يوم القدس العالمي.. يا قدس على العهد
خلود همدان
تأتي هذه الذكرى العظيمة ونحن نعيش أحداثًا فاصلة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتلّ وفي زمان معركة طوفان الأقصى المجيدة التي إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت على وشك التصفية والغروب تحت سقف العمالة والانبطاح والرضوخ والانصياع للقوانين الصهيونية، أتت هذه الذكرى في هذه المدة الزمنية التي حملت بين ثناياها بشارات كبرى أزاحت الستار عن واقع الأعداء المهزوم وأظهرت ضعف وهشاشة الكيان المؤقت وهدمت كُـلّ مشاريع اللوبي الصهيوني ووكلائه وعملائه في أصقاع الدنيا.
في يوم القدس العالمي اليوم الجامع لكل أبناء الأُمَّــة وأحرارها من حَيثُ الانتماء الإيماني والأخلاقي وكذلك الانتماء الديني تبرز لنا أهميّة إحياء هذا اليوم في النفوس جهادًا واستنفارًا وفي واقع الميدان إعدادًا ومواجهةً للعدوّ المتغطرس الأرعن.
فيوم القدس العالمي لا يخص الفلسطينيين فحسب بل يعنينا جميعًا كأمة عربية إسلامية تواجه عالمًا كافرًا معاديًا يستهدفها في دينها وقيمها ومبادئها ومقدساتها وتواجه أَيْـضًا هجمةً شرسة كبرى في كُـلّ المجالات وبمختلف الوسائل والأساليب.
وفي هذا اليوم العظيم الذي يعتبر جهادًا في سبيل الله ونصرةً لدينه ومقدساته يجب أن تتحَرّك فيه كُـلّ الشعوب والبلدان العربية والإسلامية لتخلق ثورةً عارمة تجرف كيان الاحتلال وتبعثر كُـلّ رهاناته الفاشية وتسقط كُـلّ أوراقه وتطمس كُـلّ أحلامه الوهمية.
إن إحياء يوم القدس هو إحياء للقضية الفلسطينية في جوهرها ومضمونها الأقدس ولتبقى فلسطين حاضرةً في أوساط الشعوب والقدس قبلة الأحرار ورمز الثورة الكبرى ومنبر الثائرين فلنحيي هذا اليوم وعيًا وإيمانًا ولنحييه حبًا وانتماء ولنجعل من هذا اليوم التاريخي العظيم منطلقًا ننطلق من خلاله لاجتثاث الغدة السرطانية وانتزاع الحق الفلسطيني من أيادي الغزاة والمحتلّين وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والاستقلال.
شعبنا اليمني العظيم سيخرج في هذا اليوم بحشوده الهادرة والمليونية وسيعلنها صرخة صاخبة مدوية تهتف بشعار الحق والحرية وشعار “الموت لإسرائيل” وسترافق صرخاتهم صواريخ “فرط صوتية” و”مسيرات” تجتاح المسافات وترسل رسالتها لكل العالم بإن فلسطين وجهتنا والقدس بإذن الله موعدنا.