اليمن والقضية الفلسطينية

 

وسام الكبسي

يعيش الشعب اليمني مظلوميةَ الشعب والقضية الفلسطينية، كما تعيش القضية الفلسطينية متجذرة في وجدان الشعب اليمني خَاصَّة منذ أن تحَرّك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) بالمشروع القرآني، حَيثُ كان من أهم ركائز مشروعه القرآني الذي قدَّمه للأُمَّـة العربية والإسلامية لاستنهاضها وإخراجها من قطار التبعية لأعدائها إن هي تبنته وتحَرّكت على وفق مضامينه في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية من خلال ما قدمه الشهيد القائد رضوان الله عليه في مختلف محاضرات ودروس متفرقة من دروس هدي من القرآن الكريم والتي كان أحد دروسه الهامة ملزمة (يوم القدس العالمي) بيّن فيها خطورة اليهود الصهاينة وكشف وفضح مخطّطاتهم ومؤامراتهم ضد الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها كما وضع حلولا للأُمَّـة تستطيع من خلالها مواجهة أعدائها إذَا ما تحَرّكت التحَرّك الجهادي فَــإنَّ ذلك سيكون له الأثر في استئصال الغدة السرطانية من جسد الأُمَّــة وإخراج كيان الصهاينة اللقيط من فلسطين العربية وهزيمته إلى الأبد.

وهذا ما يقوم به السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله تعالى) في التأكيد عليه باستمرار بل والعمل بمقتضاه في جعل القضية الفلسطينية على رأس سلم أولوياته وأم قضية الأُمَّــة العربية والإسلامية التي يجب التضامن معها ومساندتها بمختلف السبل والإمْكَانات الممكنة والمتاحة عوضًا عن إبراز مظلومية الشعب الفلسطيني عبر الأنشطة التثقيفية والإعلامية الشعبيّة والرسمية وعلى كافة الصعد والمستويات لتبقى مظلومية القدس والشعب حية في الضمير الإنساني أمام حالة التغريب والتغييب المتعمد من أنظمة عربية وإسلامية متخاذلة وأُخرى مطبّعة عميلة على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وقضية الأُمَّــة المحقة والعادلة التي هي قضية كُـلّ حر في هذا العالم.

ولأن يوم القدس العالمي يوم لتعبئة العامة لخلق وعي جماهيري شعبي يتوحد فيه المسلمون ليكونوا بمستوى مواجهة أعدائهم، فقد تحَرّك شعب الإيمان والحكمة بثقافة وبصيرة وهدي القرآن وقرناءه ليتصدر بمواقفه شعوب العالم قاطبة في خروجه المليوني المُستمرّ كُـلّ جمعة منذ بداية طوفان الأقصى بما تضمن ذلك الخروج من أنشطة تثقيفية وتدريبية وتأهيلية ليحمل المجتمع اليمني سلاح الوعي والبصيرة بترسيخه مفهوم طبيعة الصراع مع أهل الكتاب اليهود والنصارى وإخوانهم من منافقي العرب، ومواكبة لتلك الفعاليات التوعوية والأنشطة الثورية صدّرت القوات المسلحة المواقف الحيدرية مساندة الأبناء غزة مستهدفة بالصواريخ الفرط صوتي والطيران المسير المناطق الحيوية والعسكرية والمنظومة الاقتصادية للكيان الغاصب في إطار محور الجهاد والمقاومة.

وبما أن إخوانَ الصدق يعيشون مظلوميةَ إخوانهم في فلسطين الأبية؛ كون اليمن ما يزال يعاني من عدوان جائر ظالم غاشم من جيران السوء بقيادة أمريكا؛ بسَببِ موقفه الإيماني من قضية القدس ومظلومية الشعب الفلسطيني فهو بموقفه الشجاع اسقط الأقنعة المزيفة وكشف الوجوه القبيحة على حقيقتها في وقوفها إلى جانب الكيان الغاصب في جرائمه بالمال والإعلام والفتوى ولأن القضية الفلسطينية معيار للفرز فقد تشكل محور النفاق والعمالة والتطبيع وإن كان غير معلَن مساندًا للغدة السرطانية في التوسع مبرّرًا لجرائمها، محور يقوم بدوره المنوط به في تخذيل وتثبيط الأُمَّــة عن القيام بمسؤوليتها مكمما للأفواه الناطقة بالحق… ومحور الجهاد والمقاومة سند وعون لفلسطين والقدس المظلومية والقضية؛ واليمن وشعبه الأبي العظيم وقيادته الربانية والحكيمة الحرة والشجاعة رأس حربة هذا المحور في موقف إيمَـاني مبدئي ثابت وذلك مقتضى مسؤوليتهم أمام الله جراء الإبادة التي يتعرض لها الشعب في غزة والانتهاكات المتكرّرة التي يتعرض لها القدس الشريف من اليهود الصهاينة بإسناد وحماية أمريكا الشيطان الأكبر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com