الرئيس المشاط في خطاب اليوم الوطني للصمود في حلته العاشرة: العدوان الأمريكي لن يثنينا عن مساندة غزة ولدينا خيارات ستُعلَنُ في وقت اللزوم

 

– لترامب: لقد دخلت المأزق فاليمن عبر التاريخ ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة

– للمطبِّعين: لا تسارعوا إلى العدوّ فالعاقبة وخيمة ومشاريعُ العدوّ لن ترحم خضوعكم

– نقف مع شعبنا في المحافظات المحتلّة حتى التحرير وندعو السعوديّة للمضي في اتّفاقات السلام

– سنكسر كُـلّ من يفكر كسر شعبنا واحتلال أرضنا وعليهم مراجعة الحسابات قبل فوات الأوان

 

المسيرة: خاص

وجّه الرئيس مهدي المشاط، مساء اليوم الثلاثاء، خطابًا هامًا للشعب اليمني بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود، الموافق 26 مارس 2025م، أكّـد فيه على صمود الشعب اليمني وثباته في وجه العدوان، وجدّد التأكيد على الموقف الثابت في نصرة القضية الفلسطينية.

وأشَارَ إلى أن يوم الصمود الوطني يمثل عشر سنوات من جهاد وصبر وثبات الشعب اليمني الأُسطوري في وجه عدوان خارجي مدعوم بتحالف دولي وإشراف أمريكي وصمت أممي، مجدّدًا التأكيد على أن الشعب اليمني كسر وسيكسر إرادَة كُـلّ من يسعى لتركيعه واحتلال أرضه وإعادة الوصاية الخارجية.

واعتبر الرئيس المشاط العدوان الأمريكي الأخير في 16 مارس 2025 امتداداً لعدوان 2015، مؤكّـدًا أن شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر أَو يتراجع، بل سيزيده ذلك إصراراً على الصمود ومساندة ونصرة الحق.

وتطرق إلى معاناة أبناء الشعب اليمني في المناطق المحتلّة في ظل إدارة “فاسدة من المرتزِقة”، مؤكّـدًا وقوف القيادة إلى جانبهم حتى تحرير آخر شبر من اليمن وإفشال مؤامرات الأعداء.

ووجه الرئيس المشاط رسالة إلى النظام السعوديّ، داعيًا إياه إلى المضي قدمًا في تنفيذ اتّفاقات السلام الشامل والدائم، بما في ذلك وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية ومعالجة ملفات الأسرى والتعويضات وإعادة الإعمار، إذَا كان صادقًا في دعواته للسلام والأمن في المنطقة.

ونوّه إلى ثبات الموقف اليمني في مساندة الشعب الفلسطيني وأهل غزة، مؤكّـدًا استمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات، وأن العدوان الأمريكي لن يثني اليمن عن هذا الموقف الذي كشف “توحش وإجرام” أمريكا وأسقط ادِّعاءات الحرية والحقوق عنها، منوِّهًا إلى امتلاك اليمن لخيارات تدفع عن بلدها تجاوز أي متغطرس سيتم الإعلان عنها عند اللزوم.

وحذر الرئيس المشاط من الأطماع الصهيونية التوسعية التي تستهدف دول المنطقة، داعيًا القادة العرب إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية من خلال معالجة المشاكل البينية ورفع مستوى التنسيق والتضامن والدفاع المشترك لمواجهة هذه المؤامرة.

كما أكّـد أن قرارات إدارة ترامب “الخرقاء” لا شرعية لها، معتبرًا إياها تجاوزًا للمواثيق الدولية وتحديًا واستهتارًا بها، ومشدّدًا على ضرورة تصدي المجتمع الدولي لهذه الرعونة وعدم دعم “الإرهاب الصهيوني الإجرامي”.

وكشف عن تنسيقات جارية مع جميع الأطراف التي ستتأثر بتداعيات قرارات ترامب، مؤكّـدًا اتِّخاذ ترتيبات لحماية المصالح اليمنية وعدم السماح للأمريكي بجر أحد معه.

