اختتام مؤتمر “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية”.. خطوة نحو عولمة نصرة القدس ومواجهة الإجرام الصهيوأمريكي

بعد ثلاثة أَيَّـام من المشاركات العربية والإسلامية والدولية ومن كُـلّ القارات:

 

المسيرة: خاص

اختتم المؤتمر الدولي العلمي الثالث “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزي”، الثلاثاء، أعماله في العاصمة صنعاء بحضور رسمي واسع ومشاركة واسعة من الوفود الخارجية.

وفي كلمة المؤتمر، بارك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، نجاح فعالياته المتنوعة، معبرًا عن أمله في أن تكون هناك مخرجات مفيدة وثمرة كبيرة.

وتقدم العلامة شمس الدين شرف الدين بالشكر للجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الذي يأتي في إطار فعاليات شعبنا في نصرة الشعب الفلسطيني، كما عبّر عن شكره أَيْـضًا لضيوف اليمن من مختلف بلدان العالم الذين قالوا كلمة الحق في هذا المؤتمر.

وحيا مفتي الديار اليمنية كُـلّ المواقف الشريفة التي تقف في وجه الظلم، ونحمد الله الذي وفقنا لنقف ضد الظالمين، مؤكّـدًا أن “المشاركين في المؤتمر استطاعوا أن يكسروا الحصار عن الشعب اليمني”.

وجدَّدَ التأكيدَ على أن “جهد شعبنا وجيشنا وحكومتنا في نصرة فلسطين مُستمرّ”، مخاطباً أبناء غزة بقوله “لستم وحدكم”، منوِّهًا إلى أن “نصرتنا للقضية الفلسطينية تمثل التزاماً دينيًّا وإنسانيًّا”.

 

التضامن الدولي يتوسع:

وفي استمرار كلمات الضيف الدوليين والعرب، ألقى وزير خارجية بوليفيا السابق “فرناندو مماني” كلمة، أعلن فيها التضامن مع الشعب اليمني الذي يقدم أجمل صور الإنسانية في نصرة غزة بهذا الزخم المتكامل.

وقال مماني: “نحن اليوم مع فلسطين وكلنا يمثلها ويوحدنا معها الدم وكلّ نضالاتنا”.

وَأَضَـافَ “هذا وقت التغيير والتطوير ونحن أمام مشهد عالمي جديد لكي تنهض الشعوب”.

وأكّـد أن على الجبهة المناهضة للصهيوأمريكية بناء اقتصاد قوي للخروج من هيمنة الدولار وأن نتوحد في المجالات الاقتصادية.

وخاطب الشعب الفلسطيني بقوله: لستم وحدكم ونحن هنا لنكون معكم وَأَيْـضًا نحن في بوليفيا نقول للشعب اليمني نحن معكم.

بدورها ألقت عضو البرلمان الأُورُوبي النائبة الإيرلندية “كلير دالي” كلمة، أكّـدت فيها أن الغرب وأمريكا يسقطون بسرعة فائقة أمام المشاريع التحرّرية القوية، كما هو الحال في اليمن وفي غزة أَيْـضًا.

وقالت: “رسالتنا للأمريكي واضحة، لن يستمر ظلمكم لفلسطين، وأفعالكم الإجرامية دليل على ضعفكم”.

وأشادت بالموقف اليمني القوي المناصر لفلسطين على كُـلّ المستويات، داعية باقي الشعوب العربية والإسلامية إلى الإقتداء باليمن.

وأثنت على حسن الاستضافة وما قدمه اليمن في هذا المؤتمر، معبرة عن الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر الدولي الثالث، مؤكّـدة أن ما يجمعنا هنا هو مسألة دفاع عن القضية الفلسطينية.

 

اعتذارٌ أمريكي!

من جانبه ألقى المعارضُ السياسي والناشط الأمريكي “جاكسون هينكل” كلمة، اعتذر فيها للشعب اليمني جراء العدوان الذي تشنه بلاده على اليمن، مؤكّـدًا أن تلك الاعتداءات الإجرامية لا تمثل الأحرار في الولايات المتحدة وإنما تمثل فقط عصابة جندت نفسها لحماية الصهيونية.

وقال: إن “العدوان الذي تقوم به بلادي على اليمن جعلني أشعر بالخجل”.

وَأَضَـافَ هينكل: “أخاطب البحارة والجنود الذي على متن حاملة الطائرات الأمريكية بأنهم يقومون بحرب في وجه الله ولن ينجحوا في حربهم”.

وتابع: “أوجه كلامي للجنود الأمريكيين بأن قاداتكم لا يكترثون إلا لمصالحهم ويوجهون الاتّهامات للقادات العظماء في اليمن بالإرهابيين”.

وأكّـد أن “الإرهاب” هو فيما تقوم به أمريكا و”إسرائيل” في فلسطين.

