“اليأس” يخيّمُ على كيان العدوّ مع استمرار الضربات اليمنية اليومية: العدوان الأمريكي ليس الحل

– مجدّدًا.. توقف حركة مطار “بن غوريون” وملايين المستوطنين يهربون إلى الملاجئ

– الإعلام العبري: الغارات الجوية لا تجدي ضد اليمن وصواريخ اليمن تأثيرُها مضاعف

– القائد السابق للدفاع الجوي للعدو: تهديدات ترامب لليمن مثل “بندقية بلا رصاص”

– باحثون صهاينة: اليمنيون خصم صعب للغاية وإيجاد وسيلة لردعهم ليس سهلًا

 

المسيرة| خاص:

مع استمرار الضربات اليمنية على كيان العدوّ، وعودة قطعان المغتصبين الصهاينة إلى روتين الرعب والهروب اليومي إلى الملاجئ بالملايين، تصاعدت التأكيدات على فشل العدوان الأمريكي في تحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في تحييد الجبهة اليمنية وعزلها عن غزة، الأمر الذي يقوِّضُ كُـلَّ الدعايات التي تحاول إدارة ترامب تسويقَها حول نتائج غاراتها في اليمن، ويكشف الهدف الحقيقي من تلك الغارات.

مساء الاثنين، دوَّت صافراتُ الإنذارات في مئات المناطق وسط كيان العدوّ الصهيوني؛ بسَببِ صاروخ قال جيش الاحتلال إنه أطلق من اليمن، وبرغم أنه زعم اعتراضه خارج فلسطين المحتلّة، فَــإنَّ مقاطع الفيديو أظهرت بوضوح عبور الصاروخ في سماء الأراضي المحتلّة وفشل الدفاعات الجوية في إيقافه، فيما أكّـدت وسائل إعلام عبرية سماع دوي انفجارات في ما وصفته بـ”العاصمة”، وزعمت أن “شظايا” سقطت على محطة في منطقة “بيت شيمش” وفي منطقة “حولون”.

وذكرت القناة العبرية الثانية عشرة أنه “في وقت إطلاق الإنذارات، كان هناك نحو 8 رحلات جوية تحلِّقُ فوق البحر، حَيثُ استمرت في التحليق؛ لأَنَّ مطار بن غوريون كان مغلقًا أمام حركة الطائرات حتى إجراء تفتيش شامل لمدرجات الهبوط” وهو ما يترجم ترسيخ المعادلة الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة من خلال إعلان المطار كمنطقة غير آمنة، وهي المعادلة التي كشفت وسائل الإعلام العبرية هذا الأسبوع أن شركات الطيران الأجنبية بدأت تدرس التعامل معها، في مؤشر على وقف رحلاتها الجوية من وإلى كيان العدوّ إذَا استمر الوضع.

وباعتراف جيش العدوّ، فقد أرسل الصاروخ الجديد ملايين المغتصبين الصهاينة إلى الملاجئ مرعوبين، مرة أُخرى، في مشهد بات يتكرّر يوميًّا، ويشكل تأكيدًا واضحًا على فشل كُـلّ محاولات الحد من تأثير وحضور جبهة الإسناد اليمنية لغزة.

استمرارية العمليات اليمنية بوتيرة يومية ونجاحها الواضح في إحداث تأثير أمني واقتصادي واسع على كيان العدوّ ومستوطنيه، أسقط كُـلّ الآمال التي كان قد تم تعليقها على العدوان الأمريكي الجديد، وحوَّلَ الاحتفاء الواسع الذي أبداه الصهاينةُ بذلك العدوان قبل أسبوعٍ إلى يأسٍ واضح ومعلَنٍ من إمْكَانية النجاح في التخلص من التهديد الضاغط للجبهة اليمنية.

وقد بدأت وسائلُ الإعلام الصهيونية بالتعبير عن هذا اليأس بوضوحٍ أكبرَ عما كانت عليه في الأيّام الماضية، حَيثُ قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” التابعة للعدو: إن عدم تراجع اليمن بعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الأمريكية يشير بوضوح إلى أن “القوة الجوية ليست حلًّا سحريًّا لكسب الحروب” مذكّرة بأن اليمنيين قد” واجهوا في السابق أَيْـضًا هجمات جوية إسرائيلية وسعوديّة ودولية أُخرى، وقد صمدوا في وجه العاصفة” حسب تعبيرها.

وشكّكت الصحيفة بوضوح في أن تكون حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) وعشرات المقاتلات التابعة لها قادرة على تحقيق أي ردع، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تنفيذ طلعات جوية من قواعدها في المنطقة؛ لأَنَّ الدول العربية تخشى من رد فعل صنعاء على ذلك، وقالت إن ذلك “يثير تساؤلاتٍ حول مسار هذه الحملة” في إشارة واضحة إلى انسداد أفقها.