ووجه الرئيس المشاط خطابًا مباشرًا إلى ترامب، مؤكّـدًا أن عدوانه على اليمن لإثنائه عن مساندة غزة لن ينجح، وأن فترة رئاسته وحتى عمره المتبقي لن يكفيا لإثناء اليمن عن موقفه، مشدّدًا على أن اليمن جاهز للمواجهة عبر الأجيال، ومؤكّـدًا أن اليمن كان وسيظل “ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة”.

وفي ختام خطابه، وجه الرئيس المشاط تحية إعزاز وإجلال للشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن وجميع المؤسّسات، مجدّدًا الولاء للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

ودعا المتسابقين إلى حظيرة التطبيع، بقوله: “إلى المبتلين بمرض المسارعة أقول لكم: رويدًا رويدًا رويدًا، فعاقبة المسارعة الندم وفق نصوص القرآن الكريم”.

 وتطرق الرئيس المشاط إلى جملة من التفاصيل تستعرضها صحيفة المسيرة في نص الخاطب تاليًا:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الأطهار، وارض اللهم عن صحابته المنتجبين، وبعد..

 

أيها الشعبُ اليمني الكريم -إخوةٌ وأخوات:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتوجّـه بالتحية إلى قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، وإلى جماهير شعبنا اليمني العظيم بكل مستوياته العلمائية والسياسية والقبلية والأكاديمية والإعلامية وإلى عموم شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج.

وأُجدد التهاني والتبريكات بمناسبة هذه الليالي الرمضانية المباركات التي شرفنا الله فيها بالاستمرار بمشاركةِ إخواننا في فلسطين بقيادةِ غزةَ الإسلام والعروبة جهادَهُم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يُقدِمُونها بسخاءٍ في سبيلِ الله ودفاعًا عن شرفِ الأُمَّــة المهدور، ومُقدساتِها وحُقوقِها المُغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أمريكا، وفي سبيل الله وصلتم الغزوة بالغزوة، والإيمان بالإيمان، والثبات بالثبات، والوفاء بالوفاء، فلله أنتم، وطوبى لخير خلفٍ، إذ سار على نهج أسلافه خير سلف، وما بدلوا تبديلاً.

 

أيها الشعب اليمني العظيم:

وفي الذكرى العاشرة للصمود الوطني، نشكر الله أوّلًا بما أنعم به علينا من صمود، وما ألهمناه بصدق الإيمان من ثبات؛ نحن المستضعفون الذين تكالبت عليهم الأمم في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، دونما ذنبٍ، سوى أن شعبنا اليمني أراد بلده يمنًا على نهج تاريخه التليد، لا يخضع لوصاية سفير، ولا تتخذ قراراته تبعًا لأقبية سفارات، ولا يتحول حكامه إلى مُجَـرّد موظفين للخارج دون شعبهم، أراده شعبنا يمنًا لا يحني رأسه لغير بارئه، ولا يركع لطاغوت في البيت الأبيض أَو غيره أينما وجد في هذه الدنيا.

 

أيها الإخوة والأخوات:

يطل علينا يوم الصمود الوطني لتكتمل فيه عشر سنوات من جهادكم العظيم وصبركم وثباتكم وصمودكم الأُسطوري، ومن ينسى كيف تعرض بلدنا الحبيب في مثل هذا اليوم 26 من مارس لعدوان خارجي مسنودًا بتحالف دولي وإشراف أمريكي وصمت أممي، دون أي مبرّر أَو مشروعية، وها نحن نجدد الاحتفاء بالثبات، والصمود الذي كسرنا به بفضل الله، وسنكسر به إلى ما شاء الله، كُـلّ من يهدف إلى كسر إرادَة هذا الشعب وتركيعه واحتلال أرضه وإعادة الوصاية الخارجية عليه بعد تحرّره في ثورة 21 سبتمبر المجيدة 2014م.

