يمن الصمود والإسناد
وسام الكبسي
يطوي الشعب اليمني العام العاشر من الصمود الأُسطوري الذي قل نظيره وندر مثيله صمودًا وثباتًا واستبسالًا وتضحية ليثمر عزًّا وكرامة وشموخًا وإباء وانتصارًا وإسنادًا ودفاعًا عن القضية المركزية للأُمَّـة الإسلامية القضية الفلسطينية جراء الإبادة التي يتعرض لها الشعب في غزة والضفة الغربية على يد قطعان الصهاينة ومن خلفهم أُمُّ الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم همجية تحالف العدوان في استهدافه لمساكن المواطنين تحت جنح الظلام من الضربة الأولى لحصد أرواح المواطنين نساءً وأطفالًا وشيوخًا في مشهد لا يمكن أن ينساه اليمنيون ثأرًا وانتصارًا لتلك الدماء الطاهرة الزكية والأرواح البريئة – ومثيلاتها طيلة سنوات العدوان وما يزال – مهما تعاقبت الأيّام والسنون وعبر الأجيال.
حيث بدأت قوى العدوان الإجرامي العدوان على الشعب اليمني بجرائم بشعة مستهدفة بذلك وبأُسلُـوب ممنهج المساكن والبنى التحتية والطرقات والمستشفيات والمساجد والمصانع والمزارع والأسواق وحتى المقابر بأفتك الأسلحة وأشدها تدميرا منها المحرم استخدامها، أسلحة أمريكية وإسرائيلية لقتل وتشريد الإنسان اليمني، ولم يقتصر على استخدام الحرب العسكرية الصلبة بل واكب ذلك الإجرام بإجرام أكثر بشاعة ينُمُّ عن حجم الحقد الخبيث المتراكم في نفوس آل سعود ومشغلهم الأمريكي، حَيثُ استخدموا جميع أنواع الحروب الإعلامية والناعمة والنفسية والأمنية والاقتصادية سبقها – تخريب أمني واسع مع إطلاق الوحوش التكفيرية بالتفخيخ والاغتيالات – كُـلّ ذلك لقتل الإنسان اليمني مرتين في جسمه وهويته في دمه ومعتقده في حريته وموقفه لنيّل من إباءه وشموخه ليتنازل عن عزته وكرامته وعفته وشرفه أَو ليتراجع عن نقاء وصدق مواقفه الإيمانية والإنسانية.
القتل والحصار والخراب والدمار وإزهاق الأرواح صباحًا ومساءً وتشديد الحصار وفرض حرب بيولوجية عليه لم يفت في عضد الشعب اليمني ولم ولن يدفعه ذلك إلى أن يقدم التنازلات على حساب دينه ومعتقده وكرامته وهويته الإيمانية ومواقفه البداية الثابتة، فهو الشعب الذي اقترن بالإيمان فصار له هُوية يعتز بها ويفاخر بها الشعوب والأمم، لم ولن يكن شعب مُجَـرّد عن المشاعر منسلخ من الهوية أجوف لا يملك قضية، فهو شعب يعتز بأصالته وقوة موقفه يندفع بوعي مع الحق ويدافع عنه ويدفع عن نفسه المكر والأعداء يدافع عن وجوده وقيمه وإنسانيته وهويته وأخلاقه ليس كالبعض ممن يرتمون بإذلال في حضن الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية متجرد من إنسانيته متنكرا لذاته منغمس إلى حَــدّ البذائة في شهوانية شيطانية يلهث خلف الراقصات والماجنات في بارات الملاهي والمراقص.
وفي نهاية العام العاشر الصمود اليمني في مواجهة تحالف عالمي تولت أمره مملكة بني سعود وبعض دويلات الخليج وغيرها من أنظمة العمالة، يواجه شعب الصمود رأس الشر مباشرة لتتجلى الحكمة اليمانية الإيمَـانية إسنادًا لفصائل المقاومة وبالذات في غزة والضفة الغربية وانتصارًا ودفاعًا عن القضية الفلسطينية بالمال والنفس والمواقف المشرِّفة شعبيًّا ورسميًّا، القبيلة والقوات المسلحة بما يجسد الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني وقضايا الأُمَّــة الإسلامية في موقف لا يوجد مثيل له في العالم على الإطلاق رغم آثار وجراح العدوان والحصار الخانق المميت الذي ما يزال مُستمرّا.
واليمن المساند للقضية الفلسطينية المدافع عنها بفرضه الحصار البحري واستهدافه الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلّة يقف وجه لوجه وندًّا لأمريكا رأس الشر المساندة والمدافعة عن جرائم ربيبتها إسرائيل، فالموقف اليمني التزامٌ إيماني ومبدأ أخلاقي وموقف إنساني، وهذه المواقف الشجاعة الجريئة التي يقدمها شعب الصمود والإسناد ليست إلا ثمرة من ثمار الصمود والثبات الأُسطوري لعشرة أعوام وما زال لشعبٍ أبى إلا أن يعيش حرًّا عزيزًا كريمًا مقتدرًا في ظل قيادة ربانية متمثلة بقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى-.