وأردف بالقول: “اليمنيون هم الأحرار الحقيقيون في العالم؛ لأَنَّ المال لا يسيطر عليهم ولا يتحكم بمواقفهم”.

ووصف ملوكَ الأردن والسعوديّة والإمارات بـ”الصهاينة”، مؤكّـدًا أن ابن زايد وابن سلمان يعيشون كي يخدموا المصالح الأمريكية.

واستطرد: “أدعو اللهَ أن تصل الشجاعة اليمنية لجميع الناس في العالم وخُصُوصًا العالم العربي ليقوموا بواجبهم ويتحرّروا من عبوديتهم لقياداتهم”.

وفي ختام كلمته قال “جاكسون هينكل”: إن “الشجاعة اليمنية تمتاز بجرأتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على فلسطين وإقدام اليمنيين على حصار السفن الإسرائيلية”.

 

وحدة الموقف كقاعدة صلبة لمواجهة التحديات:

فيما عبّر رئيس مركز دراسات القدس بجامعة ماليزيا أمينو رشيدي، عن افتخاره وافتخار الشعب الماليزي لمشاركته في هذه المؤتمر كأحد جوانب الإسناد اليمني لفلسطين.

وأكّـد رشيدي أن “رهاننا بعد الله على توحدنا لننتصر على الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، مؤكّـدًا أنه لا ينبغي السكوت على المجرمين الإسرائيليين والأمريكيين في جرائمهم بغزة”.

ودعا رشيدي لخلق وحدة اقتصادية عربية وإسلامية، تحمل عدة مسارات في مواجهة الحروب والضغوط الاقتصادية التي يشنها الأعداء.

وأكّـد أن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على الصمود بوجه الهجمات المعادية، لكن ذلك يتطلب وحدة في الموقف وفي المبدأ وتوحيد الأولويات التي من شأنها تحقيق مصالح الأُمَّــة الجامعة.

وفي خضم المؤتمر أَيْـضًا ألقى الناشط البريطاني ومدير مكتب شبكة آر تي في لبنان “ستيفن سمويني”، كلمة عبر فيها عن الفخر بحضوره في هذا المؤتمر وزيارة اليمن الذي يقدم أروع الملاحم نصرة للإنسانية بإسناد غزة وأهلها.

وقال: “إنني مع شعب يقف مع فلسطين بصورة ثابتة ويواجهون قوى الاستكبار”.

وَأَضَـافَ “في لبنان تلقينا ضربة قوية باستشهاد السيد نصر الله وهي أكبر تضحية؛ مِن أجلِ فلسطين”، مُشيرًا إلى أن الجبهة اليمنية صارت تتحمل عبئًا كَبيرًا في مواجهة قوى الاستكبار.

ولفت إلى أن الشهيد السيد نصر الله لا يزال يعيش في قلوب الإنسانية والشعب الفلسطيني، مؤكّـدًا أن مواجهة العدوّ الصهيوني لن تتوقف مع استشهاد قائد هنا أَو هناك.

وقد اختتم كلمات الوفود العربية والدولية، الإعلامي اللبناني على الرضا، والذي أكّـد أن الوقوف في وجه الأعداء ونصرة الشعب الفلسطيني هي البوصلة الجامعة لأبناء الأمتين العربية والإسلامية، ولكل الأحرار في العالم.

وقال: إن “بُوصلتنا فلسطين والمقاومة خيارنا في مواجهة الاستكبار والاستبداد”.

وَأَضَـافَ “إن العلاقة بين اليمن ولبنان وغزة والجنوب اللبناني هي علاقة تحالف الأحرار ووحدة الدم والمصير في وجه الطغاة”، داعيًا أحرار وشعوب الأُمَّــة إلى الانخراط في الوحدة العربية والإسلامية المقاومة للصهيوأمريكية.

وفي ختام كلمته، توجّـه الرضا بتحية الإجلال والإكبار للمقاومين في فلسطين واليمن ولبنان والعراق، مشيدًا بهذا المؤتمر ومضامينه ومساراته، معبرًا عن أمله بأن تكون المخرجات فاعلة.

وكان العديد من المشاركين من عدة دول أُورُوبية وأمريكية وإفريقية تحدثوا عبر الشاشة بكلمات أكّـدت في مجملها فخر أحرار العالم بالموقف الذي يصدره الشعب اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني.

وأكّـدت كلماتهم أن المشروع الصهيوأمريكي خطر يتهدّد كُـلّ من يبحث عن الحرية والاستقلال والرخاء في العالم.

ولفتوا إلى ضرورة مواجهة تلك المشاريع الهدامة، مؤكّـدين أن مقارعة أمريكا و(إسرائيل) هي السبيل الوحيد للتصدي للهجمات الاقتصادية والفكرية والثقافية والعسكرية والأمنية والسياسية التي تسعى لغرس الاستعمار الجديد وفق متطلبات ما يسمى “النظام العالمي الجديد” المستبد.