واليوم تعود علينا هذه الذكرى لتؤكّـد صوابية النهج وضرورة الثبات، وفي ذكرى الصمود الوطني فَــإنَّ صمودنا يتجدد، وعهدنا يتأكّـد، وسيفنا بفضل الله لا ينثلم، وإننا، إذ نُحيي المناسبة وبلدنا يتعرض اليوم لعدوان أمريكي جديد استهدف العاصمة صنعاء وعددًا من المحافظات بعشرات الغارات أسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى، وهو العدوان الذي يستهدف بلادنا إسنادًا للعدو الصهيوني بعد أن أعلن اليمن موقفه الديني والإنساني في إسناد أبناء الشعب الفلسطيني تجاه ما يقوم به “الكيان المؤقت” من تجويعٍ لـ 2 مليون من أبناء غزة نقضًا لاتّفاق وقف إطلاق النار، وتجددٍ للعدوان الإسرائيلي الوحشي وارتكابه الجرائم البشعة التي لا تتوقف، ليظهر جليًّا كيف أن العدوان الأمريكي اليوم ليس إلا امتداداً لعدوان الأمس قبل عشر سنوات في 26 من مارس 2015م، ولم يتوقف حتى الآن وإن تعددت أساليبه وصوره، وهو ما يؤكّـد صوابية موقفنا في التصدي لهذا العدوان والصمود منذ البدء، والعاقبة للمتقين.

ولأجل ذات الهدف الذي فشلوا في إحرازه منذ عقدٍ من الزّمان، كبرت خلاله اليمن بإيمانها وانتصرت، وتضاءل أعداؤها بباطلهم وانحسروا، وانكسروا، وسوف ينكسرون بإذن الله مجدّدًا، فيما ظل اليمن صامدًا ثابتًا بالإيمان لا ينكسر، قويًّا بالله سيماه كرامة ٌ لا ينال لها طرف، وأقدامه عن مواطن الحقّ والعزة والإيمان لا تزول.

 

أيها الشعب اليمني العظيم، إخوة وأخوات:

لقد أثمر صمودكم الأُسطوري بفضل الله عزّةً ونصرًا، وبعد عشر سنوات عاد الاعتبار لليمن، وعلى عتباته نكتب التاريخ بتوقيتنا برًا وبحرًا، لا نخشى في الحقّ إلا الله، ومن آيات صمودكم وصبركم، كان موقفنا في الطوفان بإسناد ونصرة الشعب الفلسطيني بحمد الله صارمًا بالحقّ كما يليق بأهل الإيمان والحكمة، وبالحق فقد كان اليمنيون يحتشدون إلى الساحات أفواجًا، ويعيدون كتابة تاريخ اليمن بالبأس اليماني وطائراته المسيّرة وصواريخه فرط الصوتية التي تهتز لها يافا المحتلّة.

فاليمن الذي استهانوا به في 26 مارس فغرتهم أنفسهم بأنهم سيدخلون صنعاء في ظرف عشرة أَيَّـام، إذَا به يفقأ من تلقاء البحر عين فرعون البيت الأبيض، فيما يركع على عتباته من تآمروا عليه في بدء عدوانهم علينا، “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.

 

أيها الشعب اليمني العزيز:

إن من مكاسب الصمود أنه بعد عشر سنوات وضعتم أقدامكم على طريق الاستقلال، وأعدتم الاعتبار لليمن العظيم، وخلدتم للأجيال رسالة مجد، ومشروع دولة، وبنيتم جيشًا قويًّا أمينًا مدربًا ومقتدرًا على حماية البلد وثرواته ومكتسباته، وإلى جانبه بنيتم قوات الأمن الباسلة التي تسهر لحماية أمنكم واستقراركم، واستطاعت بفضل الله وعونه إحباط مخطّطات أعداء اليمن الإجرامية.

