هل بوسع الخزانة الأمريكية تحمل تكاليف عدوان على اليمن يستمر لأسابيع وشهور؟!
محمود المغربي
منذ أن تدخلت القوات المسلحة اليمنية لمساندة غزة.. شنت أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ضربات جوية وصاروخية لا تحصى على اليمن وكان الهدف القضاء على قدرات اليمن الصاروخية ولمنع الصواريخ اليمنية من الوصول إلى الكيان، وفشلت أمريكا وبريطانيا والكيان في تحقيق ذلك.. واستمرت الصواريخ اليمنية تدك الكيان بل تصاعدت الضربات اليمنية ولم تتوقف إلا بعد أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة.
ولم تعود الضربات اليمنية على الكيان الصهيوني إلا بعد أن خرق نتنياهو اتّفاق وقف إطلاق النار، لكن ترامب الرئيس الجديد لأمريكا التي هي شريك أَسَاسي للكيان الصهيوني بكل الجرائم والمجازر لم يتعلم من تجربة.. وفشل الرئيس الأمريكي السابق بايدن وعجزه في إيقاف الضربات اليمنية بالقوة.. بل ذهب لتكرير الحماقة وجعل من نفسه مسخرة وأسقط هيبته.. بتجريب المجرب وتكبد خسائر مادية كبيرة وعرض السفن التجارية العالمية للخطر.. وتحمل مبالغَ مالية إضافية بعد أن عسكر البحر الأحمر.
وها هو يعجز كما عجز بايدين في إيقاف الصواريخ اليمنية.. وعجز في توفير الأمان لسكان الكيان وجعلهم ينامون دون خوف من الصواريخ اليمنية وقد شاهدنا جميعًا كيف يتسابقون على الوصول إلى أقرب ملجأ بذعر وهلع ورعب.. بعد أن عجزت أساطيل وبوارج وسفن وطائرات أمريكا والكيان الصهيوني.. بكل ما يمتلكون من قوة واقمار صناعية وتكنولوجيا وإمْكَانيات وعملاء في كشف مواقع الصواريخ اليمنية.. وإيقافها وإنقاذ الكيان الصهيوني من الخزي والإهانات التي يتعرض لها كُـلّ يوم وساعة على يد رجال الرجال في اليمن.
اما السؤال الذي يطرح نفسه.. هل الخزينة الأمريكية قادرة على تحمل تكاليف العدوان على اليمن.. وهل رجل الأعمال ترامب الذي يقود حملة تقشف وتقليص لحجم الإنفاق الحكومي.. لديه القدرة على تحمل خسارة مليارات الدولارات كُـلّ يوم.. على هجمات لمواقع يمنية ليس فيها من شيء ولا تكلف اليمن سوى بضع دولارات.. صحيح أن تلك الهجمات تسببت في سقوط ضحايا مدنيين.. لكنها تؤدي إلى توحد كُـلّ أبناء اليمن ضد أمريكا؟!
وهل مخازن الأسلحة الأمريكية قادرة على توفير الصواريخ والقنابل اللازمة لاستمرار العدوان الأمريكي لأسابيع وشهور.. خُصُوصًا أن تلك المخازن تكاد تكون فارغة.. بعد أن تم إخراج كُـلّ ما فيها من أسلحة.. لتغطية الحرب في أوكرانيا ولتمويل الكيان الصهيوني بالصواريخ والقنابل.. التي قتل ودمّـر بها غزة وابنائها وجنوب لبنان وسوريا واليمن؟!
وكم من الوقت يستطيع سكان الكيان.. تحمل العيش في رعب وقلق وهروب متكرّر إلى الملاجئ.. بما يحملون من نفسية ضعيفة ومتزعزعة محبة للحياة وتغشى الموت.. ولا يربطهم بالأرض المغتصبة التي يقفون عليها ولاء ولا انتماء وطني.. بل هم يدركون أنهم كيان دخيل وشاذ وغير متجانس.. مع ما يحيط بهم.. وبأنهم أشبه بورم خبيث ينبغي استئصاله قبل أن يدمّـر ما حوله.. وقد باشر بفعل ذلك منذ اللحظة الأولى لوجوده فوق التراب الفلسطيني.. ويعيش على دماء وأشلاء أصحاب الأرض والتراب الفلسطيني واللبناني والسوري والعربي بشكل عام؟!