استمرار العدوان على اليمن.. فشلٌ أمريكي متجدّد
معربوني: اليمن أصبح لاعبًا إقليميًّا لا يمكن لأحد تجاوزه
شمسان: اليمن أسقط الغطرسة الأمريكية في المنطقة وأسس لإنهائها
المسيرة: خاص
لعامٍ كاملٍ والقواتُ البحرية الأمريكية بكل ثقلها في المياه الإقليمية لليمن وللمنطقة؛ بهَدفِ حماية الملاحة الصهيونية من الاستهداف اليمني، ومع ذلك لم تنجحْ في تأمين الملاحة الصهيونية، حَيثُ وصلت نسبة مرور السفن الصهيونية في الجغرافيا المعلنة من القوات المسلحة اليمنية مسرحًا للعمليات اليمنية 0 %؛ الأمر الذي يثبت جدوى وفعالية القرار اليمني في منع الملاحة الصهيونية، ورغم ذلك لم يستوعب العدوّ الأمريكي ثبات اليمنيين على الموقف المناصر لغزة واستعدادهم لتحمل التداعيات العدائية الناجمة عن ذلك، مهما كانت التحديات.
ووفق مسؤولين صهاينة فَــإنَّ التحالف الأمريكي الدولي فشل في تأمين مرور السفن الصهيونية ولم ينجح في الحد من القدرات العسكرية اليمنية.
وبالرغم من إقرار قيادات عسكرية وسياسية أمريكية وغربية بفشل الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن الإدارة الجديدة التي يرأسها المعتوه ترامب تصر على تكرار الفشل والهزائم التي منيت بها بلاده، حَيثُ أقدمت واشنطن مجدّدًا على شن عدوان غادر على البلد مستهدفةً الأحياءَ السكنية في العاصمة صنعاءَ وعددًا من المحافظات اليمنية، في مشهد إجرامي يثبت التخبط الأمريكي ومساعيه الخبيثة في دعم الإجرام الصهيوني بحق الأبرياء في غزة.
وفي المقابل تؤكّـد القوات المسلحة اليمنية جهوزيتها العالية لمواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد، مؤكّـدة أن العدوان سيواجه برد حازم وشديد، مبينة أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد العدوّ الصهيوني حتى وقف العدوان ورفع الحصار، وفي الوقت ذاته مواجهة التصعيد الأمريكي.
تكرار للفشل والهزائم:
وفي هذا الصدد، يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عمر معربوني، أن المواجهة العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية والقوات الغربية بقيادة أمريكا حقّقت تحوُّلًا استراتيجيًّا وكَبيرًا على مستوى المنطقة.
ويوضح في حديث خاص لقناة “المسيرة” أن اليمن أصبح عنصرًا فاعلًا في رسم الجغرافيا السياسية على مستوى المنطقة.
ويشير معربوني إلى أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت خلال معركة طوفان الأقصى قدرتها الفائقة في الوصول إلى مختلف البقع والجغرافيا، موضحًا أن “إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن والبارجات الحربية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي يثبت امتلاك القوات اليمنية تقنيةً عسكرية حديثة ومتطورة يمكنها في الوصول إلى أية نقطة تريد في المنطقة على المستوى البري والبحري”.
ويذكر معربوني أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت بفضل الله تعالى، تحييد القوات الأمريكية في أبرز مكون قتالي لها وهي القوات البحرية بمختلف ترسانتها، والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تراهن عليها سابقًا في حروبها في المنطقة.
وما يميز المواجهة العسكرية التي تخوضها أمريكا ضد القوات المسلحة اليمنية هو فارق القوة والعتاد بين البلدين؛ إذ إن الأخيرةَ وبالرغم من إمْكَانياتها البسيطة والمحدودة والتي لا تقارن بالقوات الأمريكية من حَيثُ العدة والعتاد والتكنلوجيا غير أن الجيش اليمني استطاع مجابهة الجيش الأمريكي ملحقًا به هزيمةً مدوية يتردّد صداها منذ عام وحتى اللحظة، وتمكّن من تحويل تلك التكنولوجيا الفائقة والقدرات العالية، إلى عبء، كما وصف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وفي هذا الصدد يؤكّـد العميد معربوني أن “الولايات المتحدة الأمريكية لم تستوعب اللطمة التي وُجِّهت لها من قبل جبهة الإسناد اليمنية، وذلك لفارق الإمْكَانيات والعتاد بين البلدين”.
ويوضح أن واشنطن تعتبر نفسها الدولة الأقوى عالميًّا وأنه لا تجرؤ أية دولة في العالم مواجهتها، لتأتي اليمن الدولة المنهكة اقتصاديًّا واجتماعيًّا والخارجة من عتبة عدوان سافر استمر لعشرة أعوام متواصلة، وقد تحولت إلى قوة إقليمية كبيرة فرضت قواعد اشتباك جديدة ومعادلات عقدت حسابات واشنطن والكيان الصهيوني والغرب الكافر.
