من ساحات اليمن إلى أمريكا وربيبتها “إسرائيل”: لن تمروا أبدًا
محمد عبدالمؤمن الشامي
في مشهد عظيم ومهيب لم تشهده المنطقة من قبل، خرجت ملايين الجماهير اليمنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، لتزلزل الأرض وتملأ السماء بأصواتها الثائرة. في ذكرى غزوة بدر الكبرى، تجمعت الحشود لتعلن بقوة لا تُقهر أن اليمن لا يعرف الاستسلام ولا يهاب الطغاة. كانت هذه الحشود العارمة استجابة حاسمة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لتؤكّـد أن القضية الفلسطينية هي قضية اليمن الكبرى، وأن اليمن لن يسمح لأية مؤامرة أمريكية أَو إسرائيلية أن تمر عبر البحر الأحمر. في مواجهة قوى الاستكبار، الشعب اليمني ثابت، مستعد لملاقاة التحدي العظيم بكل عزيمة وإصرار، وهو على استعداد لتصعيد لا حدود له حتى يتم كسر هيمنة أمريكا و”إسرائيل” وتحقيق النصر لفلسطين.
صنعاء تهز الأرض: موقف ثابت لا يتزعزع
في عاصمة الصمود، صنعاء، خرجت الملايين إلى ميدان السبعين، لتبعث برسالة قوية تؤكّـد تحدي الشعب اليمني للعدو الأمريكي واستعداده لمواجهة أي تصعيد. وقد عبرت الجماهير المحتشدة عن رفضها التام للاستسلام لقوى الاستكبار العالمي، مؤكّـدة على تنفيذ توجيهات السيد القائد في التصدي للعدوان الأمريكي – الصهيوني، دفاعًا عن فلسطين وانتصارا لقضيتها العادلة.
اليمن ينتفض من أقصاه إلى أقصاه.. التصعيد قادم!
لم تقتصر المسيرات على صنعاء وحدها، بل انتشرت في مختلف المحافظات اليمنية في مشهد يوحد الموقف اليمني تجاه القضايا المصيرية للأُمَّـة. ففي محافظة حجّـة، خرجت الجماهير في مسيرات كبيرة، مؤكّـدين رفضهم لأي محاولة من العدوان الأمريكي لفرض معادلات جديدة في المنطقة، مجددين دعمهم الكامل لغزة حتى يتم رفع الحصار بالكامل. وفي الحديدة، شهدت المحافظة 133 مسيرة جماهيرية، داعمةً العمليات العسكرية اليمنية ضد القطع البحرية الأمريكية؛ باعتبَارها جزءًا من معركة تحرير فلسطين.
وفي محافظة صنعاء، خرجت أكثر من 50 مسيرة ووقفة جماهيرية، معلنةً أن أي تصعيد أمريكي ضد اليمن سيواجه بتصعيد أقوى. أما في الضالع، فقد شهدت المناطق مثل دمت والحشاء وقعطبة وجبن مظاهرات حاشدة مندّدة بالحرب الاقتصادية التي تشنها “إسرائيل” ضد غزة، مؤكّـدة رفضها للخذلان العربي الرسمي. وفي تعز، أطلق أبناء المحافظة 33 مسيرة ضخمة تأكيدًا على دعمهم للخيارات الثورية في التصعيد ضد العدوّ الأمريكي.
اليمن في قلب المعركة ضد الطغيان الأمريكي:
أشار المشاركون في هذه المسيرات إلى أن خروجهم بهذا الزخم يعكس استمرارية نضالهم في خطى النبي محمد وآل بيته الكرام وأصحابه، الذين كانوا ولا يزالون رموز الصمود والمقاومة. إن مواقف اليمن العظيمة تجاه فلسطين تأتي امتدادا لتاريخ طويل في الوقوف إلى جانب أهل بيت رسول الله الذين كانوا ولا يزالون نماذج للثبات والبطولة في مواجهة الظلم والطغاة. الشعب اليمني اليوم يسير على خطى آل البيت، ملتزمًا بمبادئهم في نصرة المستضعفين والتصدي للظلم. هذه المواقف الإيمانية الراسخة هي التي جعلت اليمن يقف في قلب المعركة ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، معتمدًا على إرث أهل بيت رسول الله في استنهاض الهمم والتصدي لقوى الاستكبار.
اليمنيون لا يُهزمون، والمقاومة مُستمرّة حتى النصر:
في هذه اللحظات التاريخية، يثبت الشعب اليمني مرة أُخرى أنه لا يمكن تهديده أَو إركاعه. من ميدان السبعين إلى أبعد نقطة في الأرض، أرسل اليمنيون رسالة واضحة: لا مساومة على فلسطين، ولا تراجع أمام الهيمنة الأمريكية. لن يقبلوا بأن يعيش الشعب الفلسطيني في ذل، ولن يسمحوا لأمريكا و”إسرائيل” بالمرور عبر أرضهم الطاهرة. اليمنيون، الذين أبهروا العالم بصمودهم، يقفون اليوم كجبل شامخ في مواجهة العدوان، لا ينكسرون، لا يتراجعون، ولا ينحنون. المعركة لن تنتهي حتى يُرفع الحصار عن غزة وتنكسر الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية. اليمن أقوى من أن يُهزم، وشعبه أقوى من أن يُقهر، والمقاومة مُستمرّة حتى النصر، حتى تحرير فلسطين، حتى نصرة أهل بيت رسول الله، في معركة الحق ضد الباطل.