ومن مكاسب صمودكم، أننا بفضل الله وعونه تصدينا للحرب الاقتصادية الأمريكية على شعبنا الهادفة لتدمير الاقتصاد الوطني، ومضاعفة معاناة اليمنيين، واستطعنا بفضل الله أن نحافظ على الاستقرار المعيشي، واستقرار العملة في المحافظات الحرة، وأنتم اليوم تلاحظون ما تعيشه المناطق المحتلّة، والفارق بين الريال والريال، رغم ما يعتمدون عليه من دولٍ ومانحين، ورغم توافر الدرهم والدينار والريال السعوديّ والدولار إلا أنها تذهب إلى جيوب الخونة والمرتزِقة، ليستمر الوضع في المناطق المحتلّة مأساويًّا بين مطرقة الاحتلال وسندان فساد الخونة، ليتبيّن كيف أنكم بجهادكم وصبركم وصمودكم تجاوزتم ما خططه العدوّ لكم، والحمد لله، إذ تجلت لنا معية الله وعونه ونصرته للمستضعفين الذين آمنوا؛ فيما ذلّ من باعوا، واستثقلهم حتى من اشترى.

 

أيها الإخوة والأخوات:

إن مكاسب الصمود عديدة وكبيرة، وإن كنا اليوم نعاني فلكل شيء ثمن، والمستقبل الواعد بالحرية والخير والأمن والاستقلال يستحق منا أن نصمد، ونواصل الصمود ففي منتهى هذا الطريق أمل ومستقبل كريم، وهذا ما وعد به الله عباده المؤمنين الصابرين وبشّرهم به.

وأمام عظمة هذا اليوم ومكاسبه، ندعو الأقلام الشريفة للكتابة عنه، واستكمال ما لم يسعنا المجال لتناوله.

وقبل الختام، أتوجّـه في هذا اليوم بعظيم الإجلال وجزيل الامتنان والشكر والإكبار إلى الله أولًا، ثم إلى من كان لهم الفضل بعد الله في صناعة هذا الصمود؛ إلى سيدي قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- سند المستضعفين وسليل الآل الأكرمين أولًا، وإلى أبطال القوات المسلحة والأمن في ميادين العزة والكرامة ووحدات التصنيع العسكري بكل تشكيلاتها، وإلى كُـلّ أعزائنا وأعظم من فينا وهم الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين وإلى كُـلّ أُمهاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوتهم وأخواتهم وكلّ أسرهم الشريفة والكريمة.

وأتقدم بتحية خالدة إلى كُـلّ أخ وأخت اختاروا لأنفسهم شرف الدفاع عن دينهم ووطنهم، وقرّروا الانحياز المطلق لأرضهم وشعبهم في مواجهة العدوان والاحتلال، وعلى رأسهم موظفو الدولة الذين قُطعت مرتباتهم وتوقفت بعد تآمر العدوّ الأمريكي السعوديّ ونقل البنك المركزي إلى عدن.

تحية خالدة أَيْـضًا إلى العلماء الإجلاء والمشايخ الكرام والقبائل الأبية وكلّ شرفاء الموقف الوطني من الأحزاب والأكاديميين والسياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين والأطباء والممرضين والحقوقيين والقضاة والمزارعين وكلّ العاملين في كُـلّ الجوانب الاقتصادية وكلّ المواطنين والشرفاء من أبناء وبنات شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج.

ولا يفوتني أن أوجه التحية والشكر لكل الذين وقفوا ويقفون مع شعبنا في محنته ومظلوميته وفي المقدمة، الجمهورية الإسلامية في إيران والتي وقفت رسميًّا وشعبيًّا موقفًا متميزًا وإنسانيًّا وأخلاقيًّا لمساندة شعبنا اليمني العزيز، كما نتوجّـه بالشكر لحزب الله في لبنان، وأحرار العراق وكلّ الأحرار الذين تضامنوا مع بلدنا من أبناء أمتنا الإسلامية، والتحية موصولة لكل الأحرار والشرفاء في مختلف أنحاء العالم ممن كان لهم صوت مرفوع وموقف مشرف تجاه العدوان الظالم على بلدنا وشعبنا.