ويرى معربوني أن إدارة ترامب تحاول إعادة هيبتها التي سقطت في البحر الأحمر على أيدي القوات المسلحة اليمنية، بشن هجمات جديدة على أهداف قديمة، أَو مدنية جديدة.
ويلفت إلى أن اليمن كما نجح في استهداف القوات الأمريكية والبريطانية وحلفائهم من الدول الأُورُوبية والغربية فَــإنَّ بمقدورها مواجهة أمريكا مجدّدًا وتكبيدها خسائرَ اقتصادية جسيمة تفوق الماضي بمراحلَ كثيرة.
إهانة أمريكية في المنطقة:
وتأتي الاعتداءات الأمريكية الغادرة على اليمن واستهدافها المدنيين نظراً لعودة قرار الحظر اليمني للسفن الصهيونية وذلك للضغط على الكيان الصهيوني لرفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان الغاشم عليها.
الدور الأمريكي في إسناد الكيان الصهيوني لا يقتصر على مواجهة جبهة الإسناد اليمني وحسب، بل يمد العدوّ الأمريكي الكيان الصهيوني بمختلف الأسلحة المحرمة دوليًّا، ناهيك عن الدور الأمريكي الكبير والمفضوح في تنفيذ مخطّط التهجير لسكان قطاع غزة وسكان الضفة الغربية والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ووفق الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، فَــإنَّ الدعم الأمريكي الكبير واللامحدود للكيان الصهيوني يلتزم به مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية في أمريكا باستثناء الفئة القليلة جِـدًّا والتي لا تملك القرار في الداخل الأمريكي.
ويوضح في حديث لـ “المسيرة” أن “الأحزاب الديمقراطية والجمهورية بصفتهما الأكثر حضورًا في الشأن الأمريكي، كلاهما ملتزمٌ بحماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه”، مبينًا أن جميع الرؤساء الذين حكموا أمريكا دعموا الكيان الصهيوني وفق الاحتياج وبما تتطلبه المرحلة.
ويبيّن أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر العدوَّ الصهيوني جزءاً لا يتجزأ عن أمريكا وأن حمايته مسألة أمن قومي ملزم للأمريكان بالدفاع والذود عنه”.
ويشير إلى أن “أمريكا إلى ما قبل اندلاع طوفان الأقصى كانت تعتبر نفسها ذات نفوذ عالمي وأن باستطاعتها فرض إملاءاتها في مختلف بلدان العالم، لا سِـيَّـما دول المنطقة والتي تعتبرها أمريكا تابعًا خالصًا لها”.
ويلفت شمسان إلى أن “دول محور المقاومة ومن خلال الكفاح المسلح استطاعت بفضل الله تعالى، فرضَ نفسها في المنطقة ومواجهة العدوّ الصهيوني وهو الحليف الاستراتيجي للأمريكان”.
ويشدّد على أن “واشنطن منيت بهزيمة مدوية في معركتها ضد القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ كون قطعها الحربية التي تفاخر بها من طائرات حربية وطائرات مسيّرة دون طيار وسفن حربية ومدمّـرات أمريكية وحاملات طائرات جميعها مُنِيَت بالفشل ولم تستطع في الحد من القدرات العسكرية اليمنية”.
وينوّه إلى أن “أمريكا تعرضت لإهانة كبرى إزاء تعرض قواتها للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية”، موضحًا أن “أمريكا قدمت إلى المنطقة وهي على ثقة كبيرة ومطلقة وبغرور كبير في تنفيذ إرادتها المتمثلة في منع العمليات اليمنية المستهدفة للملاحة الصهيونية والحد من القدرات العسكرية اليمنية”.
ويرى شمسان أن “إدارة ترامب لن تستطيع أن تحقّق أية أهداف؛ كون الإدارة السابقة استخدمت كُـلّ أوراقها في البحر الأحمر بما فيها طائرات إف 35 وإف 18 وإم كيو9، وحاملات الطائرات الأمريكية وهي أبرز الترسانة الحربية التي تمتلكها أمريكا وتفاخر بها في العالم”.
وفي حين تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية كُـلّ أوراقها العسكرية في المواجهة الحربية مع اليمن، تمتلك القوات المسلحة اليمنية العديدَ من الخيارات وأورق الضغط التي من خلالها تنتصر على القوات الأمريكية، حَيثُ تشهد مراكزُ الدراسات الأمريكية والغربية بالقدرات العسكرية اليمنية وتطورها بشكل لافت وملحوظ على المستوى التقني والاستخباراتي والفني ناهيك عن قدراتها الفائقة في التخفي والتمويه والتي جعلت الأعداء متخبطين في عدوانهم على بلادنا.
ووفق ما يؤكّـد عليه السيد القائد مرارًا وتكرارًا فَــإنَّ القواتِ المسلحة اليمنية في تطوير مُستمرّ وتنامٍ متصاعدٍ بما يسهم في تجاوز التحديات والصعاب التي تفرضها المرحلة.