تصريحاتُ الطاغية الأرعن

 

يحيى المحطوري

دأب الأمريكيون على استخدام التخويفِ والحرب النفسية كسلاحٍ أَسَاسي في كُـلّ صراعاتهم؛ بهَدفِ تخويف الشعوب وإخضاعها، سواءٌ بهوليوود أَو بتهويل قدراتهم النووية، إلى غير ذلك.

واليوم، يعتمد ترامب على أُسلُـوبِ الحرب النفسية في كُـلّ تصريحاته الأخيرة المترافقة مع الضربات الأمريكية العدوانية على الشعب اليمني.

والدليلُ على ذلك أن عددَ تصريحات القيادات والجهات الأمريكية خلال أَيَّـام، كبيرٌ جِـدًّا، ولا يتناسب نهائيًّا مع عدد الغارات التي شنتها أمريكا طوال الأيّام الماضية.

ثانيًا: عدمُ قدرة العدوّ الأمريكي على تقديم أية معلومات تثبِتُ ادِّعاءاتِهم، بل تصريحاتٌ عائمة عامة، وفي المقابل أثبتت المشاهد والصورُ أن الضربات العدوانية استهدفت المدنيين في الشعب اليمني ولم تحقّق أيةَ أهدافٍ عسكرية.

ثالثًا: عندما فشلت الضرباتُ الأولى تراجعوا في التصريحات؛ لكي لا يظهر عجزُهم وفشلُهم، وقالوا لا نريدَ تغيير النظام، ولا علاقة لنا بالحرب الداخلية في اليمن، ونحن نريد توجيهَ ضربات محدودة على قدراتهم ذات العلاقة بتهديدهم للملاحة في البحر الأحمر.

رابعًا: تصريحات ترامب في ربط الفشل وطول فترة المعركة بإيران وبالدعم الإيراني، دليلُ إحباط وفشل خيبة أمل.

والحقيقةُ الثابتة أن ضرباتِهم لم تحقّق أيةَ أهداف عسكرية مهمة، وضربات القوات اليمنية مُستمرّة، ولم تتأثر نهائيًّا، وتوقيتها وعددُها مرتبطٌ بحيثيات عسكرية لها علاقة بطبيعة الأهداف التي يريدُها الصاروخُ اليمني لا بالضربات الأمريكية ولا بتأثيرها.

وبعدَ هذه الهجمات الشرسة من التصريحات والغارات العدوانية، قتل ترامب عشراتِ النساء والأطفال، وهو أمرٌ لا علاقة له بالقدرات العسكرية إطلاقًا.

وأخيرًا إن اعتمادَ اليمن -شعبًا وقيادةً- على الله سبحانه وحدَه، ولا يتأثر قرارُه في إسناد غزة بأية تضحيات في ميدان المواجهة، يقدمها في سبيل ذلك.

والله سبحانه يقول: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[آل عمران: 160]

ويقول سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 40].

ويقول سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم: 47].

ويقول سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر: 51، 52].

ويقول سبحانه: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}[آل عمران: 126].

ويقول سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 14، 15].

والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com