الجولاني أداةٌ للصهيوني
أحمد الرصين
الصهيونية استخدمت وتستخدم جميع الأساليب، في نشر أفكارها الإجرامية، وتحاول بكل ما تستطيع، وبكل ما لها من نفوذ، وتبذل كُـلّ الجهود، لكي تستطيع التوغل في داخل الأُمَّــة الإسلامية، وتسعى بكل ما لها من إمْكَانات لزرع الفساد في أوساط المسلمين، وتستهدف العرب في الدرجة الأولى، كهدف رئيسي في الخطة المرسومة.
إن إسرائيل تزرع شجرة الخبث وشجرة الشر في وسط الأُمَّــة الإسلامية، وتضع تلك الجذور الخبيثة في الطينة البشرية القابلة للنمو، والتي تقِر لهم بالولاء، وَالإخلاص التام، حَيثُ إنها وفق اعتقادها، ترى أن دعمهم، وإسنادهم، وتمكينهم، في هذه المرحلة يخدم مصالحها بشكل كبير، ويساهم بشكل أكبر في تقليل خسائرهم البشرية والعسكرية والمادية، وذَلك لأنها ترى أن ما ستقدمه لهم أقل بكثير من ما تحتاجه هي في تحَرّك كهذا، وهي ترى وتضمن نسبة تحقّق نجاح الخونة، في الداخل العربي، أكثر من ما تضمن تحقيقه هي بنفسها، في تنفيذ مخطّطاتها، وَستسعى إسرائيل عمّا قريب، في توجيه هذه المجموعة التكفيرية، والتي على رأسها العميل الجولاني، ضد أي بلد عربي، قد تكون السعوديّة، وقد تكون مصر، أَو الأردن، أَو لبنان، وليس بصّعب عليهم صُنع المبرّرات والحُجج الدينية وغيرها من الأساليب المخادعة وَالمضللة.
الجولاني في الحقيقة، بذرة خبيثة من بذور الصهاينة، وقد نجح الكيان الصهيوني، في تربيته تربية العبد المطيع لسيده، حيثُ إن القدرة التضليلية اليهودية، استطاعت فصل وإبعاد تلك الجماعات بشكل نهائي عن الالتزام بشريعة الله في خلقه، وعن أخلاق ومبادئ الإسلام العظيمة، والتي لا تستقيم حياة البشرية إلَّا بها، استقامة وفق ما يُريدهُ الله سبحانه وتعالى، ولكن المؤسف جِـدًّا، والمحزن كَثيراً، هو عندما ترى هذه الطائفة، أَو هذه الجماعة، تتنكر وتتنصل وَتتهرب عن الالتزام بتعليمات الله عزّ وجل، والتي بها يمنح ويهب الله سبحانه وتعالى، كُـلّ من يلتزمون بها القوة، والعزة، والتمكين في أرضه، وَأَيْـضاً جعل في تلك التعليمات، ما يحفظ لهم كرامتهم، وَشرفهم، وحقوقهم، وفيها ما يرتقي بهم، ويجعلهم في مقدمة الأمم، التي يرفع بهم الله سبحانه وتعالى، كلمته، ويحيي بهم دين الإسلام في أرضه، ولكن من الغريب جِـدًّا، عندما ترى معظم الناس يسلكون طريق الخزي والجبن، طريق الذلة والمهانة، طريق الضعف وَالاستعباد لغير لله سبحانه وتعالى، ويذهبون لإخضاع رؤوسهم، أمام أحقر وأجبن وأضعف وأشرّ وَأرذل خلق الله سبحانه وتعالى، فعجباً من أُمَّـة تترك سبيل النجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى، وتتبع سبيل الهلاك.
فكيف لأمة مسلمة أن تتناسى وتعرض عن تعليمات ربها وتذهب صاغرةً مهانةً ذليلةً لتخضع وَتنحني أمام عدوها، أمام من ضرب الله عليهم الذلة وَالمسكنة.
فسُحقاً للأُمَّـة التي تترك سبيل الرشاد وتتبع سبيل الغيِّ والفساد.
وَسحقاً للأُمَّـة العربية المتخاذلة التي اجتمعت كلمتهم على ظلم أخيهم وَتفرقت عن نُصرته.