سيدُ اليمن قائدُ الأمة حَــقًّا

 

حميد دلهام

كالعادة يحرص على إيصال صوته، وَتوصيل رسالته المحفزة والمنبهة إلى كُـلّ أبناء الأُمَّــة، الرسالة التي لا يفتأ يكرّرها على الدوام في معظم خطاباته وكلماته المتلفزة..

هذا الحرص الشديد الذي يبديه السيد القائد عبدالملك الحوثي؛ لإيقاظ الأُمَّــة من سباتها، وتنبيهها من غفلتها، ليس مُجَـرّد صدفة، ولا وليد لحظة عابرة، استدعتها مجريات الأحداث وتطوراتها فيما يرتكبه العدوّ الصهيوني من جرائمَ ومجازر، وحرب وإبادة ضد أهلنا في غزة، وسائر مناطق فلسطين المحتلّة.

سيدُ اليمن وقائد الأمة -باستشعاره الشديد لحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأُمَّــة، وبما يحمله من روحية، وثقافة المشروع القرآني، الذي يقوده ويسير على منهجيته؛ اقتدَاءً بمن سبقه من أئمة أهل البيت عليهم السلام- حمل هَمَّ الأُمَّــة واستشعر حجم الأخطار المحدقة بها، وَما يقابل ذلك من واقع سيِّء تعيشه، وحس متبلد، وحالة خطيرة جِـدًّا من الغفلة والتفكك والانحطاط، بل وَعمى البصيرة، إلى درجة أنها لم تعد تمتلك القدرة على تمييز العدوّ من الصديق، والضر من النفع..

في المقابل، أيُّ شعور بالمسؤولية، وأي حس وطني وأخلاقي وديني يحمله ذلك القائد وذلك البلد وذلك الشعب الذي يرى عدوًّا، قد زُرع في قلب أمته، وهو غدة سرطانية سريعة الانتشار، ولا يرى بأسًا ولا حرجًا في التعامل معه، ويعتقد أنه بالإمْكَان إقامة علاقات طبيعية معه، اقتصاديًّا وسياسيًّا، وحتى دينيًّا وثقافيًّا؟!

ليس هذا فحسب، بل يرى من أُطروحات عدوه وَما يعلنُه من مشاريعَ مستقبلية، وأهداف معلنَة يسعى إلى تحقيقها، أن ذلك البلد بشعبه وقيادته هو المستهدف، واللقمة السائغة، التي يسعى ذلك العدوّ إلى نهشها والتهامها، وعما قريب.

(إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات، شرق أوسط جديد، وغيرها من الأُطروحات والمشاريع التي تستهدف الأُمَّــة بأجمعها، ولا ترى تلك البلدان وشعوبها في ذلك أي خطر يهدّد وجودها، وَأمنها القومي.

بلاد الحرمين، مصر الكنانة، والعثمانيون الجدد، منظمة المؤتمر الإسلامي، جامعة الدول العربية، مجلس التعاون الخليجي، وحتى المؤسّسات الدينة كالأزهر الشريف، صارت بلا حس، بلا رؤية، ولا بصيرة، وإن صدرت منها مواقف، فهي لا تتجاوز موضوع الشجب والتنديد، ولا تحقّق أدنى المستويات المطلوبة.

كذلك الشعوب صارت بلا حمية، ولا نخوة، ولا فزعة عربية إلا ما رحم الله، هذه الشعوب التي تقف موقف المتفرج من حرب الإبادة في غزة، وما يمارسه العدوّ الصهيوني ومن يقف خلفه من جرائم ومجازر وحصار وتجويع وتهجير قصري، واحتلال وغيرها من جرائم العصر.. عندما ترى ذلك وتسمع به، وتشاهده ولا تحَرّك ساكنًا، ولا تخرج من صمتها وغفلتها ولا مبالاتها، فذلك وضع غير طبيعي، ومشين، وعار سيكتبه التاريخ، وتتعاقبه الأجيال الي أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ألا تدرك أيها الشعب المصري، أن غزة المحاصرة من قبلك، فضلًا عن واجبك الديني والأخلاقي في نصرتها؟ ألا تدرك أنها رغم صغر حجمها، وشحة إمْكَاناتها، تقف سدًّا منيعًا، وطودًا حاميًا، وخطَّ الدفاع الأول والمتقدم، الذي يحميك، ويقف في نحر العدوّ نيابة عنك؟!

هذا هو الواقع، هذا هو المنطقُ، هذه هي الحقيقة، والحقيقة الأُخرى الأصدق والأكثر دلالة، هي قول ربنا سبحانه وجل في علاه (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com