 

وأختم ببعض النقاط:

أولًا: نؤكّـد أن العدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا 16 مارس الجاري إنما هو امتداد لعدوانه في ٢٦ مارس٢٠١٥م، ونؤكّـد هنا، أن شعب الإيمَـان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده ذلك إصرارًا على الصمود، واستمرارًا في المساندة والنصرة، وكما حقّق شعبنا بفضل الله انتصاره سابقًا، سيحقّقه اليوم وغدًا وفي المستقبل إن شاء الله.

ثانيًا: نتابع اليوم ما يعيشه أبناء شعبنا اليمني في المناطق المحتلّة من معاناة تنفطر لها القلوب في ظل إدارة فاسدة من المرتزِقة جاء بها المحتلّ عمدت إلى تدمير الاقتصاد والعُملة وانعدام الخدمات ونهب مقدرات الشعب اليمني لصالح فئة من الخونة واللصوص، وهو وضع لا يمكن السكوت عنه أَو السماح به، ونؤكّـد لشعبنا أننا معهم وإلى جانبهم حتى تحرير آخر شبر من اليمن، وإفشال كُـلّ مؤامرات الأعداء بإذن الله.

ثالثًا: نوجه رسالتنا للنظام السعوديّ إذَا كان صادقًا في دعواه وحريصًا على السلام والأمن في المنطقة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية أن يمضي قدمًا في تنفيذ الاتّفاقات التي تقود نحو تحقيق السلام الشامل والدائم وتنفيذ متطلباته المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من الأراضي اليمنية ومعالجة ملفات العدوان فيما يتعلق بالأسرى والتعويضات وجبر الضرر وإعادة الإعمار.

رابعًا: نجدد التأكيد على موقفنا الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة، كما نؤكّـد استمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات، ولن يثنينا العدوان الأمريكي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأمريكي وتسقط كُـلّ ادِّعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدوّ الأمريكي، أمام العالم وأمام أبناء شعبنا.

خامسًا: في ظل الأطماع الصهيونية التوسعية التي تستهدف دول أمتنا العربية وإعلان المجرم نتنياهو عن توجّـهه لتنفيذها على الواقع وتشكيل ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد”، والذي نراه في الاستهداف الممنهج لسوريا ولبنان، والتهديدات والتصريحات التي يعبر فيها مسؤولو العدوّ الإسرائيلي عن توجّـههم العدواني باستهداف مصر والأردن والسعوديّة والعراق، فَــإنَّني أدعو قادة الدول العربية لتحمل مسؤولياتهم التاريخية من خلال معالجة المشاكل البينية ورفع مستوى التنسيق العربي والتضامن والدفاع المشترك لمواجهة هذه المؤامرة ما لم فَــإنَّ الأخطار والتهديدات لن تتوقف عند هذا الحد وستنتقل إلى كُـلّ دولة عربية لاستباحة المنطقة وإخضاعها للعدو الإسرائيلي.

سادسًا: نؤكّـد أن القرارات الخرقاء التي أعلنتها إدارة المجرم ترامب لا شرعية لها مطلقًا والتي جاءت كمحاولة يائسة لحماية العدوّ الصهيوني ودعم جرائمه وعدوانه وحصاره الذي لم يشهد له العالم مثيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إن الجمهورية اليمنية تعتبر هذه القرارات تجاوزًا لكافة المواثيق الدولية وتحديًا واستهتارًا فاضحًا بها، فقد جاءت تلك القرارات متزامنة مع أُخرى اتخذتها الإدارة الأمريكية الحمقاء من عقوبات على محكمة الجنايات الدولية؛ بسَببِ الخطوات التي اتخذتها إزاء الجرائم الصهيونية البشعة بحق أهلنا في غزة، لتوضح مستوى الغطرسة التي وصلت إليها الإدارة الأمريكية الحمقاء باتِّخاذ مثل تلك القرارات، وبالتالي فليس هناك ما يقال إزاء تلك الرعونة إلا أنه يتوجب على المجتمع الدولي إعلان الموقف الصارم والموحد تجاه الطيش والرعونة الأمريكية، والامتناع عن تنفيذها والوقوف بوجهها، وعدم دعم الإرهاب الصهيوني الإجرامي الذي يمثل في مجمله تهديدًا للسلم والأمن الدوليين وتجاوزًا للمواثيق الناظمة لهذا العالم، كما أن تلك القرارات ليست ملزمة لأحد بل يفترض التصدي لها وإدانتها فالعالم اليوم أكثر من أي وقت مضى بات يعلم أن أمريكا لا تهتم بمصالح أحد ولديها الاستعداد لاستهداف مصالح الآخرين دون أية قيود أَو اعتبارات.

