الوضع في قطاع غزة: معاناة إنسانية متزايدة وتحديات أمام المقاومة

فهد شاكر أبو رأس

لا بوادر واضحة تلوح في الأفق لنفراجة الوضع الإنساني في قطاع غزة؛ نتيجة انقلاب العدوّ الصهيوني والتفافه على اتّفاق وقف إطلاق النار، وغلق المعابر وقطع الكهرباء، وتقييد وصول المساعدات، والإمدَادات الإنسانية إلى القطاع حتى قبل الحصار الحالي، ومواصلة محاولاته العبثية والفاشلة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

المعاناة في غزة لا تحتمل، وصور كارثة الغزيين الإنسانية تتعاظم بتزاحم أسبابها المصطنعة، في سياق منسجم مع توجيهات ترامب العدوانية وتهديداته الدائمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وعلى أن الخيار الأمريكي المراد فرضه كسقف للمرحلة القادمة من حياة الفلسطينيين في القطاع، يؤكّـد الغزيون لأمريكا ودولة الكيان المؤقت أن فلسطين وغزة جغرافيا تسكن ذويها قبل أن يسكنوها، وعبروا عن ذلك بأشكال وطرق مختلفة، ومنها إقامة موائد الإفطار الجماعية بين الأنقاض والركام.

وما لا يعلمه الصهاينة اليوم هو أن المقاومة الفلسطينية باتت تدرك جيِّدًا أنه لا شيء أكثر من إرادَة الجهاد في قبضتها قادرة على مواجهة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية ضدها والتغلب عليها، سواء تلك التي تسير بها دولة الكيان الصهيوني وتسعى في تنفيذها، أَو تلك التي يحيكها اللوبي الصهيوني ويرتب أوراقها ومن ثم يترك للأدوات مهمة تنفيذها والبلوغ إلى غايتها كما هو الحال اليوم في سوريا المستباحة، وفي لبنان الضريرة، الحالمة بتحرير أرضها بسلاح الدبلوماسية، وسط مفارقات وتحولات ميدانية تحكمها استراتيجية العدوّ تجاه البلدين، استراتيجية عنوانها المنطقة العازلة وقد ابتلعت دولة الكيان جنوب سوريا أَو أوشكت على ابتلاعه، فيما الجماعات التكفيرية بعناصرها العابرة للقارات في سوريا تواصل تنمرها على المدنيين العزل وقتل الأطفال والنساء بدم بارد.

يمنيًّا ثمة خيارات معلنة مقلقة للكيان المؤقت وبشكل كبير، وما لم يعلن هو أشد قلقاً وأمر ترقباً وأكثر إيلاماً للكيان، خطوة يمنية أولى تم الإعلان عنها من ضمن موقف لا نهاية له ولا سقف، إلا بتحرير فلسطين ومحو “إسرائيل” من الوجود، وإزاء هذه الخطوة المعلن عنها يتوجب على المسعور ترامب أن يتحسس رأسه إن لم يعد يحتاج إليه في المنطقة، والأولى بالأنظمة العربية أن يكتفوا بدور المتفرج وإن أرادوا الرقص فليرقصوا عند احتدام المواجهة، ولكن ننصحهم أن لا ينخرطوا مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي في الحرب ضدنا، وأما نحن في يمن الإيمان وشعب الأنصار الفاتحين الأبرار، بإيمَـاننا العظيم بالله وثقتنا بوعده الصادق لعباده المتقين، قادرون بفضل الله وتأييده على تحمل تبعات هذا الموقف والتغلب على المخاطر المنوطة به وتجاوزها بقوة الله سبحانه وتعالى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com