 

بيان المؤتمر.. نقطة انطلاقة شاملة:

وصدر في ختام أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” بيان أكّـد الدعم والتأييد لقرار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في منع الملاحة الصهيونية في منطقة العمليات وقصف الكيان بالصواريخ والمسيّرات.

واستنكر البيان الختامي بشدة العدوان الأمريكي على الشعب اليمني العزيز واستهداف المنشآت والمساكن المدنية وقتل المواطنين اليمنيين في بيوتهم، وأكّـد الدعم الكامل لعمليات الجيش اليمني ضد القطع الحربية الأمريكية وحظر مرور السفن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.

وشدّد على مسؤولية الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين شعبًا ومجاهدين ومواجهة التطبيع مع الكيان.

ودعا لبناء تحالفات مع حركات التحرّر المناهضة للصهيونية في العالم لتحقيق دعم أوسع للقضية الفلسطينية، مطالباً العلماء والمفكرين وصنّاع الرأي إلى التصدي لمشروع ما يسمى بـ (البيت الإبراهيمي و (الأديان الإبراهيمية) بكل التفسيرات المطروحة.

كما شدّد البيان الختامي على توسيع نطاق حملات المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية بوصفها ممولاً أَسَاسيًّا للكيان المجرم وداعماً لجرائمه.

ودعا لتوفير دعم إنساني مستدام لأهل غزة واللاجئين الفلسطينيين عبر إنشاء صناديق إغاثية دولية لدعم سكان غزة والمخيمات الفلسطينية، مؤكّـدًا على تعزيز الوَحدة الإسلامية العملية في مواجهة العدوّ المشترك استناداً إلى المفاهيم القرآنية.

وأكّـد المؤتمر ضرورة الاستمرار في التوعية حول خطر التطبيع على الهُوية الثقافية والدينية للأُمَّـة الإسلامية، محذراً من التعامل مع الكيان المجرم دبلوماسيًّا واقتصاديًّا؛ باعتبَار ذلك قبولًا باغتصابه للأراضي الفلسطينية ومشاركة في جرائمه ضد فلسطين.

وشدّد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” على أهميّة كشف وفضح دور دول الاستكبار في صناعة “الصهاينة العرب” وفضح كيفية استغلالهم للترويج للفكر الصهيوني، داعيًا الباحثين في اليمن والعالم إلى إجراء مزيد من الدراسات حول معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” أسبابها وظروفها وإنجازاتها.

 

تكريم وإضاءة:

وفي ختام المؤتمر تم تكريم المشاركين في المؤتمر من الشخصيات العربية والإسلامية والدولية، وتقدم المكرمين رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، وزير الخارجية البوليفي الأسبق فيرناندو مامادو، وعضو البرلمان في جنوب إفريقيا “زيولفين مانديلا” حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، والنائبين الإيرلنديين أعضاء البرلمان الأُورُوبي سابقًا “ميك والاس” و”كلير دالي”، وعضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، “كريستوف هلالي”، والمعارض والناشط الأمريكي “جاكسون هينكل”، والناشط الإعلامي البريطاني ستيفن سمويني، ومن جمهورية الصين الشعبيّة ماو من جامعة شنغهاي، والناشطة الإعلامية اللبنانية سندس الأسعد، والصحفي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، بيب إسكوبار، والناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية.

يشار إلى أن أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” التي أقيمت تحت شعار “لستم وحدكم”، في العاصمة صنعاء، انطلقت السبت، الفائت 22 مارس 2025، بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.

وعلى مدى ثلاثة أَيَّـام، ناقش المؤتمر 173 بحثًا وورقة عمل تم قبولها من أصل 272 بحثًا وورقة عمل تم التقدم بها لمشاركين وباحثين وناشطين من “اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا” وعدد من المشاركين والناشطين من عدة دول أجنبية.

وسعى المؤتمر لدراسة الأبعاد الاستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى”، ودراسة الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وتحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأُورُوبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.

واشتمل المؤتمر على سبعة محاور توزعت على “الرؤية القرآنية للصراع مع العدوّ الصهيوني القضية الفلسطينية أُنموذجًا”، واستراتيجيات العدوّ الصهيوني في إنشاء (إسرائيل الكبرى) وأطماع العدوّ الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهميّة المقاطعة، والأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”.

كما شملت المحاورُ أَيْـضًا “الصهاينة العرب، النشأة والمظاهر وآليات المواجهة”، ودلالات معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ومراحلها وآثارها، وأهميّة انتفاضة الجامعات الأمريكية والأُورُوبية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com