التاريخ يعيد نفسه: اليمن بين سنوات الحرب وصمود الشعب
أسماء الجرادي
اليوم، 26 مارس، يمثل الذكرى العاشرة للعدوان السعوديّ على اليمن، “ذكرى الصمود الوطني”.
في ليلة 26 مارس 2015، تعرضت بلادنا لعدوان غادر وغير متوقع، حَيثُ شنت عدة دول، بقيادة المملكة العربية السعوديّة، هجومًا على اليمن. بدأت العملية العسكرية بحصار اليمن برًّا وبحرًا وجوًّا وبغارات عدوانية على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات، استهدفت الدفاعات الجوية والأعيان المدنية، وتسببت في استشهاد عدد من المواطنين. وفي تلك الليلة، شهدت حارة بني حوات أول مجزرة للعدوان، لتتبعها سلسلة من المجازر الفظيعة التي ارتكبها التحالف السعوديّ المجرم.
على مدى سبع سنوات، تعرض الشعب اليمني لأبشع أنواع القتل والتدمير؛ مما أَدَّى إلى استشهاد وجرح أكثر من 300 ألف مواطن، فضلًا عن حالات النزوح والأمراض النفسية، وكذا ما أنتجته تلك الصواريخ القاتلة من أوبئة وأمراض متعددة، ولكن على الرغم من كُـلّ هذه الآلام والمعاناة، صمدت اليمن وشعبها، ونهضت البلاد إلى مستويات عالية، والانتصار في جميع المجالات، فأصبح هذا اليوم وبفضل الله هو يوم للصمود الوطني، وأصبحت أَيَّـام العدوان أكاديمية تُعلِّم العالم الذي غفل عن قوة اليمن وبأسه الدروس والعبر، وتبني أجيالًا من القادة الأبطال. وتحول الصمود إلى قوة متزايدة عامًا بعد عام، ونجح اليمنيون في مواجهة ذلك العدوان والانتصار عليه ودحره ليصبح اليمن قوة عالمية لا يُستهان بها.
اليوم، وفي هذه الذكرى، بعد مضي عقد كامل من عدوان التحالف السعوديّ، نبدأ مرحلة جديدة من المواجهة والصمود في وجه الشيطان الأكبر العالمي وأعوانه، حَيثُ تتعرض اليمن لعدوان جديد من القوى الصهيوأمريكية. فبعد مواجهة “قرن الشيطان وأعوانهم”، نجد أنفسنا في صراع مباشر مع “رأس الشيطان”، الذي جاء ليعتدي على وطننا العظيم، الذي يحمل تاريخًا عريقًا وإرادَة صلبة لا تنكسر. لقد فشل المعتدون في الماضي، وفشلوا في الحاضر وسيفشلون في المستقبل، وهم يتوهمون أن باستطاعتهم، عبر عنجهيتهم وغرورهم وتهديداتهم، وضرباتهم وجرائمهم أن يرهبونا أَو يكسروا إرادتنا، ولكن خابت ظنونُهم. فكلما زاد علينا الظلمُ والجور، ازدادت عزيمتنا وإرادتنا في مقاومة هذا الظلم والانتصار عليه.
أخيرًا اليوم وفي ذكرى الصمود العاشرة نستذكر بطولات الشهداء ونستمد من ذلك العزيمة والقوة والإصرار على النصر لدمائهم ولهذا الوطن العزيز المظلوم وديننا وشعوب أمتنا المقهورة، فنحن في معركة كبرى وفاصلة، معركة الحق والبطولة، معركة الأُمَّــة بأسرها، وسنستمر في خوضها ومواجهة أعدائنا وأعداء هذه الأُمَّــة وتحمل المسؤولية في الدفاع عن وطننا وكرامة أمتنا مهما كانت التضحيات. فنحن، كما تحملنا وصمدنا لعشر سنوات، جاهزون للتضحية والمواجهة لعشرات، بل لمئات الأعوام. وحتمًا سيكون النصر حليفنا ولو بعد حين. وهذا وعدُ الله لعباده المؤمنين.