بالردع والرد.

اليوم، على محور المقاومة، بكل أطرافه، مسؤولية تاريخية، وإن تنصل عنها الكثيرون من العرب والأنظمة، هذه المسؤولية مرتبطة بالمواجهة الحتمية مع هذا الكيان المؤقت، عليه أن يدرك أن المواجهة في مراحلها الأخيرة، وجولاتها المتأخرة، وهذا ما انتظرناه.

هذه المواجهة يجب اعتبارها فرصة قوية للانقضاض على العدوّ الصهيو أمريكي؛ لأَنَّ هذا العدوّ أصبح منهك، متخبط، لا يجيد غير قتل الأبرياء، عاجز عن تحقيق أية أهداف حقيقية.

اليوم محور المقاومة إن تعمقنا في الرؤية هو الحلقة الأقوى، هو فقط بحاجة إلى تكتيك مشترك، وتنسيق محكم، لقيادة وتنفيذ عملية مشتركة، ضد هذا العدوّ، ولتكن هذه العملية هي عملية (بدر الكبرى) تزامنا مع ذكرى معركة بدر.

العدوّ يحتاج إلى ضربة قوية في الرأس، في العمق، في الصميم، ضربة يشنها المحور كله، وفي آن واحد، وفي أكثر من مكان، تبدأ بتمشيط المنطقة من القواعد الأمريكية، والجنود الأمريكيين، وضرب المصالح الاقتصادية المشتركة مع العملاء العرب، وقطع جسور عمليات الإسناد العميلة لـ “إسرائيل”، وإحكام الحصار البحري، وتكثيف العمليات الفدائية داخل الكيان، كُـلّ ذلك في إطار عملية واحدة استراتيجية، تخسف بالعدوّ في لحظات، هذه العملية هي عملية (بدر الكبرى).

على المحور اليوم أن يكون في ثقة كبيرة جِـدًّا من حتمية النصر الإلهي؛ باعتبَاره وعد من الله، وأن يفي بالتزامه أمام المستضعفين والمظلومين، وليكن شعاره في هذه المرحلة شعار الصرخة الحسينية التي ستكون وقود إحراق هذا العدوّ، وتدشين عملية بدر الكبرى ضده.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com