أما موقفنا في الجمهورية اليمنية فهو واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولن يتغير حتى وقف العدوان ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس والتي سنعلن عنها عند اللزوم.

كما نؤكّـد أن هناك تنسيقات جارية مع جميع الأطراف التي ستتأثر بتداعيات تلك القرارات الرعناء، وقد قمنا من جانبنا بالترتيب مع كثير من الجهات المعتمدة على الصادرات الأمريكية بما لا يسمح للأمريكي بجر أحد معه؛ لأَنَّه سيكون المتضرر على نحو يحرمه من تحقيق شعاره “أمريكا أولًا”، فهي ستكون الأولى في الإجرام ومساندة الإرهاب الصهيوني.

وأقول للمجرم ترامب الكافر: إن قرارك المتمثل في الاعتداء على بلدنا لإثنائنا عن مساندة غزة لن ينجح، ولن يتوقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها، بل أقول لك: إن فترتك الرئاسية بكلها لن تكفيك لإثنائنا بل أقول أكثر من ذلك أن فترة عمرك المتبقية غير كافية خَاصَّة وقد بلغت من الكبر عتياً، فحربك ليست جديدة علينا فنحن في مواجهتها منذ عقود، ولو أنها بعناوين مختلفة، إلا أننا جاهزون للمواجهة عبر الأجيال.

كما أؤكّـد للمجرم ترامب الكافر وأقول: إن الذي أشار عليك باليمن كميدان لفتل عضلاتك واستعراض تكبرك أخطأك الصواب وأدخلك في مأزق إن لم تشعر بذلك مبكرًا فاليمن ليس ميدان فرد العضلات وعليك أن تطلب من مستشاريك عمل نبذة عن تأريخ اليمن كي تعرف أن اليمن عبر التاريخ ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة والمتكبرة والمتجبرة التي حكمت العالم قبلك، وأن اضمحلالها وبداية انحسارها بدأ يوم فكرت نفس تفكيرك، فاتعظ ووفر على نفسك محاولة الظهور بالشكل المخيف للعالم، فنحن شعب الإيمان والحكمة شب عن الطوق وأصبح محصنًا من كُـلّ أكاذيبكم وتهويلكم.

وإلى المبتلين بمرض المسارعة أقول لكم: رويدًا رويدًا رويدًا، فعاقبة المسارعة الندم وفق نصوص القرآن الكريم.

وتحية إعزاز وإجلال لشعبنا العظيم بكل مستوياته، ولقواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها، ولأمننا الأبطال ولجميع المؤسّسات، كما هي موصولة لسيدي وقائدي عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- سند المستضعفين وسليل الآل الأكرمين، الذي نقول له نحن طوع أمرك وقراراتك ستنفذ، ولن تستطيع أية قوة في هذه الدنيا منعنا من ذلك إن شاء الله.

دم في جبين المجد درة تاجه فلأنت للآل الكرام سليل

وانشر هدى القرآن فينا إنه والآل دومًا للنجاة سبيل

والرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى

والنصر لشعب الإيمان وغزة والصمود لكل أحرار العالم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com