البأس الشديد والقيادة الربانية والثقافة القرآنية… سر النصر اليمني
محمد يحيى الملاهي
حين تجتمع إرادَة شعب صامد مع قيادة حكيمة وثقافة قرآنية، فَــإنَّ النتيجة لا تكون إلا النصر. والشعب اليمني، الذي وصفه الله في كتابه الكريم بأنه أولو قوة وأولو بأس شديد، أثبت للعالم كله أن القوة الحقيقية ليست في الأسلحة والطائرات، بل في الإيمان الذي يحمله الشعب، وفي وعيه وثقافته المستمدة من كتاب الله، وفي ثباته على موقفه. فالشعب اليمني شعب لا يعرف الخضوع، ولا يقبل بالذل، بل يقف دائمًا في وجه الطغاة مهما كانت قوتهم. سنوات من العدوان لم تجعله يتراجع أَو يساوم على كرامته، بل زادته عزيمة وإصرارا؛ لأَنَّه يستند إلى ثقافة قرآنية تحصّنه وتمنحه البصيرة واليقين.
وهذا الشعب العظيم يسير خلف قائد رباني حكيم، هو السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يقود شعبه بروح القرآن، ويجعل من الثقافة القرآنية منهج حياة في مواجهة التحديات، ويقف شامخًا في وجه قوى الاستكبار. ليست قيادته مُجَـرّد كلام سياسي أَو شعارات، بل قيادة صادقة تعرف ما تريد، وتتحَرّك على أَسَاس من الحق والبصيرة. هو يدرك أن الصراع الذي نخوضه ليس فقط ضد العدوان العسكري، بل هو صراع بين مشروع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وبين مشروع الأُمَّــة الحرة التي ترفض الاستعباد، ويغذّي وعي شعبه بثقافة قرآنية تعلّمه كيف يكون حُرًّا أبيًّا، يرفض الذل والهوان. ولهذا فَــإنَّ اليمنيين وهم خلف قائدهم يعلمون أنهم على طريق الحق، وأن الله معهم ما داموا ثابتين ومتمسكين بقضيتهم العادلة، مستضيئين بأنوار القرآن.
أما أمريكا و(إسرائيل) ومن معهم في تحالف العدوان، فكل ما يملكونه من ترسانة عسكرية وقوة إعلامية لم ولن يستطيع أن يهزم هذا الشعب. كُـلّ غارة شنوها، وكل عدوان ارتكبوه، زاد شعبنا صلابةً ولم يُضعفه. على العكس، كلما اشتد عدوانهم، اشتد بأسنا، وكلما ظنوا أنهم سيكسرون إرادتنا، وجدوا أنفسهم أمام شعب أقوى وأشد عزمًا؛ لأَنَّ قوتنا ليست مستمدة من المال أَو السلاح، بل من الله ومن إيماننا العميق بعدالة قضيتنا، ومن ثقافتنا القرآنية التي تمنحنا العزة والكرامة والصمود.
وما يجعل الموقف اليمني أعظم هو أن معركتنا ليست لأنفسنا فقط. لم يمنعنا العدوان والحصار المفروض علينا من الوقوف مع إخوتنا في غزة، الذين يتعرضون لجرائم العدوّ الصهيوني الغاشم وَبدعم من حلفائه. نحن نعلم أن العدوّ واحد، والموقف واحد، ولهذا لا يمكن لنا أن نتخلى عن فلسطين أَو عن أي مستضعف في هذا العالم. ثقافتنا القرآنية علمتنا أن الوقوف مع الحق لا يتجزأ، وأن نصرة المستضعفين واجب ديني وأخلاقي. واليمن اليوم يبرهن للعالم كله أنه شعب ذو قوة وذو بأس شديد، وقائده رباني حكيم، ومنهجه وثقافته قرآنية، وموقفه صادق مع الحق، وعدوه مهما امتلك من سلاح لن ينال من إرادتنا، بل يزيدنا قوة وثباتًا حتى يتحقّق النصر، ويرتفع صوت المستضعفين عاليًا، وتتحطم مشاريع الطغيان على صخرة الصمود والإيمان.