اليمن وفلسطين في يوم الصمود.. بوصلة الأحرار

عبد القوي السباعي

من قلب صنعاء، مدينة الصمود والتحدي، وعلى وقع أصوات الأحرار الذين لم تُثنِهم الحروبُ ولا الحصار، صدح المؤتمر الثالث “فلسطين: قضية الأُمَّــة المركزية”، ليؤكّـد من جديد أن فلسطين تسكن الضمير العربي والإسلامي والعالمي، مهما تكالبت عليها قوى البغي والعدوان والتطبيع والخيانة.

في هذا المؤتمر الذي يجمع نخبة من قادة الفكر والجهاد والمقاومة والتحرّر من مختلف البلدان، يتجدد العهد بأن فلسطين ستظل في الوجدان الآدمي، وبأن الحقَّ الذي يطالب به الشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم، ولن تغطيَه أبواق المساومة والنفاق؛ لأَنَّ الحديث عن فلسطين؛ يعني الحديث عن جوهر وضمير البشرية.

اليمن، هذا البلد الجريح الذي يواجِهُ عدوانًا وحصارًا منذ عشر سنوات، يثبت؛ وهو يحيي “اليوم الوطني للصمود” أنه حاضرٌ بثباته وموقفه، ليقول للعالم أجمع: “فلسطين ليست وحدها”، وإن الأُمَّــة التي تنهض من ركامها لن تتراجع عن واجبها تجاه القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

من هنا، من صنعاء، حَيثُ الأمل يتسلل من بين الأنقاض، تنطلق رسائلُ هذا المؤتمر وهذه الذكرى إلى شعوب العالم. إلى أحرار الأُمَّــة، وإلى كُـلّ من يحمل في قلبه ذرةَ إنصاف وعدالة: فلسطين قضيتنا المركزية، وواجبُنا تجاهها أمانةٌ في أعناقنا، وتُعلن للعالم أن فلسطين ليست شعارًا يُرفع في المؤتمرات، بل هي عهد يتجدد في ميادين الجهاد والمقاومة.

من هنا، من هذه المدينة التي لم تنحنِ للعواصف، على مدى عشرة أعوام، تتعانق قلوب الأحرار مع القدس والمسرى، وتصدح الحقيقة في وجه آلة الاحتلال والتطبيع والخيانة، وتتعالى الأصوات: لا مكانَ للاحتلال بيننا، ولا مكان للتطبيع في وجداننا، وستظل فلسطين بُوصلتنا، والتي؛ مِن أجلِها تتوحد الشعوب الحرة.

من صنعاء إلى غزة، ومن صعدة إلى القدس، ومن كُـلّ شبرٍ مقاوم في هذه الأُمَّــة، تبقى الرسالة واضحة: أن فلسطين ستبقى والاحتلال إلى زوال، وتبقى صرخةً تحملُ في طياتها مسؤولية الأُمَّــة بأسرها تجاه قضية كانت ولا تزال مفتاح كرامتنا، وعنوان وحدتنا، ورمز كرامتنا وعزتنا.

وتحدد بُوصلة القاتل التي باتت معروفةً اليوم، أن لا إجرام ولا إرهاب ولا احتلال سوى (إسرائيل).. ولتكن كلماتُنا اليومَ وكل يوم؛ جسرًا بين اليمن وفلسطين.. بين الحرية والحق.. بين الخير والعدالة، وبين العالم والتاريخ.