وذهبت الصحيفة “الإسرائيلية” إلى ما هو أبعد من التعبير عن اليأس من نجاح العدوان الأمريكي على اليمن، حَيثُ اصطدمت مع الروايةِ الرسمية لكيان العدوّ والتي تحاولُ التقليلَ من تأثير العمليات اليمنية، وقالت إن “صاروخًا واحدًا يتم إطلاقُه من اليمن، يحقّق ما يعادل تأثير عشرة صواريخ؛ لأَنَّه يطلق صافرات الإنذار في أنحاء واسعة، ويرسل الملايين إلى الملاجئ”.

وفي السياق نفسه، قالت صحيفة “معاريف” العبرية: إن اليمنيين “لم يتأثروا بتهديدات ترامب لهم بأنه سيؤذيهم إذَا لم يتوقفوا، وعندما كثّـف تهديداته لهم بأنه سيدمّـرهم، قاموا بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وحاولوا أربع مرات ضرب حاملة الطائرات (ترومان) والسفن المرافقة لها” حسب تعبيرها.

وأكّـدت الصحيفة بوضوح أنه “على الرغم من القوة الجوية الهائلة الموجودة تحت تصرف الأمريكيين، فَــإنَّهم لن يتمكّنوا من القضاء على تهديد الصواريخ والطائرات بدون طيار [اليمنية] في ممرات الشحن والتهديد الصاروخي لإسرائيل” مشيرة إلى أن اليمنيين “لا يتأثرون بالخسائر في الأرواح أَو الممتلكات”.

وفي مقالة نشرتها صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، تحدث القائد السابق لنظام الدفاع الجوي في جيش العدوّ الصهيوني، العميد (احتياط) زفيكا هايموفيتش، عن الفشل الأمريكي وقال: إن “الجبهة اليمنية لا تشكل تهديدًا مقلقًا لـ(إسرائيل) فحسب، بل تتحدى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتضع الرئيس ترامب على المحك”، معتبرًا أنه بعد قرابة أسبوع من إطلاق الصواريخ بشكل يومي على كيان العدوّ فَــإنَّ “تهديدات ترامب صار يُنظَرُ إليها على أنها بندقية بلا رصاص“.

بل اعتبر أن تهديدات ترامب “قد ترتد عكسيًّا بشكل مدمّـر من خلال فقدان قوة الردع وفقدان السيطرة على الوضع”.

واعتبر هايموفيتش أن “سلسلة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وشركاؤها في الأسبوع الماضي، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية الخمسِ منذ بداية الحرب، تثبت مرة أُخرى أنه في الحرب ضد مثل هذه الجهات، لا توجد عصا سحرية ولا توجد عمليات خاطفة”.

وقال العميد الصهيوني: إن مساهمة الولايات المتحدة في التعامل مع الجبهة اليمنية “ضئيلة وهامشية” وإن مصلحة كيان العدوّ في تحَرّك واشنطن، تنحصر الآن فقط في “جمع المعلومات” و”وجود قوة متاحة في المنطقة”.

وأكّـد هايموفيتش أن الوضع الذي يعتمد فيه كيان العدوّ على عوامل خارجية للتخلص من التهديد، هو وضع غير مريح، ولكن “لا توجد بدائل أفضل” وبالتالي فَــإنَّ “(إسرائيل) مضطرة إلى الاعتماد على قدرات الدفاع والإنذار المبكر للمدنيين” حسب قوله.

وفي السياق نفسه، نقل موقع “ميديا لاين” الأمريكي، عن الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني، والمسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية للعدو، داني سيترينوفيتش، قوله: إن اليمنيين “خصم صعبٌ للغاية، وقد ثبت أن إيجادَ رادع ضدهم أمر بالغ الصعوبة”.

وبقدر ما تعبر هذه الاعترافات عن حالة اليأس المخيمة على كيان العدوّ، فيما يتعلق بأفق العدوان الأمريكي على اليمن، فَــإنَّها تفضح أَيْـضًا الدوافع الحقيقية لإدارة ترامب، والمتمثلة في حماية كيان العدوّ وتعطيل حضور وفعالية الجبهة اليمنية في الصراع وارتباطها الوثيق بالتطورات في غزة.

وبسقوط آمال ردع اليمن، بشكل سريع وفاضح، فَــإنَّ حالة اليأس لدى كيان العدوّ مرشحة للتعاظم في ظل استمرار العدوان والحصار على غزة، وهي حالة لا يقتصر ضغطها على التأثير المعنوي؛ لأَنَّ استمرار إطلاق الصواريخ اليمنية خطر أمني يتزايد مع كُـلّ عملية، ويستنزف الكثير من موارد جيش العدوّ وقدراته ويكشف المزيد من نقاط ضعفه، كما يؤثر بشكل متزايد على الاقتصاد “الإسرائيلي”، وقد اعترف مسؤول أمني صهيوني سابقًا بأن هذه الضغوط كانت مؤثرة على موقف العدوّ في المفاوضات التي سبقت وقفَ إطلاق النار في غزة في يناير الماضي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com